الموعد الإثنين.. هل يروج ترمب لحملته من منصة الاتهام؟

على مدار الأشهر القليلة المقبلة، لن تنتظر قائمة القضايا الجنائية التي تلاحق ترمب، أن ينتهي الرئيس السابق من حملته الانتخابية ثم يعود إلى منصة الاتهام، بل يتعين عليه القيام بالمهمتين في آن واحد.

غير أن ترمب يُحسن تسخير تلك المتاعب المتراكمة لصالح حملته الانتخابية، فمنذ أشهر، يتلقى أنصار الرئيس السابق يوميا عشرات الرسائل عبر البريد الإلكتروني والهاتف موقعة من الملياردير الجمهوري.

وتركز هذه الرسائل في أغلب الأحيان على الملاحقات القضائية ضده، من دون التطرق إلى برنامجه الانتخابي بشأن الهجرة مثلا أو الإجهاض أو السياسة الخارجية، والقضايا الخلافية الأخرى.

ولا يتردد على المرشح الجمهوري للانتخابات الرئاسية في أن يدعو أنصاره في رسائله إلى التبرع لحملته بمبلغ قدره 24 أو 47 أو 500 أو ألف دولار.

في إطار حملته الانتخابية، يعتمد ترمب على سردية محددة، وهي أن بايدن يسعى للقضاء على "أكبر خصم سياسي له".

غير أن تلك الاستراتيجية الجريئة القائمة على المجاهرة بمشاكله القضائية تؤتي بثمارها، فخلال أشهر، جمع السبعيني ملايين الدولارات بفضل ناخبين مقتنعين بأن مرشحهم ضحية "حملة شعواء".

وبيعت ملايين النسخ من القمصان والأكواب واللافتات التي تحمل صورته الملتقطة من الأجهزة القضائية بعد توقيفه.

هذه الموارد المالية الأساسية في بلد تنفق فيه مليارات الدولارات على الحملات الانتخابية، لا تعود بالنفع بالضرورة على برنامجه الانتخابي.

فالمشكلة هي، بحسب عالمة السياسة، لارا براون، أن "الأموال التي يجنيها لا تخصص لشراء دعايات سياسية أو لتنظيم مبادرات انتخابية أو لتمويل اجتماعات.. بل تذهب إلى محاميه الذين يسعون إلى تأخير محاكماته".

وفي كل مرحلة جديدة من المسار القضائي، ينفق الملياردير مبالغ باهظة أتعابا لمحاميه.

وفي فبراير وحده، صرف ترمب 5.6 ملايين دولار من صندوق لجنته التمويلية "سايف أميركا" لتسديد هذه النفقات.

من الإثنين المقبل، قد يستفيد ترمب من مثوله أمام القضاء في نيويورك للترويج لحملته الانتخابية.

لكن من غير المعروف ما إذا كانت خطبه ستلاقي الأثر ذاته لدى المتلقين عندما يقاطعه المدعون في مرافعتهم.

وتقول عالمة براون، في تصريحات لوكالة فرانس برس، إنه باستثناء أنصار ترمب الأكثر ولاء له، لم تعد الأغلبية من الأميركيين مقتنعة بـ"دور الضحية" الذي يلعبه الرئيس السابق.

ويبقى أكبر خطر على الحملة الانتخابية للمرشح الجمهوري هو أن تصدر إدانة في حقه قبل موعد الانتخابات الرئاسية، حيث تتوقع الاستطلاعات أن يتراجع الدعم الذي يحظى به إلى حد كبير في حال إدانته، لا سيما في أوساط الجمهوريين المعتدلين أو الناخبين المستقلين، علما بأنه بأشد الحاجة إلى أصواتهم للتغلب على بايدن.

ومع هذه المحاكمة الأولى في نيويورك قبل جلسات قضائية أخرى محتملة في فلوريدا وفي واشنطن، من المرجح أن يصدر حكم قبل الانتخابات.