طاهي الأزمات يتوقف في غزة.. ما هو "وورلد سنترال كيتشن"؟

على عكس أغلب المنظمات غير الربحية التي تولد من رحم العمل في المجتمع المدني، وبين صفوف المهتمين بالحقوق المدنية، ولدت منظمة وورلد سنترال كيتشن على يد طاهي يُدعى خوسيه أندريس في العام ٢٠١٠، حسب وكالة رويترز.

حينها كان زلزال هايتي قد أصاب العالم بالصدمة، وما كان من أندريس إلا أن انتقل إلى هناك، حيث موقع الحدث، ليقدم المساعدات الغذائية الطارئة للناجين، ومن هناك ولدت وورلد سنترال كيتشن.

لاحقا توسعت أعمال المنظمة بعد أن كانت مخصصة لتوفير الدعم للناجين من الكوارث الطبيعية، لتشمل كذلك النازحين والمتضررين من الصراعات.

وقدمت المنظمة الوجبات للاجئين القادمين إلى الحدود الأميركية، ولاحقا للعمال في القطاع الصحي خلال جائحة كوفيد ١٩، وكذلك ملايين المتأثرين بالحرب في أوكرانيا، وأخيرا رسخت المنظمة لوجودها في غزة.

حسنا، لدى خوسيه أندريس، مؤسس المنظمة أكثر من وجه. فمن جهة، هو طاه أسباني أميركي شهير، مؤلف لكتب الطهي، لديه سلسلة من المطاعم يقع أحدها في العاصمة واشنطن، ولدى المطعم نجمتين في تصنيف ميشلان، المؤلف بالأصل من ثلاث نجمات.

من جهة أخرى، أندريس الأقرب للجمهور، هو الذي وضع حجر أساس منظمته في العام ٢٠١٠، عندما سافر إلى هايتي ووقف للطهي إلى جوار العائلات النازحة وقدم أطباق الفاصوليا السوداء على طريقتهم المحلية الخاصة.

على مدار مشواره، ساهم أندريس كذلك في محاولة الترسيخ للطبخ النظيف، أي بعيدا عن استخدام الحطب التقليدي أو الفحم لإشعال النار.

• عام ٢٠١٥ حصل أندريس على ميدالية العلوم الإنسانية الوطنية التي سلمها له الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما.

• عام ٢٠١٨، تم اختياره من بين أكثر ١٠٠ شخصية مؤثرة في العالم بصحيفة تايم الأميركية.

• عام ٢٠٢٠ ظهر أندريس على غلاف المجلة مرة أخرى في إبريل عندما وفر طعام للأشخاص الملتزمين بالحجر الصحي إبان جائحة كورونا على متن السفينة غراند برينسيس.

قبل أن يسقط ٧ من العاملين في المنظمة جراء القصف الإسرائيلي، وصفت المنظمة الوضع في القطاع المحاصر بأنه أكثر وضع خطورة شهدته المنظمة على مدار تاريخها الممتد منذ ١٥ عام.

ومن ثم قدمت المنظمة الدعم الغذائي للقطاع المحاصر بأكثر من صورة، فعلى سبيل المثال، تدير المنظمة ٦٨ مطبخا شعبيا في قطاع غزة، يقدم الطعام للمجتمعات المحلية، بعد أن تمده الشاحنات التي تدخل غزة عن طريق البر بالأغذية وأدوات الطهي.

تتعاون المنظمة كذلك مع القوات الجوية الأردنية، بحسب موقعها الإلكتروني، ومن ثم تُنزل مساعداتها الغذائية على المنطاق الشمالية من القطاع.

ومنذ بدء الحرب، تقدر المنظمة أنها قدمت لغزة نحو ٤٢ مليون وجبة.

وتتعاون وورلد سنترال كيتشن مع العديد من الجهات ميدانيا، من بينها برنامج الأغذية العالمي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والأونروا، كما أنها على اتصال مع الزعماء المحليين والمتطوعين في المجتمع المحلي، بحسب صحيفة واشنطن بوست.

في منتصف مارس الماضي أطلقت المنظمة العملية "سفينة" والتي تمكنت من خلالها أن تنقل حوالي ٢٠٠ طن من المساعدات الغذائية لغزة عن طريق البحر، لتعتبر تلك أول عملية توصيل مساعدات بحرية إلى سواحل القطاع منذ بداية الصراع.

ونفذت العملية بالتعاون مع منظمة أوبن آرمز، المتخصصة في عمليات الإنقاذ.

وقبل أن تعلق المنظمة عملياتها كان من المفترض أن تُرسل إلى سواحل غزة سفينتين أخرتين بحمولة إجمالية تصل إلى ١.٢ مليون وجبة.

قبل بضعة أسابيع من القصف الإسرائيلي الذي استهدف موظفي وورلد سنترال كيتشن، كان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، الأدميرال دانييل هاغاري، أكد في مؤتمر صحفي أن الجيش سيوفر "حماية" لموظفي المنظمة أثناء تحرك شاحناتهم في شمال غزة، لتوزيع الطعام.

إلا أن وورلد سنترال كيتشن ذاتها، بعيدا عن الجيش الإسرائيلي، قد واجهت سابقا انتقادات، بزعم أنها تُرسل موظفيها إلى مناطق غير آمنة، بحسب صحيفة واشنطن بوست، كما أنها تفتقر إلى بروتوكولات السلامة الضرورية مع نمو المنظمة.