نتنياهو يخدع بايدن؟

في اليوم التالي لمكالمة بايدن ونتنياهو الحازمة، أدخلت إسرائيل فعلاً شاحنة وقود وأخرى للمساعدات إلى شمال غزة عبر معبر إيربز، رافقتها مركبات للأمم المتحدة، بحسب مقاطع فيديو وثقت الأمر.

لكن منذ ذلك الحين بقي إيريز مغلقاً، كما لم تدخل إسرائيل المساعدات إلى ميناء أسدود البحري.

المحامي الإسرائيلي إيتاي إبشتاين والمتحدث السابق باسم رئيس الوزراء إيلون ليفي، أقرا بأن معبر إيريز للمشاة فقط وليس به أي مرافق لتفتيش شاحنات المساعدات وإدخالها في المقام الأول، هذا بالإضافة إلى تعرضه لأضرار خلال اشتباكات يوم 7 أكتوبر.

كما أن الجيش الإسرائيلي والسلطات ذات الصلة في ميناء أسدود لم تتلق أي أوامر رسمية من نتنياهو بخصوص وعوده لبايدن حتى اللحظة، بحسب القناة 12.

وتضيف القناة أن السفير الأميركي لدى إسرائيل أمضى الثلاثاء الماضي، وهو يتنقل بين الغرف والاجتماعات المختلفة في رئاسة الوزراء الإسرائيلية، والتقى مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لفهم سبب تعطل تنفيذ الوعد.

وتنقل القناة الأكثر مشاهدة في إسرائيل بأن المسؤولين الإسرائيليين أنفسهم لا يستطيعون فهم نوايا أو أهداف نتنياهو بالضبط في هذه المسألة.

حيلة نتنياهو التالية لإفساد وعده لبايدن كانت إضافة أكثر وزرائه تطرفاً، وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، إلى اللجنة الحكومية المسؤولة عن اتخاذ القرارات حول المساعدات الإنسانية لغزة، على الرغم من أنه ليس عضواً في مجلس الحرب.

سموتريتش كان قد اعتُقل في عام 2005 بشبهة محاولة تفجير خط سريع بـ700 لتر من الوقود لإفشال انسحاب إسرائيل من غزة، وفي عام 2017 قدم رؤيته "لحسم الصراع" التي تقضي على حلم الفلسطينيين بإنهاء الاحتلال وتخييرهم بين 3 سيناريوهات: الموت أو الرحيل أو الخضوع دون أي حقوق أساسية.

ومنذ بدء الحرب، يعد سموتريتش أحد أبرز المعارضين لإدخال المساعدات الإنسانية لغزة، خاصة استخدام ميناء أسدود.

نتنياهو أضاف أيضاً وزيرة المواصلات اليمينية ميري ريغيف، المعارضة أيضاً، لخطة ميناء أسدود، وبهذا الشكل يستطيع التملص من الأميركيين بالادعاء بأن القرار ليس بيده فقط.

بحسب القناة 11 الإسرائيلية، فإنه للمرة الأولى منذ شهرين عاد الإسرائيليون للاحتشاد أمام معابر غزة الحدودية بأعداد كبيرة، وتمكنوا من منع دخول المساعدات للقطاع المحاصر.

هؤلاء المتظاهرون معظمهم من المستوطنين ومؤيدي نتنياهو ووزير أمنه إيتمار بن غفير، ولا يقومون بتلك المظاهرات بعفوية، بل بتحريض من المستوى السياسي، حسب هآرتس.

فوزير الأمن بن غفير يحمي ظهورهم عبر جهاز الشرطة الذي يمتنع عن فضهم من تلك المناطق العسكرية المغلقة. وبهذا الشكل تنفذ تلك المظاهرات أجندة الحكومة الإسرائيلية بطريقة التفافية لتجنب الضغوط الدولية.

وتقول الصحيفة، إن بإمكان نتنياهو أن يخبر بايدن بأن تلك المظاهرات ديمقراطية وأن عليه احترام حق المتظاهرين في التعبير عن آرائهم، في الوقت الذي تحظر فيه الشرطة الإسرائيلية جميع المظاهرات المطالبة بإنهاء الحرب على غزة.

إسرائيل تفاخرت يوم الثلاثاء بإدخال أعلى رقم شاحنات لغزة خلال يوم واحد منذ بدء الحرب وهو 468 شاحنة، ما يخالف بيانات الأونروا التي سجلت إدخال 212 فقط.

لكن حتى في حال كانت الرواية الإسرائيلية منضبطة، فإن الرقم يُعد أقل من الحد الأدنى المطلوب إدخاله يومياً، المقدر بنحو 500 شاحنة، وهو ما أكده مبعوث بايدن للشؤون الإنسانية في الشرق الأوسط ديفيد ساترفيلد، إذ قال إن غالبية سكان القطاع ما زالوا يواجهون خطر المجاعة.

وأضاف ساترفيلد أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في نقص عدد الشاحنات الموجودة في غزة لنقل المساعدات، وأنه تم شراء والتبرع بالعديد منها، لكنها تنتظر إذن إسرائيل بالدخول.

علاوة على ذلك، قال مبعوث بايدن إن رفع إسرائيل عدد الشاحنات المسموح بدخولها لما يقارب 500 ما زال غير كافٍ، بالنظر إلى ضرورة تعويض النقص الحاد في الغذاء والدواء والحاجات الأساسية، الذي تسبب به قطع المساعدات، وتقييد وصولها إلى غزة لأكثر من 6 أشهر.