أبو علي العسكري.. مهندس رسائل تهديد "حزب الله العراقي"

كان الباحث هشام الهاشمي في سيارته عام ٢٠٢٠ حين اغتاله مسلحون مجهولون، قيل إنهم يتبعون لكتائب حزب الله العراقية.

قبل هذه الحادثة كان الهاشمي يتلقى تهديدات بالقتل، لا سيما بعدما كشف عن الشخصية الحقيقية لأبو علي العسكري، حيث استطاع تصويره، فهو "حسين مؤنس جبار الحجامي" بحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى.

حسين مؤنس هو أحد أعضاء الكادر الأولي من المسلحين العراقيين الشيعة حيث اعتقله الجيش الأميركي في الفترة من ٢٠٠٩ و٢٠١٠، وشغل في ما بعد عضوية مجلس الشورى العراقي، كما أنه قضى جزءا من حياته في إيران، فهو تزوج من إيرانية.

عقب كشف الهاشمي للشخصية الحقيقية لـ"أبو علي العسكري"، حاول مؤنس التمويه على شخصيته لكن من دون جدوى، فكانت نهاية الهاشمي بالاغتيال عام 2020.

وفي يناير ٢٠٢٤، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على حسين مؤنس بصفته رئيس "حركة حقوق" التابعة لكتائب حزب الله العراقية.

وزارة الخزانة الأميركية قالت في بيانها إن "مؤنس كان رئيسا للعلاقات الحكومية في كتائب حزب الله"، وأنه "شارك في خطط كتائب حزب الله لجمع معلومات استخباراتية عن العراقيين أو اختطافهم أو حتى اغتيالهم".

مطلع ٢٠٢٠ هدّد أبو علي العسكري عبر حسابه على تويتر، الذي أغلق لاحقا، بطرد رئيس العراق حينها برهم صالح من بغداد، إذا التقى نظيره الأميركي دونالد ترمب، على هامش منتدى دافوس، بحسب ما أفادت وكالة الأناضول.

وفي مارس من العام نفسه، حذّر العسكري السياسيين العراقيين من اختيار، مصطفى الكاظمي، رئيسا للوزراء، مدعيا أنه من بين المتورطين في قتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ونائب رئيس الحشد الشعبي، أبو مهدي المهندس.

وفي الشهر التالي حاصر مسلحو الكتائب بالفعل مقر الكاظمي في المنطقة الدولية واحتجزوه لمدة ساعة مستخدمين نحو ١٠٠ مسلح من عناصرهم.

وفي مارس ٢٠٢٤، أصدر المهندس عبر حسابه على تلغرام بيانا هدد فيه رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود بارزاني بأنه سيتم "تأديبه" ومتهما عاصمة إقليم كردستان أنها "وكر تجسسّي".

في سبتمبر ٢٠٢١، أثار مؤنس بصفته رئيس حركة حقوق مشكلات مع ميليشيات أخرى داخل العراق فقال في حديث تلفزيوني إن "النظام السياسي والكتل السياسية" وراء هذه المشكلات.

وكانت الكتل السياسية في هذا التوقيت هي "منظمة بدر" و"عصائب أهل الحق" التي تعد من الحشد الشعبي.

يرى البروفيسور حسن الدعجة، أستاذ العلوم السياسية في الأردن، في ما أعلنه أبو علي العسكري من باب التهويل والضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة، معتبرا إياها في تصريحات لبلينكس أنها جزءا من حرب الشائعات.

وأضاف الدعجة أن جميع الأجهزة الأمنية الأردنية تعرف كيف تتعامل مع هذه التصريحات التي ليس لها أي انعكاس على الأرض.