"Eagle Eye" في سماء غزة

على ارتفاع 40 ألف قدم، تحلق الطائرة الشبحية أورون لمدة 10 ساعات متواصلة دون أن تكتشفها أجهزة الرادار، لتقوم بمهام الاستطلاع والمراقبة واعتراض الإشارات وتحديد الأهداف وجمع المعلومات الاستخباراتية ومعالجتها في آن واحد.

الطائرة تعتبر أيضاً مركز قيادة وتحكم ومركز استخبارات متنقل في الهواء، وتستطيع تغطية نطاق واسع من مكانها يقدر بألف كيلومتر بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.

وتتبع الطائرة أورون للسرب 122 "نحشون" في سلاح الجو الإسرائيلي، بقاعدة نيفاتيم الجوية في جنوب إسرائيل.

وتحتوي الطائرة أورون على كاميرات حرارية وليلية وآلاف المستشعرات عالية التقنية تمكنها من رصد وملاحقة الأهداف في مختلف الظروف الجوية سواء الأهداف الثابتة أو المتحركة.

تحتوي الطائرة على أجهزة استخباراتية لاعتراض الإشارات الإلكترونية "SIGINT" تمكنها من اعتراض أعداد هائلة من المكالمات والرسائل والتنصت عليها.

ويعتبر احتواء الطائرة أورون على نظام ذكاء اصطناعي متقدم أحد أهم مميزاتها، حيث يمكّنها من معالجة كميات هائلة من بيانات الرادار والإشارات الإلكترونية بشكل مستقل وتلقائي، ومعالجتها وتفسيرها في ثوانٍ معدودة.

ويوجد في الطائرة مكان لثمانية مكاتب أو محطات لضباط الاستخبارات لتحليل المعلومات ونقلها إلى الجنود في الميدان.

الطائرة تم تطويرها بشكل مشترك بين وحدة البحث والتطوير في وزارة الدفاع الإسرائيلية، وشركة إلتا التابعة لصناعة الطيران الإسرائيلية، والقوات الجوية الإسرائيلية، وفيلق الاستخبارات والبحرية، بالإضافة للتعاون مع دول أخرى لصناعة هذا الوحش باهظ الثمن، وتمتلك إسرائيل وعدد من الدول العظمى هذا النوع من الطائرات بشكل حصري.

بحسب زعم صحيفة يديعوت فإن الطائرة الشبحية أورون قادرة على توفير الدعم الجوي في الوقت الحقيقي للجيش الإسرائيلي في عشرات المناطق مرة واحدة.

فهي قادرة على مراقبة مسؤول كبير في حماس سراً في قلب مدينة رفح وتحديد أماكن عناصر مطلوبة من حركة حماس في مدينة غزة، وفي نفس الوقت مساعدة القوات الإسرائيلية المتوغلة في جنين، وحتى تحديد مصدر صاروخ باليستي في اليمن.

وتستطيع أورون في نفس اللحظة "اكتشاف قوافل الأسلحة من إيران إلى العراق، وتحديد الموظفين الرئيسيين في البرنامج النووي الإيراني واستهدافهم".

كما تستطيع أيضا تحديد وملاحقة سيارات عناصر حزب الله في وسط بيروت والتجسس على سوريا، كل ذلك في طلعة تحليق واحدة من مكان واحد على ارتفاع 40 ألف قدم.

طائرتان مماثلتان لأورون في سرب نحشون الجوي الإسرائيلي:

• الطائرة إيتام المتخصصة في مهام المراقبة والسيطرة.
• الطائرة شافيت المتخصصة في مهام التنصت.

ولكن تتميز أورون بأنها تجمع بين وظائف وقدرات الطائرتين معاً وتستطيع التحليق على ارتفاع أعلى منهم.

صحيفة يديعوت أحرونوت تقول إن الطائرة أورون عُرضت للمرة الأولى في معرض صالون باريس الجوي قبل نحو 6 أشهر على الحرب، وأنه كان من المقرر انتظار عدة إجراءات بيروقراطية مطولة للحصول على تلك الموافقة إلا أن اندلاع الحرب أدى لتسريع القبول باستخدام الطائرة ضد غزة والحوثيين وإيران وسوريا ولبنان وغيرها.

وتقول الصحيفة إنه مع اندلاع الحرب، سجلت الطائرة الشبحية بالفعل مئات ساعات الطيران التشغيلية في جميع الساحات في الأسابيع الأخيرة وما يقرب من 100 طلعة جوية.

ويمكن لأورون القيام بمهام مستقلة بمفردها والعمل أيضاً كجزء من عملية متكاملة جنباً إلى جنب مع الطائرات المقاتلة الأخرى والسفن البحرية وحتى الغواصات.

ومن خلال آلاف أجهزة الاستشعار المتقدمة المتصلة بالطائرة، تستطيع أورون مسح تضاريس ضخمة وبعيدة، والحصول على كمية من المعلومات لم يسبق لها مثيل في الجيش الإسرائيلي بحسب الصحيفة.