"جنتا" اللبنانية تُقلق إسرائيل.. ما الرسائل وراء قصفها؟

جنتا التي تبعد نحو 17 كيلومترا عن الحدود اللبنانية مع إسرائيل، تُعد منشأ حزب الله، وعبرها كانت الانطلاقة العسكرية الأولى للتنظيم الشيعي المسلح عام 1982.

البلدة كانت قد شهدت أول معسكر تدريبيّ للحزب، ومن خلالها انطلقت مجموعات من المقاتلين باتجاه بيروت وجنوب لبنان، إذ كان يوجد الجيش الإسرائيلي.

وكانت تدريبات حزب الله الأولى في جنتا تحت إشراف الحرس الثوري الإيراني، إذ كانت طهران ترسل ضباطا هناك للقاء مسؤولين أبرزهم الأمين العام السابق للتنظيم عباس الموسوي.

كذلك، فإنّ البلدة التي قصفتها إسرائيل خلال حرب يوليو 2006، تضم معلما عسكريا يعرض فيه الحزب أسلحة كان قد استخدمها خلال السنوات الماضية.

الأحد، قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف مراكز تدريبية للحزب في جنتا، كما ذكر أنه استهدف مستودعات لوحدة الدفاع الجوي الخاصة بالحزب، وذلك ردا على إسقاط الأخير طائرة مسيرة من نوع "هيرمز 900" تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي فوق جنوب لبنان.

الأمر لم تنفه مصادر مقربة من حزب الله، إذ قالت لبلينكس إن الضربات التي حصلت استهدفت "معسكرات كانت فارغة من أي مقاتلين".

البلدة التي تبعد أكثر من 75 كيلومترا عن بيروت، تتضمن أيضا مخازن ومستودعات عائدة للحزب قديمة العهد.

أغلب التدريبات العسكرية الأساسية لمقاتلي الحزب، بحسب مصادر بلينكس، كانت تُجرى في جنتا وتحديدا في المنطقة الجبلية منها، إذ يصعب على أي مواطن الوصول إلى هناك بسهولة.

الخبير الاستراتيجي هشام جابر تحدث عبر بلينكس، كاشفا عن نشاط عسكري وتدريبي لفصائل فلسطينية مسلحة في المنطقة، مشيرا إلى أن الضربة هي رسالة لها، ومن بينها حركة حماس.

جابر يوضح أن حزب الله ليس المعني بضربة جنتا، مشيرا إلى أن إسرائيل استهدفت مراكز تدريبية بعيدة عن السكان لإيصال رسالة حاسمة إلى حماس وغيرها من الفصائل المسلحة بعدم التحرك ضد إسرائيل.

ومنذ أكثر من شهر، بدأت إسرائيل باستهداف البقاع - شرق لبنان، وقبل قصف جنتا، اليوم، وقعت 6 عمليات أخرى ضد مناطق مختلفة هناك، وذلك على النحو الآتي:

- يوم 26 فبراير، استهدفت إسرائيل بلدة حوش تل صفية وسهل عدوس.

- يوم 11 مارس، قصفت طائرة إسرائيلية منطقة دورس ومحيط شمسطار.

- يوم 12 مارس، نفذت إسرائيل غارة جوية استهدفت محيط بلدتي سرعين والنبي شيت.

- يوم 24 مارس، قصفت إسرائيل حي العسيرة في بعلبك.

- يوم 25 مارس، استهدفت إسرائيل سيارة مدنية في بلدة الصويري.

- يوم 26 مارس، هاجمت طائرة إسرائيلية وادي الدبور - بعلبك.