الجوع ينهش بغزة في العيد

في مركز توزيع تابع للأمم المتحدة في مدينة دير البلح بوسط القطاع، تقف طوابير لا تنتهي من الغزيين لتقديم أوراق الهوية مقابل صناديق تحتوي على أغذية معلبة.

ومن بين آلاف الأشخاص، حصل الصبي على صندوق المساعدات.

ومثل مئات الفلسطينيين في غزة، يقول فايز عبد الهادي، أحد المقيمين في المخيم: "المساعدات كلها مابتكفيش، حتى مواد التنظيف، إحنا عايشين في منطقة كلها أمراض. مواد التنظيف ما بنستلمها أبدا، لا صابونة لا كلور ولا مطهر، ولا أي حاجة (شيء) من هذا النوع".

ويضيف: "المواد الغذائية مش كافية بالمرة، لأن أنا من قبل شهرين مااستلمتش كوبونة ولا أي كرتونة، ولا تسملت أي علبة. الحين، انبارح (أمس) بالظبط، إجتنا (جاءت لنا) كرتونة بها 18 علبة، لا بتكفي لا أنا ولا أولادي ولا 18 نفر (فرد) اللي معايا.. يعني بيطلع للواحد علبة لو بياكلها في اليوم ما بتكفيهم".

أما أم محمد حمد فنزحت من منزلها في بيت حانون شمال غزة، وتعيش في ملجأ للأمم المتحدة هناك منذ شهرين تقريبا.

وبالنسبة لأم محمد فمساعدات الوكالات لا تكفي: "إيش الوكالة بتعطيه؟ ولا حاجة.. علبة الفاصوليا وعلبة البازيلاء.. زهقنا البازيلاء، زهقنا الفاصوليا.. بدنا ناكل.. عندي هشاشة في العظام وعندي غضروف وجوزي نفس القصة".

ومنذ بداية الحرب، خسرت أم محمد ما لا يقل عن 26 كيلوغراما من وزنها. وتوضح أنهم لم يحصلوا على مساعدات في المدارس من شهرين، واقتصرت الإمدادات على "أربع بصلات، وكل نفر خد بيضة".

رصدت بعض المستشفيات وفاة أطفال بسبب سوء التغذية والجوع منذ الشهر الماضي، وحذرت من وفيات أخرى يمكن تفاديها إذا توفرت الإمدادات الطبية.

وفي مستشفى كمال عدوان شمال غزة، قال المسؤول الإعلامي، وسام السكني، إن الشحنة التي وصلت الأحد لم تكفِ لتلبية احتياجات المرضى، خاصة المضادات الحيوية لعلاج الإصابات الشائعة في منطقة الحرب. وأوضح أن الافتقار إلى الطعام المتنوع الذي يحتوي على العناصر الغذائية المفيدة هو المشكلة الأكبر.

ومضى يقول: "وصول شحنة الأدوية الأحد، لا تكفي مقارنة بحاجة المواطنين الماسة، وذلك بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية بين المواطنين وانقطاع بعض المواد الغذائية والأدوية عن هؤلاء الأطفال".

وأضاف: "الأطفال في حضانات نتيجة سوء التغذية، خصوصا الخدج، بسبب سوء تغذية الأم، الذي ينعكس على الأطفال وباقي المرضى".

وفي جناح الأطفال حديثي الولادة، لم يكتسب الطفل عاصم النجار، البالغ من العمر 4 أشهر، أي وزن منذ ولادته، كما تقول والدته، ويحتاج إلى إجراء عملية جراحية لثقب في القلب، وهو أمر من المستحيل إجراؤه في غزة الآن.

وتزايدت الضغوط الدولية على إسرائيل للسماح بزيادة المساعدات إلى القطاع الأسبوع الماضي، بعد أن استهدف قصف إسرائيلي قافلة مساعدات أسفر عن مقتل 7 من عمال الإغاثة.

واستجابة للضغوط، قالت إسرائيل إنها وافقت على إعادة فتح معبر إيريز شمالي القطاع، والاستخدام المؤقت لميناء أسدود في جنوب إسرائيل لدخول الإمدادات.