سياسة
.
حرب على التوراة، وحرب على الحاخامات والمرجعيات الدينية، وتهديد لأمن إسرائيل الروحاني، هذه بعض الأوصاف التي أطلقتها صحف اليهود الألترا أرثوذكس "الحريديم"، تعليقا على قرار المحكمة العليا بإيقاف تمويل مدارس "اليشيفا" للتشجيع على الانضمام إلى الجيش.
المحكمة أصدرت أمراً مؤقتاً الخميس الماضي يقضي بحجب التمويل الحكومي عن مدارس اليشيفا التي لا يلتحق طلابها بالتجنيد الإجباري، ما يحرم أولئك من المساعدات الشهرية.
هذا الأمر فجر احتجاجات غاضبة من كبار أحزاب الحريديم ومرجعياتهم الدينية الكبرى، وسط استمرار مظاهراتهم في القدس رفضاً للخدمة العسكرية، وفي ظل توقعات بتنامي تلك المظاهرات وأعمال الشغب.
المتضرر الأكبر من هذا القرار، هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إذ اعتبره محاولة للانقلاب على الحكومة والإطاحة به من منصبه، فأحزاب الحريديم ليس أمامها الآن إلا تمرير القانون سريعاً لحل تلك المشكلة، أو الانسحاب من التحالف الحاكم وتفجير انتخابات مبكرة.
ويأتي القرار بالتزامن مع مطالبة 50 مسؤولا إسرائيليا في الاقتصاد والأمن والأكاديميين، للنائب العام بإقالة نتنياهو من منصبه بحجة تضارب المصالح، وأن لديه مصلحة شخصية في استمرار الحرب في غزة، ما تفقده الأهلية للحكم.
فما الذي يحدث؟ وكيف أعلن الحريديم الحرب على القضاء والحكومة؟ ولماذا قد تكون من مصلحتهم الجلوس في المعارضة إذا فشل تمرير قانون إعفائهم من الخدمة؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة