قصة معتقل فلسطيني التقى "نطفته المهربة" بعد إطلاق سراحه

يصف عبد الفتاح الشلبي أو "أبو البهاء" بعد يوم واحد من الإفراج عنه من السجون الإسرائيلية، النطف المهربة بطريقة "النضال التي نقهر بها الاحتلال"، بحسب قوله، ويختتم عبد الفتاح جملته وهو ينظر لابنه الذي يجلس بجانبه أثناء مقابلة بلينكس، قائلا وهو يمسح على رأس طفله "نهرب النطف لنخرج براعم فلسطين".

تعتمد فكرة النطف المهربة على تهريب الحيوانات المنوية للرجل من داخل السجن بطريقة معينة رفض عبد الفتاح أن يفصح عنها.

في ذلك يقول عبد الفتاح: "صحيح، لا أحد يعرف كيف تهرب النطف، لأن كل معتقل يريد أن يهرب نطفة منه يقسم يمينا ألا يفصح عن السر لأي شخص، لكي تبقى الفكرة مستمرة ويستطيع البقية تهريب نطفهم إذا أرادوا".

على عكس ما توقع عبد الفتاح، لم تكن فرحته كاملة عند خروجه من السجن، فعندما سألته بلينكس عن أصدقائه داخل السجن، أجهش بالبكاء وقال: "تركت أحباء على قلبي هناك تشاركنا سوية الحرمان من الطعام والماء والدفء، تشاركنا التعب والتحقيق والتعذيب وكلهم أوصوني ألا أنساهم".

ويتعرض المعتقلون الفلسطينيون لحملة حرمان من مقومات الحياة الأساسية من طعام وشراب وكهرباء، بعد 7 أكتوبر. يقود هذه الحملة وزير الزمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير وظل يدعو إليها وزراء آخرين مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

بعد 7 أكتوبر، وفي سجن النقب الذي تواجد فيه أبو البهاء، كان المعتقلون "يُضرَبون كل يوم" على حد تعبيره.

وفي هذا السجن تحديدا قسم عبد الفتاح حياته إلى 3 مراحل صعبة:

• المرحلة الأولى: بدايات اعتقاله عندما ترك زوجته وابنتيه الطفلتين وحدهم.

• المرحلة الثانية: وفاة والدته ووالده وهو داخل السجن، وهي مرحلة وصفها بالصعبة جدا لكنه استطاع أن يتخطاها.

• المرحلة الثالثة: ولادة بهاء وهو داخل السجن، وهي مرحلة وصفها عبد الفتاح بصاحبة المشاعر المختلطة فقد كان فيها فرحا بابنه وحزينا لأنه لم يراه.

يقول عبد الفتاح إن مركزا طبيا يدعى "رزان" هو المركز المتخصص في الضفة الغربية بموضوع النطف المهربة من السجن، يضيف "أبو البهاء" أن كل المعتقلين الذين هربوا حيواناتهم المنوية من داخل السجن، ذهبوا بهن إلى مركز "رزان" في رام الله.

مدير مركز "رزان" لعلاج العقم وأطفال الأنابيب الدكتور سالم أبو خيزران، الذي يعتبر أحد داعمي هذه الفكرة، قال في مقابلة مع وكالة الأنباء الفلسطينية، وفا: إنها كانت بالأساس فكرة للحفاظ على الحياة الزوجية للمعتقل، لأن النساء تقل لديهن إمكانية الانجاب مع التقدم بالعمر.

ويضيف الطبيب: "علميا يمكننا تحقيق ذلك، لأن الحيوانات المنوية يمكنها أن تعيش لساعات طويلة إذا حفظت بطريقة جيدة، ويمكن أن يصل بعضها حيا وهذا ما نحتاجه، وبالتالي يمكننا تجميدها واستصلاحها".

يقول أبو البهاء: "كان لدي ابنتين وأنا أحبهما جدا، لكن لم يكن لي طفل ذكر" ويضيف عبد الفتاح: "عندما التقيت بهاء عند الحاجز أحسست بشيء دخل صدري، وزرع فيه فرحة لا توصف مستمرة معي حتى الآن".

أما بهاء الذي ظل طوال مقابلة بلينكس بجانب والده ينظر إليه تارة ويحضنه تارة أخرى قال: "كنت أتمنى يطلع أبوي ويجي رمضان ويجي معنا نفطر".

وفعلا تحقق حلم بهاء وأفطر مع والده على مائدة واحدة في رمضان، ليظل وجود بهاء في الحياة مع 16 طفل فلسطيني آخر ولدوا بذات الطريقة "معجزة طبية"، حسبما قال والده.