السودان.. "عنصر عربي" جديد في طوق إيران العسكري

استعان الجيش بالمسيرات الإيرانية، بعدما أدت المقاتلات التقليدية وبطاريات الصواريخ التي استخدمت مع بداية الحرب في ١٥ أبريل ٢٠٢٣ إلى نتائج عسكرية محدودة، خسر معها الجيش مساحات مهمة على الأرض لفائدة قوات الدعم السريع، التي يقودها محمد حمدان دقلو الملقب بـ"حميدتي".

واستند التقرير إلى مسؤول في الجيش السوداني، كما استقى شهادات من دبلوماسيين في المنطقة ومصادر إيرانية، بشأن تقديم طائرات مسيرة إيرانية.

وصرح سودانيون للوكالة بأن المسيرات صارت تراقب قوات الدعم السريع، وتستهدف مواقعها بدقة، كما حصل في أم درمان، حيث أحرز الجيش تقدما ملحوظا.

في وقت سابق، ذكرت شبكة بلومبرغ أن مسيرات إيرانية من طراز "مهاجر ٦" جرى تسليمها للجيش السوداني، إلى جانب أخرى مثل "مهاجر ٤" و"أبابيل".

ووصفت الشبكة السودان بالبلد الأفريقي الاستراتيجي، بحكم موقعه الجغرافي المطل على البحر الأحمر، أي في الجهة المقابلة لمتمردي الحوثي، الذين أربكوا حركة الملاحة بالمنطقة خلال الأشهر الأخيرة.

وفي المنحى نفسه، كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، في وقت سابق، أن إيران طلبت من الجيش أن يسمح لها بإنشاء قاعدة عسكرية على البحر الأحمر، مقابل تقديم سفينة حربية حاملة للمروحيات، لكن موقف الجيش كان رافضا.

وأضافت أنه لو أتيح لإيران أن تحصل على قاعدة في هذه النقطة الاستراتيجية والحساسة للغاية، فإن ذلك كان سيجعلها قادرة على أن تتحكم في حركة الملاحة من وإلى قناة السويس وحتى إسرائيل.

وكان الإيرانيون يطمحون لاتخاذ القاعدة نقطة لجمع معلومات استخباراتية، وتوقف السفن الحربية، لكن الخرطوم خشيت أن تزيد من إغضاب الولايات المتحدة، لا سيما أن واشنطن غير راضية أصلا، عن دور المؤسسة العسكرية في مجريات الأمور بالبلاد، بعد سقوط الحكومة المدنية.

يشكل النفوذ الإيراني المتزايد في السودان مصدر قلق لدول غربية، ترى في طهران عاملا لزعزعة الاستقرار بالشرق الأوسط، ومناطق أخرى، لا سيما في ضوء الأزمة الآخذة في الاتساع منذ ٧ أكتوبر.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، إن واشنطن أجرت محادثات مع دول عدة حتى تضغط على إيران كي لا تتدخل أكثر في أزمة السودان.

وبحسب رويترز، فإن وزير الخارجية السوداني المكلف علي الصادق، وهو حليف للجيش وزار إيران العام الماضي، نفى الحصول على سلاح من إيران.

وطالما أقام نظام الرئيس المعزول، عمر البشير، علاقات دافئة مع إيران، لكنه تراجع عنها في السنوات الأخيرة لحكمه، وما يزال التعاون العسكري معلقا بين الخرطوم وطهران، من حيث المبدأ، حتى اليوم، لكن التعليق الرسمي لا يعني الكثير وسط فوضى الحرب السودانية.