ستارلينك.. ملاذ السودانيين الأخير

السوداني عصام أحمد البالغ 63 عاما قال لوكالة فرانس برس وقد رسمت على وجهه ابتسامة، "تحدثت مع ابني بالسعودية". بعد أن اتصل بشبكة الإنترنت عن طريق ستارلينك.

وتابع أحمد أن نجله أرسل له أموالا "عبر "بنكك" وهو تطبيق إلكتروني لتحويل الأموال، وحوّلها إلى شخص هنا في السوق، وقال: "سوف أستلمها منه نقد لشراء احتياجات المنزل".

ومنذ اندلاع الحرب في 15 أبريل 2023 انهار النظام المصرفي السوداني.

ولم تعد الرواتب تصل إلى الغالبية العظمى من الموظفين، وبات السودانيون يعتمدون بشكل كبير على المعاملات عبر الإنترنت من خلال تطبيق بنك الخرطوم "بنكك".

نظام ستارلينك الذي يتصل بالإنترنت عبر الأقمار الصناعية تابع لشركة "سبايس إكس" المملوكة لأثرى رجل في العالم إيلون ماسك، وتنتشر خدماته في البلدان التي تعاني حروبا وتتأثر فيها خدمات الاتصالات والإنترنت.

وأصبحت أجهزة "ستارلينك" تمثّل شريان الحياة بالنسبة للذين لم يغادروا البلاد أثناء الحرب، حتى يتواصلوا مع الأقارب والمعارف في الخارج ويحصلوا على المال.

في السودان تنتشر أجهزة ستارلينك في الأماكن التي تشهد أعمالها عسكرية مركزة، على الرغم من حظر شراء أو تداول هذا النوع من الأجهزة في البلاد بقرار من جهاز الاتصالات الحكومي.

تقطع السودانية أريج أحمد البالغة من العمر 43 عاما ومعها نجلها صلاح 12 عاما أسبوعيا مسافة خمسة كيلومترات سيرا على الأقدام من قريتها وحتى المركز الذي يوفّر خدمة الاتصالات والإنترنت لكي تحصل على تحويل من زوجها.

وقال شخص يعمل في بيع أجهزة "ستارلينك" لفرانس برس، وقد طلب عدم إيراد اسمه، "تأتي الأجهزة عن طريق التهريب من ليبيا وجنوب السودان وإريتريا"، مشيرا إلى أن سعر الجهاز الواحد يصل إلى 1,8 مليون جنيه سوداني، أي ما يعادل 1500 دولار أميركي تقريبا.

في قرية تبعد 60 كيلومترا شمال مدينة الحصاحيصا في ولاية الجزيرة، يؤكد محمد بالله الذي يدير مركزا لخدمة "ستارلينك" أنه "يمكن الحصول على خدمة الإنترنت لمدة ساعة مقابل ما يعادل ثلاثة دولارات أميركية".

وتابع "خلال ثلاثة أيام عمل فقط، يمكن تعويض سعر الجهاز، بعد ذلك كل ما تحقّقه هو ربح لك"، لافتا إلى أن الغرض الرئيسي من استخدام الخدمة هو "تحويل واستقبال الأموال".

في مخيم عطاش للنازحين قرب مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور في غرب البلاد، قال السوداني محمد بشارة عبر رسالة نصية لفرانس برس "لولا وجود هذا الجهاز لم نكن لنعرف كيفية تدبير النقد". ويراسل بشارة نجله المقيم في ليبيا مرة كل أسبوعين.