عيد فصح حزين في غزة والقدس

كانت كنيسة القيامة في القدس، التي يُعتقد أنها بُنيت على المكان نفسه الذي دُفن فيه السيد المسيح، تشهد كثافة كبيرة في ليلة عيد الفصح، لكنها لم تشهد زوارا كُثرا هذا العام.

وقالت راهبة إيطالية جاءت من مدينة بيروجيا في بلادها، تُدعى الأخت أنجليكا، إنها تشعر بحزن شديد بسبب عدم حضور عدد كبير من المصلين إلى الكنيسة التي تعد الأقدس لدى المسيحيين.

وأضافت: "كان العدد قليلا للغاية، لقد انفطر قلبي من هذا المشهد، لكننا اليوم مثل المسيحيين الأوائل، لقد كانوا قلائل أيضا، مثلنا تماما الآن".

وأشارت الراهبة الإيطالية إلى أن المعاناة المستمرة في قطاع غزة، والموت الذي يحصد الأرواح منذ بداية الحرب، كلها أسباب منعت المصلين من الحضور للاحتفال بالعيد.

وحضرت كاسيا وابنتها إيوا، من بولندا، للمشاركة في احتفالات عيد الفصح، إذ أكدت الأم أنها جاءت من قبل 10 مرات إلى الأماكن المقدسة في القدس، ولم تجد هذا الهدوء في ليلة عيد الفصح من قبل.

وقالت كاسيا: "غياب الناس عن الكنيسة في هذه الليلة ليس غريبا في ظل الحرب القائمة، إنه أمر فظيع، فهم يقتلون الأطفال في غزة، وهذا خطأ كبير".

غياب الناس عن الاحتفال المعتاد بعيد الفصح، ربما يكون سببه هو الخوف من استهداف أي تجمعات في غزة من الطيران الحربي الإسرائيلي الذي يستمر في قصف القطاع يوميا.

وقال قس نيجيري من لاغوس، إنه اعتاد زيارة القدس على مدار 30 عاما، لكنه لم ير المدينة فارغة إلى هذا الحد من قبل، مضيفا: "الناس خائفون".

واعتبر جورج حبيب، صاحب متجر في البلدة القديمة، أن الوضع خلال عيد الفصح هذا العام، أسوأ مما كان عليه في فترة جائحة كوفيد-19 عام 2020، إذ بات ظهور الناس أمرا نادرا.

واكتفت الكنائس في الضفة الغربية بالصلاة فقط، دون أي مظاهر احتفالات، تضامنا مع عداد الموت الرقمي الذي لا يتوقف في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر الماضي.

وأقامت الكنائس في الضفة قداديس وصلوات فقط خلال عيد الفصح، وحاول مسيحيو البلدة الذهاب إلى القدس، لكن الحواجز الإسرائيلية منعتهم.

وفي بيت لحم، أقامت كنيسة القديسة كاترينا للاتين المحاذية لكنيسة المهد، قداس عيد الفصح، بالإضافة إلى مختلف الكنائس الكاثوليكية في بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا.

ولم تشهد أي كنيسة مظاهر احتفالية، إذ كان الاكتفاء واضحا لدى الجميع بالصلاة والدعاء فقط، إذ شارك بعض النازحين المحتمين بالكنائس في القداس.