أين ترد إيران بعد استهداف القنصلية؟

رغم صعوبة التكهن بشكل وطبيعة الرد الإيراني، لكنها مجبرة عليه بصورة واضحة ومباشرة للحفاظ على معادلة الردع، بحسب ما يشير الباحث في الشؤون الإيرانية أحمد فاروق.

يطرح فاروق في حديثه لبلينكس رد الفعل الإيراني على هجوم طالبان على دبلوماسييها وصحافيين يحملون جنسيتها في مزار شريف بأفغانستان عام ١٩٩٨، حيث اتخذ المجلس الأعلى للأمن القومي قرارا بالهجوم على أفغانستان.

لكن هذا القرار عدلت عنه طهران بعد رفض المرشد الإيراني علي خامنئي.

ضربت إسرائيل مبنى قنصليا، يعتبر تابعا للأراضي الإيرانية، وهو ما يعني تصعيدا كبيرًا محتملاً بحسب داليا داسا كاي، خبيرة شؤون الشرق الأوسط في مركز بيركل للعلاقات الدولية بجامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس.

تقول داليا لفورين بوليسي إن الهجوم على منشأة دبلوماسية يشبه الهجوم على الدولة نفسها "وهذا ما يجعل هذا من المحتمل أن يغير قواعد اللعبة"، لكن شكل هذا الرد يبقى مفتوحا.

وتطرح فورين بوليسي عدة سيناريوهات هي:

1. توجيه ضربة صاروخية إيرانية مباشرة إلى إسرائيل، أو المزيد من الضربات المضادة غير المباشرة، مثل الضربات الإيرانية على أهداف الاستخبارات الإسرائيلية المزعومة في عام 2018.
2. يحتمل أيضا استخدام الجماعات الموالية لإيران في هذه الضربات.
3. إعطاء الضوء الأخضر للميليشيات الوكيلة في سوريا والعراق لاستئناف ضرب القوات الأميركية والأصول العسكرية في تلك البلدان.
4. أسوأ سيناريو؛ يتمثل في مواجهة شاملة بين إسرائيل وحزب الله.

على الجانب الآخر يقول الباحث في الشؤون الإيرانية أحمد فاروق لبلينكس إن الرد الإيراني ربما يأتي مركبا من مجموعة من الإجراءات العسكرية والسياسية.

وفي هذا الصدد يشير فاروق إلى أن إيران تعمل بصورة محافظة فيما يتعلق بالأعمال العسكرية المباشرة خارج حدودها، لهذا قد تلجأ لاستخدام زخم الإدانات المتعددة وصياغة موقف قانوني دولي ضد إسرائيل.

إضافة لذلك فقد لا تلجأ طهران للرد العسكري المباشر بسبب الأوضاع التي تعيشها الحكومة الإسرائيلية والجبهة الداخلية وعلاقات إسرائيل بأميركا وعدم رغبتها في منحها "قبلة الحياة".

تواجه إيران قرارا حاسما يرتبط بالرد على إسرائيل، وحال فشل الرد فإن مكانتها بين ما يعرف بـ"محور المقاومة" ستتراجع بصورة كبيرة إضافة لتعرض قواتها لمزيد من الهجمات بحسب فاروق.

لكن في الوقت ذاته يشير فاروق إلى أن أي رد إيراني قد يخاطر بتوسيع نطاق الصراع.

وربما يكون الأمر أخطر فيما يتعلق بحزب الله، حيث تشير داليا داسا كاي إلى أن عدم رغبة أي طرف بتوسيع الصراع، بما في ذلك حزب الله، الذي يتبادل إطلاق النار مع إسرائيل، فإن هذا لا يعني الوقوع في حرب دون قصد.

تضيف كاي: "حزب الله هو أهم جهة فاعلة غير حكومية بالنسبة للإيرانيين، فهو قوة الردع النهائية، لذا فإن خطر التصعيد هناك أعلى بالتأكيد".