"مرشح غامض" يُقلق بايدن

اكتسب كينيدي شهرة واسعة في الولايات المتحدة، وبات أبرز المدافعين عن البيئة، ويحظى بتأييد ضخم خلال الاستطلاعات الأولية، قياسا على كونه مرشحا مستقلا.

وتشير التقارير إلى أن كينيدي سيتسبب في ضرر للرئيس الحالي جو بايدن في الانتخابات أكثر مما سيسببه الرئيس السابق دونالد ترمب.

وقال المحلل السياسي والأستاذ بجامعة برمنغهام في نيويورك، دونالد نيمان، إن الاستقطاب المفرط جعل مرشحا من طرف ثالث يشكل مصدر تهديد كبيرا في الوقت الحالي.

وأضاف نيمان: "هناك 6 أو 7 ولايات على الأكثر بها منافسة حقيقية، وستحسم بنحو 10 إلى 20 ألف صوت فقط، لذلك فإن أي أمر يمكنه استقطاب مجموعة من الناخبين سيكون عنصرا حاسما".

وتنمو شعبية كينيدي بصورة مستمرة وواضحة في الولايات المتحدة، إذ حصد نحو 10% في استطلاعات التصويت الأولية، وبات يمثل تهديدا، لكونه يأكل من أصوات بايدن وليس ترمب.

في الانتخابات الأميركية عام 1992، ظهر رجل الأعمال المحافظ، روس بيروت، مرشحا غير متوقع، ليحصد 19% من الأصوات في مفاجأة مدوية، ويتسبب في فوز بيل كلينتون على حساب جورج بوش الأب.

وعلى الرغم من أن ترمب لا يتوقع أن يكون كينيدي هو روس بيروت الجديد في الانتخابات المقبلة، فإنه يدعمه بصورة مباشرة، إذ عبر عن سعادته بدخوله السباق قائلا: "كينيدي ينافس جو بايدن الفاسد، يعجبني كونه مرشحا".

وقال مساعد بوش الأب في انتخابات 1992 التي خسرها، كيث ناهيغيان، إن الرئيس بايدن ارتكب خطأ كبيرا، عندما همش كينيدي في الانتخابات التمهيدية ولم يوجه الديمقراطيين بإزاحته.

وفي تصريحات لوكالة "فرانس برس"، قال هيث إن بايدن قد يخسر الانتخابات، لأنه لم يفكر بصورة استراتيجية منذ بدء السباق.

وعن كون كينيدي سيصبح بيروت الجديد، أشار ناهيغيان إلى أن المرشح الذي أسقط جورج بوش من قبل كان يمتلك مالا كبيرا أنفقه على حملته، لكن كينيدي لا يملك هذا الخيار.

واستبعد كيث أن تجذب حملة كينيدي أنصار ترمب، لكنه شدد على أنه سيكون تهديدا كبيرا لبايدن في بعض الولايات، مع توجيه التحذير إلى الجمهوريين والديمقراطيين بعدم التراخي، والتعامل مع المرشح المستقل بكل جدية.

قال كبير الخبراء الاستراتيجيين لدى شركة "رد باك" المحافظة للاستشارات السياسية، تشارلي كوليان، إن كينيدي بات يمثّل الآن تهديدا حقيقيا على حملة بايدن.

وحدد تشارلي بعض الولايات التي وصفها بالمتأرجحة، نظرا إلى تصويتها للجمهوريين تارة، والديمقراطيين تارة أخرى، وعدم انتمائها بصورة كاملة لتيار بعينه.

وأكد تشارلي أن كينيدي بات الآن يحظى بشعبية كبيرة في أوساط المستقلين، وجيل الشباب، وهذه الفئات صوتت من قبل للرئيس الأميركي الحالي.

ومن جهتها بدأت لجان العمل السياسي التقدمية، واللجنة الوطنية الديمقراطية، الهجوم على كينيدي بقوة، وتحاول استبعاده قانونيا قبل بدء السباق.