كيف تحولت "عائلات أسرى غزة" إلى "رهائن نتنياهو"؟

زاهيرو شاهار مور هو ابن شقيق أحد المحتجزين في غزة، وأحد مَن فقدوا الأمل في حكومة نتنياهو لاسترجاع ذويهم بعد انتظار ما يقارب الـ6 أشهر.

ظهر زاهيرو في لقاء على قناة CNN الأميركية مع الإعلامية كريستيان أمانبور يوم السبت 30 مارس وقال إن الحكومة الإسرائيلية تساومه ليعمل على نشر الرواية الإسرائيلية مقابل استعادة قريبه، وأن الأمر لا يقف عند عائلته فقط.

زاهيرو أشار إلى أن ما يقال لهم بشكل واضح: "من فضلك لا تُحدِث الكثير من الضجيج، وإلا فقد يتم نقل قريبك إلى مؤخرة القائمة بمجرد إعدادها".

وأضاف بأن هناك الكثير من الضغوط التي يمارسها وزراء الحكومة: "يطالبوننا بالسكوت، يقولون تعالوا معنا إلى هذا الوفد ثم اجتمعوا مع الأمم المتحدة واضغطوا عليها، لكن لا تقولوا أي شيء يتعارض مع الخط الحكومي الرسمي".

زاهيرو أوضح أن "الجمهور الإسرائيلي يتم خداعه من قبل الحكومة بعبارات براقة مثل "معا سوف ننتصر" بينما في الواقع "نحن لا نفوز، لذا يجب أن تتوقف هذه التمثيلية".

دعا زاهيرو إلى "التدخل الدولي لإنقاذ الرهائن لأن الطريقة التي تسير بها الأمور في إسرائيل الآن، تدفع بهم إلى الهاوية"، على حد تعبيره.

مساومة زاهيرو على قريبه ليست حالة فردية. إيناف تسينجوكر والدة أحد الأسرى خاطبت جموع المتظاهرين، يوم السبت 30 مارس، في تل أبيب وأفصحت عن الضغوط التي تمارسها حكومة نتنياهو لإسكاتها.

إيناف توجهت لرئيس الوزراء نتنياهو في بداية كلمتها قائلة: "لقد قمتَ بحملة ضدي، ضد العائلات، ضد شعب إسرائيل، العنف الذي نواجهه في الشوارع بسبب تحريضك. حكومتك وأبواقك يصفوننا بالخونة. أنتم الخونة، لقد خنتم شعبكم، خنتم ناخبيكم، خنتم دولة إسرائيل".

توجهت إيناف بحديثها أيضا لوزيرة المواصلات ميري ريغيف التي حضرت ابنتها حفل نوفا الموسيقي الشهير، وكادت أن تلقى نفس مصير ابنها ماتان، وقالت إيناف إن الوزيرة رفضت مقابلتها.

توجهت والدة الأسير للوزيرة بالقول: "من أم إلى أم، كلانا يعلم أنك كنت ستفعلين كل شيء لتحريرها، كنت ستشعلين النار في البلاد معنا. لم تكن حياتك لتستمر كما هي".

وأضافت إيناف "لن ننتظر نتنياهو من أجل التوصل إلى اتفاق، سنغير رئيس الوزراء للتأكد من عودة الجميع إلى ديارهم، والآن سنشعل النار في البلاد".

في بداية يناير الماضي، اجتمعت سارة نتنياهو مع عائلات الأسرى المحتجزين في غزة وأمرتهم بعدم الظهور الإعلامي و"التوقف عن الضجيج"، لأن ذلك يصب في مصلحة حماس ويرفع الضغوط على الحكومة الإسرائيلية، حين قالت إن "كل ما يسمعه السنوار (في المظاهرات داخل إسرائيل) يزيد من قوته".

هذا الأمر أثار غضب الحاضرين ودهشتهم، ما دفع زوجها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للتدخل وتخفيف التوتر عندما احتج أهالي الأسرى على تصريحاتها.

دفع هذا الموقف رئيس الموساد السابق يوسي كوهين للخروج عن صمته، بشكل غير معتاد، ليطلب من عائلات الأسرى "واصِلوا التظاهر أمام مجلس الوزراء والحكومة، نحن بحاجة للضغط من أجل إعادة المختطفين".

في شهر فبراير الماضي، صارح وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، عائلات الأسرى، عندما قال في مقابلة مع هيئة البث العامة، كان: "عودة الرهائن ليست الشيء الأكثر أهمية حاليا، وأن التركيز يجب أن يكون تدمير حماس".

سموتريتش قال "لماذا نجعلها منافسة؟ لماذا قضية الرهائن مهمة لهذه الدرجة، بينما نحن بحاجة إلى تدمير حماس".

وهاجم الوزير المتطرف المطالِبين بالتوصل إلى اتفاق من شأنه إعادة الرهائن إلى وطنهم "بأي ثمن" قائلا إن "تلك العبارة تمثل مشكلة".

سموتريش ليس وحيدا في هذه التصريحات التي تحاول إسكات عائلات الرهائن، فوزراء الحكومة يعكفون على التلميح بأن الإسرائيليين يجب أن يختاروا بين استعادة الأسرى والنصر المطلق، وأن الخيار الثاني هو الأكثر وطنية وولاء للدولة.

في يوم الثلاثاء 2 أبريل، صرح مستشار نتنياهو مارك ريغيف في حوار مع منظمة أصدقاء الليكود في أميركا أن عائلات الأسرى بإمكانهم "أن يقولوا ما يريدون، لكن الجمهور الإسرائيلي لا يدعم استعادة الرهائن بأي ثمن".

وأضاف ريغيف بأن استعادة الأسرى مقابل وقف الحرب يمثل "انتصارا لحماس" وزعم بأن الشعب الإسرائيلي يعارض ذلك.