"لبنان مختطف".. أصوات مسيحية تعلو بوجه "حزب الله"

النائبة في حزب "القوات اللبنانية"، وهو حزب مسيحي كبير بلبنان، غادة أيوب قالت لبلينكس، إن حزب الله يورط لبنان بأجندات خارجية لخدمة إيران، واعتبرت أن المسيحيين وغالبية اللبنانيين لا يقبلون بجرّهم إلى معارك لا دخل لهم بها.

النائبة عن دائرة انتخابية في جنوب لبنان، أكدت أن ممارسات حزب الله تدفع لبنان إلى حرب مدمرة، وطالبته بالالتزام بالشرعية اللبنانية وتطبيق القرار الدولي 1701 الذي يضمن وقف الأعمال العسكرية بين لبنان وإسرائيل وسحب جميع العناصر والتنظيمات المسلحة من جنوب لبنان.

الحرب الأخيرة جرّدت "حزب الله" من حلفائه المسيحيين، خصوصا "التيار الوطني الحر"، وهو حزب مسيحي عريض جدا، وله كتلة نيابية كبيرة في المجلس النيابي.

وخلال الفترة الماضية، أعلن رئيس التيار جبران باسيل أن تحالفه مع الحزب قد اهتز، منتقدا الدور الإقليمي لسلاح حزب الله الذي وصل إلى اليمن من خلال دعمه الحوثيين، وقال "تفهمنا تبريرات مشاركة الحزب في سوريا قرب الحدود اللبنانية-السورية، لحماية البلاد من خطر الإرهاب وتنظيم داعش، ولكن هذا لا يعني أن نكون مع الوصول إلى اليمن والتدخل في شؤون الدول الصديقة".

بدوره، يقول مايكل يونغ، من مركز كارنيغي للشرق الأوسط لـ"رويترز"، إن تعليقات باسيل كانت محاولة لكسب بعض النفوذ على "حزب الله" من خلال الإشارة إلى وجود صدع، ولكنها تعكس أيضا عدم ارتياح المسيحيين من الوضع الراهن.

حزب "القوات اللبنانية"، يُعتبر من أشد المواجهين لـ"حزب الله"، وقد أكد رئيسه سمير جعجع مرارا أن الأخير هو أكبر مشكلة يواجهها لبنان.

حزب "الكتائب اللبنانية" أيضا ينضم إلى فئة المعارضين للتنظيم الشيعي، ويقول رئيسه سامي الجميل إن "لبنان مخطوف والقرار بيد حزب الله".

يونغ يوضح لـ"رويترز"، أن "المزاج السائد بين الطائفة المسيحية هو تقريبا انفصال نفسي عن النظام، فهم لا يشعرون أن لهم كلمة مسموعة في النظام، وهذا صحيح إلى حد ما، وحزب الله يسيطر على جزء كبير من النظام".

الأمر لم يتوقف على المستوى الكنسي، أو السياسي، بل وصل إلى الشارع المسيحي، خاصة هؤلاء الذين غادروا منازلهم وأعمالهم في المناطق الحدودية.

ماريا (37 عاما)، مواطنة لبنانية من بلدة العيشية المسيحية في جنوب لبنان، أعربت عبر "بلينكس" عن رفضها جر لبنان إلى الحرب، وتقول "لا نريد أي معركة، بل نريد العيش بأمان. كان تضامننا مع غزة كبيرا، ولكن لماذا نريد أن نورط أنفسنا بدمار كبير من أجل شخص يسمى يحيى السنوار (قائد حركة حماس في غزة)؟".

وتابعت: "لن نكون ضحية لهذا الشخص في لبنان، حينما بادر السنوار إلى شن معركة لم يسأل عن شعبه الذي يعيش الجوع. فمن سيسأل عنا في حال واجهنا حربا كبيرة.. نقول إن حزب الله يريد توريطنا بحرب كبيرة نحن بغنى عنها، وكل ذلك هو خدمة للإيرانيين".

مونيكا يونس (27 عاما)، وهي سيدة مسيحية من بلدة مغدوشة بجنوب لبنان، أكدت أن "هوية لبنان لن تتغير، ولن يكون إلا بلدا يمثل التنوع"، وتضيف "لا نقبل أبدا بأن نعيش حربا مهما كان نوعها. لقد واجهنا ما واجهناه سابقا، والآن نريد أن نعيش بسلام مع أبنائنا وعائلاتنا، كي لا نضطر إلى الهجرة مثلما فعل أسلافنا".

شوقي خليل (60 عاما)، وهو مسيحي لبناني مهاجر في أفريقيا، أعرب عن سخطه مما يقوم به "حزب الله" في جنوب لبنان، واعتبره مجرد "تسلية لا أكثر ولا أقل"، معتبرا أن المناوشات عند الحدود ستنتهي بـ"بمصالحة، لأن كل ما يجري هو تمثيلية لا أكثر".

خليل يقول إن "حزب الله لا يعني المسيحيين ولا اللبنانيين حتى"، ويضيف "من هو حزب الله أصلا؟ إنه فصيل تابع لإيران ولا ينتمي إلى لبنان".

ما يقوله مسيحيو الجنوب يوافقهم عليه عدد لا بأس به من أبناء الطائفة الشيعية بلبنان، الذين لا يريدون حربا بتاتا.

عباس، وهو من بلدة عدلون الجنوبية، قال لبلينكس، إنّ القدرة على الصمود غير موجودة في حال حصول أي حرب، ويضيف "عام 2006، كانت هناك أموال متوافرة لدينا، أما الآن، فإننا نعمل يوميا لكي نعيش، وإن حصل أي دمار أو تهجير.. فماذا سنفعل؟ الأمور ليست بهذه البساطة أبدا. نأمل أن تنتهي الأمور عبر الدبلوماسية، فلا مجال للحرب أبدا".

ما قاله عباس يؤيده محمد حجازي من مدينة صيدا في جنوب لبنان، إذ قال لـبلينكس: "الحرب إن حصلت ستكون مدمرة علينا جميعا، لقد عشنا في الماضي المآسي والويلات، والآن لا نريد أن يتكرر ذلك، وسيناريو غزة خير شاهد. لذلك، إن حصلت الحرب فإن بلدنا سيُدمر تماما، وسنشهد سيناريوهات قاسية للغاية كتلك التي حصلت في غزة".