رئيس إسرائيل.. يدين الإبادة في رواندا ويعززها بغزة

حينما بدأت إسرائيل حربها في القطاع بعد هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزة في السابع من أكتوبر، حمّل هرتسوغ بعد أيام قليلة ما حدث للشعب الفلسطيني فقال: "(سكان غزة) أمة بأكملها مسؤولة... هذا الخطاب حول المدنيين غير المدركين وغير المشاركين (في هجوم 7 أكتوبر) - ليس صحيحًا على الإطلاق".

ما قاله هرتسوغ استندت إليه محكمة العدل الدولية وجنوب أفريقيا في اتهام إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، بالإضافة إلى أقوال أخرى للقادة الإسرائيليين، ليخرج الرئيس الإسرائيلي مدافعا، قائلا إن تصريحاته حرّفتها المحكمة، بحسب أسوشيتد برس.

وبينما تزداد الاتهامات يوما بعد الآخر ضد إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية، طار هرتسوغ إلى كيغالي عاصمة رواندا، ليشارك بين مجموعة ضيوف آخرين في إحياء ذكرى الإبادة الجماعية هناك.

وضع هرتسوغ الزهور على النصب التذكاري للضحايا من التوتسي، الذين وصل عددهم إلى 800 ألف شخص، وخرج ليقول إنه بعد 3 عقود من هذه الأحداث على العالم أن يعترف بالفظائع الحقيقية للإبادة الجماعية.

وأضاف "يجب على العالم ألا يسمح بتسييس الإبادة الجماعية، ويجب ألا يسمح بالتقليل من فظاعة هذه الجرائم، وإهانة ذكرى ضحاياها".

وفي الوقت نفسه لم يفوّت الفرصة ليربط بين ما حدث وما يحدث في غزة، إذ أشار إلى اتهام إسرائيل بـ"فرية الدم"، متهما إيران ووكلاءها في المنطقة بأن هدفهم تدمير الأمة اليهودية، بحسب موقع الخارجية الإسرائيلية.

في عام 2014، رفضت وزارة الدفاع الإسرائيلية طلبا تقدم به كل من المحامي والناشط إيتاي ماك والبروفيسور يائير أورون، مستنديْن إلى قانون حرية المعلومات، للكشف عن تفاصيل صفقات السلاح الإسرائيلي إلى رواندا في الفترة بين 1990 و1995.

في هذه الفترة كانت رواندا، تحديدا عام 1994، قد شهدت جريمة إبادة جماعية، إذ ذبح آلاف من أغلبية "الهوتو" العديد من أبناء أقلية "التوتسي" خلال الحرب الأهلية.

استأنف ماك وأورون هذا القرار أمام المحكمة المركزية في تل أبيب لتؤيد قرار الوزارة، قائلة إن تقديم المعلومات من شأنه "بصورة شبه مؤكدة" تقويض أمن الدولة والعلاقات الدولية.

وكرر ماك وأورون محاولتهما بالاستئناف أمام المحكمة العليا التي أيدت هي الأخرى قرار وزارة الدفاع والمحكمة المركزية في تل أبيب عام 2016 بحسب هاآرتس.

أما تقارير تسليح رواندا فتكشف ملفات وزارة الدفاع الإسرائيلية عن مساعدتها في إنشاء قوات الأمن هناك خلال حقبة غريغوري كايباندا بين عامي 1963-1973، إذ سعت للاستفادة سياسيا من الانقسامات العرقية هناك، بحسب موقع +972 اليساري الإسرائيلي.

ومع تزايد التساؤل حول دعم إسرائيل لرواندا خلال الحرب الأهلية، فإن المدعي العام الإسرائيلي شاي نيتسان كشف حينها أن المدير العام لوزارة الدفاع دافيد إيفري أمر بتجميد النشاط الأمني لبلاده في رواندا في 12 أبريل 1994، بعد ستة أيام من بداية إبادة التوتسي.

وتشير قاعدة بيانات الصادرات العسكرية والأمنية الإسرائيلية إلى أن تل أبيب دعمت أيضا زعيم المتمردين حينها بول كاغامي الذي أصبح لاحقا رئيس الدولة منذ عام 1973.

في 6 أبريل كانت القشة التي قصمت ظهر البعير بين قبيلة الهوتو التي تمثل الأغلبية في البلاد ونظيرتها التوتسي الأقلية، هي حادثة اغتيال الرئيس جوفينال هابياريمانا المنتمي للهوتو في العاصمة كيغالي.

من هنا، أُلقي اللوم على التوتسي في إسقاط الطائرة وقتل الرئيس. وبدأت عصابات الهوتو المتطرفة الغاضبة جرائمها ضدها بدعم من الجيش والشرطة.

حينها كان بول كاغامي زعيم المتمردين، إذ قاد مواجهة بوقف الإبادة ثم إنهاء الانقسامات العرقية باستخدام الوسائل القانونية وغيرها من التدابير، بحسب أسوشيتد برس.

خلال 100 يوم، ذُبح أكثر من 800 ألف رواندي، معظمهم من التوتسي، على أيدي ميليشيات الهوتو والقوات الحكومية، بحسب الأمم المتحدة.

وبعد الحرب الأهلية، فرضت الحكومة قانون عقوبات صارماً لمعاقبة جرائم الإبادة الجماعية وحظر الأيديولوجية التي تقف وراءها، كما عمل كاغامي على تعزيز ثقافة الطاعة بين سكان البلاد البالغ عددهم 14 مليون نسمة.

ولم تعد بطاقات الهوية الرواندية تحدد هوية الشخص حسب العرق، وأصبحت الدروس حول الإبادة الجماعية جزءا من المناهج الدراسية في المدارس.