سباق على جيوب المتبرعين الأميركيين.. من الرابح الأكبر؟

تفوّق جو بايدن على منافسه دونالد ترمب في حملة جمع التبرعات للانتخابات الرئاسية المزمع إجراؤها في نوفمبر 2024، إذ حقّق الرئيس رقماً قياسياً.

وفي ليلة واحدة جمع بايدن 25 مليون دولار، خلال حفل حضره أكثر من 5 آلاف شخص، وتراوحت قيمة التذاكر بين 225 و500 ألف دولار.

وسخر البعض من قدرة بايدن على جمع التبرعات، مقارنة بترمب الذي لجأ لبيع "السبابيط والأناجيل".

وعلى الرغم من عدم إعلان فريق حملة بايدن كيفية اعتبار مبلغ الـ 25 مليون دولار أكبر حملة لجمع التبرعات في التاريخ، فإن القطب السينمائي في هوليوود والرئيس المشارك للحملة جيفري كاتزنبرج، وصف الحدث بأنه "انعكاس حقيقي للزخم وراء محاولة إعادة انتخاب بايدن".

وأفاد فريق حملة بايدن بحصوله على 71 مليون دولار في نهاية فبراير، بينما أعلن فريق ترمب عن وصول التبرعات إلى أقل من 33 مليون دولار.

وخلال المنافسة بينهما في انتخابات عام 2020، جمع الديمقراطي بايدن أكثر من 1.6 مليار دولار، وهو أكبر مبلغ يجمعه أي مرشح في سباق رئاسي. فيما جمع ترمب 1.1 مليار دولار فقط، وفقاً لتقرير نشرته رويترز.

المزيد من المال ليس دائما مؤشراَ على النجاح، إذ إن ترمب تفوق نفسه على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون في عام 2016 بعد أن جمعت 769.9 مليون دولار، بينما كانت حصيلة حملاته 433.4 مليون دولار فقط، بحسب رويترز.

ومن المتوقع أيضًا أن يُقيم ترمب حملات جمع تبرعات ضخمة في أوائل شهر أبريل، إذ سيستضيف الملياردير ومدير صناديق التحوط، جون بولسون، والمستثمر في صناديق التحوط روبرت ميرسر وملياردير سلسلة المتاجر الكبرى جون كاتسيماتيديس، في "بام بيتش" بولاية فلوريدا.

ويتراوح مبلغ التبرع المقترح لكل فرد، بين 250 ألف دولار و814 ألف دولار، وفقا لدعوة الحدث.

أما نتائج استطلاعات الرأي لشهر مارس، والتي أجرتها مجلتا فوربس وإيكونوميست، فأوضحت أن الرئيس الجمهوري يتفوق على الرئيس الديمقراطي بشكل عام، ولكن الفارق بينهما ليس كبيراً، إذ يبلغ 5%، بالاستناد إلى تقرير إي بي سي نيوز الأميركية.

من ناحية أخرى، أظهرت بعض الولايات تفوقًا لصالح بايدن بعد 5 أشهر من تقدّم ترمب.

وكان التحول كبيراً في ولاية ويسكونسن، إذ يتقدم بايدن على ترمب بفارق نقطة واحدة بعد أن كان يتخلف عنه بأربع نقاط في فبراير. وفي بنسلفانيا تعادل المرشحان بعد تقدم ترمب بـ6 نقاط الشهر الماضي، بحسب تقرير نشرته بلومبرغ.

بعد انتهاء أمسية التبرّعات، سارع الناطق باسم دونالد ترمب، ستيفن تشيونغ، إلى انتقادها، وكتب على منصة إكس "الأمسية البرّاقة للديمقراطيين الثلاثة مع متبرّعيهم النخبويين والمنفصلين عن الواقع".

المناوشات بين الرّئيسيْن ليست وليدة اللحظة، إنما بدأت مع نتائج الانتخابات الأخيرة التي أدخلت بايدن إلى البيت الأبيض، وأخرجت ترمب الذي مكث فيه 4 أعوام.

لكن حدة الانتقادات تصاعدت بينهما قبل الاستحقاق الرئاسي هذا العام، خصوصاً من جانب ترمب الذي انتقد بايدن بشدة، واستفاض بهذه الانتقادات بعد حرب غزة، معتبراً قراراته غير مجدية.

ويخصص ترمب جزءا كبيراً من خطاباته خلال الحملة الانتخابية، لانتقاد الهجرة غير النظامية ومنافسه الديمقراطي، بايدن، لتراخيه في الحفاظ على النظام.