ضربها زلزال.. خان يونس تستقبل سكانها بالركام والدمار

بعد انسحاب القوات الإسرائيلية، بدأ العديد من سكان مدينة خان يونس يعودون إليها لتفقد آثار منازلهم وأحيائهم.

وعلى الرغم من دمار الطرقات، تقدم السكان في سيارات وعلى الأقدام وفي عربات متواضعة تجرها حيوانات، إلا أن المشاهد التي استقبلتهم لم تكن متوقعة، فيصف راشد خميس لهيئة الإذاعة البريطانية قائلا: "يبدو وكأن زلزال ضرب المدينة".

يقول النجار، إن منازل خان يونس لم تعد صالحة للمعيشة، ومساجدها غير صالحة للعبادة، أما البُنى التحتية والطرقات والكهرباء فقدت دُمرت بالكامل.

يستخدم أحد سكان خان يونس الآخرين كلمات مشابهة لوصف ما حدث في المدينة لهيئة الإذاعة البريطانية، فيقول إن الأمر أشبه بحلول كارثة طبيعية على المدينة، ويضيف: "هناك دمار كامل في كل مكان.. المنازل التي لم تُدمر، أُحرقت أو نهبها اللصوص، نحن نموت ببطء".

منازل خان يونس ليست الشيء الوحيد الذي تأثر بالقتال والضربات الإسرائيلية، فالطرقات ذاتها دُمر الجزء اليسير منها، حتى إن التعرف عليها أصبح صعبا بالنسبة لأهل المدينة.

فبعد فترة وجيزة من انسحاب القوات الإسرائيلية عن المدينة، اقترض عامل إغاثة فلسطيني سيارة كي يذهب من منطقة المواصي الساحلية حيث نزح مع أسرته إلى خان يونس، ووفقا لتصريحاته لصحيفة واشنطن بوست، اكتشف عامل الإغاثة الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أن حجم الدمار جعل التنقل بالسيارة "الجيب" في الطرقات عسيرا.

فالطرقات التي يألفها عامل الإغاثة إما دُمرت بفعل الغارات الإسرائيلية وإما يغلقها الركام، ما دفعه إلى سؤال المارة والسيارات عن الاتجاهات حتى تمكن أخيرا من سلوك طريق ملتوية للوصول لمنزله.

بعد أن أنهى عامل الإغاثة رحلته المُحيرة، وصل أخيرا ليكتشف أن منزله قد اختفى، ولم يتبق منه إلا بعض أسياخ حديد التسليح والأسمنت.

إلى جانب المنازل المحطمة والطرقات التي لم تعد تُهدي المارة إلى غاياتهم، قابل سكان خان يونس لدى عودتهم بعض رسوم الغرافيتي المعادية للفلسطينيين، بحسب شبكة سي إن إن، التي رصدت على جدران إحدى شركات الاتصالات سُبابا موجها للعرب، كما وصفت في تقرير حديث لها.

كما تُقرأ عبارة "غزة لليهود" مكتوبة على جدران أحد المباني المهدمة.

بعض الأسر والأفراد عادوا إلى خان يونس بعد الانسحاب أملا في العثور على بعض أغراضهم التي تركوها على عجالة في أثناء الفرار من القصف والعملية العسكرية؛ بعض الملابس، والأدوات المنزلية.

آخرون قرروا العودة لخان يونس كي يستقر بهم الحال على أنقاض منازلهم المتهدمة، رغم أنها لم تعد تشبه ما كانت عليه من بضعة أشهر فقط.

من بين تلك هؤلاء، أسرة النجار التي قررت أن تنصب خيمة على أنقاض منزلها، بعد أن كانت تنعم بمنزل مريح، يضم الأبناء والأحفاد.

ويتذكر إبراهيم النجار، رب الأسرة، الماضي القريب واستقراره فيقول لوكالة رويترز: "طول عمري وأنا قاعد مبسوط والخير كتير والحمد لله، ما خلوا لنا لا وراءنا ولا قدامنا".

وأضاف: "والله أنا عندي داري أحسن من كل الدنيا... عشت هنا وسأموت هنا".