إسرائيل تفسد خطتها وتقضي على "بديل الأونروا"

مساء الإثنين، تحركت 3 سيارات تابعة لوورلد سنترال كيتشن لمرافقة شاحنة مساعدات نحو مستودع في مدينة دير البلح، وكانت جميع تلك السيارات تضع شعار المنظمة الأميركية على السقف والجوانب.

بعد دقائق، غادرت المركبات المستودع وتحركت على الخط الآمن الذي حدده لهم الجيش الإسرائيلي.

إسرائيل لديها علم مسبق بمكان المستودع وأنشطة المنظمة فيه والمركبات التابعة للمنظمة وطواقمها من الأجانب وغيرها من التفاصيل الضرورية، بالإضافة لأن دير البلح ليست حاليا منطقة اشتباكات أو قتال نشطة.

مع ذلك، قصفت طائرة إسرائيلية مسيرة السيارة الأولى في الموكب، فهرب بعض من نجوا من القصف باتجاه المركبة الثانية وأبلغوا مسؤوليهم بتعرضهم للهجوم.

ولدى استقلالهم المركبة الثانية، قصفت طائرة الجيش الإسرائيلي مرة أخرى ما أدى لإصابتهم، ثم قصفت المركبة الثالثة التي حاولت انتشالهم من المكان ما أدى لمقتل جميع أفراد الطاقم بحسب صحيفة هآرتس ووفقا للموقع الجغرافي للمركبات الـ٣ المستهدفة.

سعت إسرائيل لتبرير تلك الحادثة بالقول إن طائراتها لمحت رجلا مسلحا على شاحنة المساعدات، وهو ما أثار الشبهات بأنه "تابع لحماس" ولذلك قصفت المركبات.

لكن ذلك العذر لم يلقَ قبولاً من مراقبين انتقدوا ما فعله الجيش الإسرائيلي، لأن الرجل المسلح على الأغلب هو عنصر أمن كان يحرس الشاحنة لمنع السرقة والنهب، ولأن الطائرة المسيرة قصفت السيارات وليس الشاحنة.

سعى الجيش الإسرائيلي لامتصاص موجة الانتقادات الدولية ضده بالقول إنه سيحقق في الحادث، إلا أن "خبراء شككوا في جدية ومصداقية ذلك التحقيق أو استقلاليته نظرا لاستخدام إسرائيل جملة "سنحقق" في العادة لتبييض جرائم".

بعد قرار إسرائيل قطع الماء والدواء والغذاء والكهرباء والوقود عن غزة في شهر أكتوبر، أدانت وزيرة الشؤون الاجتماعية الإسبانية إيوني بيلارا هذا القرار كجريمة حرب وجريمة إبادة جماعية.

رئيس منظمة "وورلد سنترال كيتشن" الشيف الإسباني خوسيه أندريس سارع لمهاجمة الوزيرة واصفا تصريحاتها بأنها "مناصرة لحماس" وأنها "تدعم الإرهاب والمعتدين" وأن إسرائيل "تدافع عن نفسها" في وجه "هجوم حماس".

وقال أندريس لبيلارا إنها "لا تستحق أن تكون وزيرة" داعيا الرئيس الإسباني لطردها.

تداول نشطاء تصريحات أندريس تلك نشطاء إثر استهداف إسرائيل مركبات المنظمة.

بحسب تانية هاري، مديرة منظمة غيشا، التي تعمل على رصد الوضع الإنساني في غزة، فإن وورلد سنترال كيتشن كان المنظمة الأقرب لقلب الجيش الإسرائيلي والتي تعاون معها بالشكل الأكبر ومنحها معاملة تفضيلية على باقي المنظمات الدولية.

وسبب ذلك هو أن إسرائيل تنظر للمنظمة الأميركية تلك كمنظمة حيادية ومتعاطفة مع الإسرائيليين أنفسهم، بالإضافة لكونها مقربة من البيت الأبيض، وهو ما يجعلها المنظمة الأمثل لاستبدال الأونروا.

وبحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل، فإن وزارة الخارجية الإسرائيلية وضعت خطة من ٣ مراحل لتفكيك وإزالة الأونروا، أولى تلك المراحل هو مهاجمة وشيطنة المنظمة والثانية هي تقليص أعمال الأونروا في غزة وفرض قيود عليها ونقل بعض مهامها لمنظمات أخرى، والثالثة هي شطب الأونروا بالكامل ونقل صلاحياتها للهيئة التي ستحكم غزة في اليوم التالي.

في نهاية شهر مارس الماضي، أعلنت إسرائيل رسميا إيقاف التعاون مع الأونروا في غزة ومنع إدخال شاحنات المساعدات التابعة لها لنصف غزة الشمالي، واتهمت إسرائيل المنظمة الأممية بـ"إدامة الصراع" عبر المحافظة على صفة اللاجئ للفلسطينيين المهجرين منذ عام 1948.

تبع ذلك تقديم إسرائيل مقترحا رسميا للأمم المتحدة، الأحد الماضي، يقضي بتفكيك الأونروا ونقل موظفيها لمنظمات وهيئات أخرى تتولى تقديم الخدمات في غزة.

وكانت منظمة وورلد سنترال كيتشن لخوسي أندريس أبرز المرشحين لاستبدال الدور الإغاثي للأونروا تدريجيا، رغم عدم امتلاكها لنفس إمكانيات المنظمة الأممية.

لكن بحسب صحيفة إسرائيل هيوم، فإن الغارة الإسرائيلية على موظفي الإغاثة أدت لتدمير تلك الخطة بعد إعلان أنرديس إيقاف عملياته في غزة.