هجوم المسيرات.. فشل إيراني أو "انتصار إسرائيلي مغشوش"؟

في بيانه عقب نهاية عملية الردّ، بدا المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، فخورا بنظامه الدفاعي الذي أسقط كل هذا الكم من المسيّرات والصواريخ من دون حدوث أضرار.

وسلط الجيش الإسرائيلي الضوء على التنسيق والتعاون الوثيق بين التحالف الذي تقوده القيادة المركزية الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا ودول أخرى.

وقال مسؤولون أتراك وأردنيون وعراقيون، أمس الأحد، إن إيران قدمت إخطارا واسع النطاق قبل أيام من هجوم السبت وهو ما أتاح تفادي سقوط أعداد كبيرة من الضحايا وتفاقم التصعيد، لكن مسؤولا أمريكيا نفى الأمر.

وسلط موقع فاينيشال تايمز الضوء على تفاصيل الاعتراض، والكيفية التي تم بها، وهي كالآتي:

• اكتشفت قواعد أمامية أميركية بالقرب من إيران السرب الأول من المسيّرات الإيرانية، والموجة الثانية من الصواريخ الباليستية التي أطلقتها إيران، وأرسلت تحذيرات مبكرة.

• بعد تلقى التحذيرات، تكفّلت الطائرات المقاتلة والدفاعات الغربية بالتعامل مع الموجة الثانية من الهجوم التي شملت الصواريخ الباليستية وكذلك المسيّرات خارج إسرائيل وفوق دول عدة بالشرق الأوسط وإسقاطها.
• تكفلت طائرات إف ـ 35 الإسرائيلية بتدمير جزء من المسيّرات الانتحارية، وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي لم تخترق أي مسيّرة الأجواء الإسرائيلية.
• كل ذلك تم خارج الأجواء الإسرائيلية، وحتى الصواريخ البالستية والمسيّرات التي افلتت من الهجوم الأساسي، شُوش عليها ودُمرت فوق أجواء دول قريبة لإسرائيل.
• قام نظام الدفاع الإسرائيلي الجوي المتعدد والذي يشكل أنظمة كل من (القبة الحديدية، والسهم ومقلاع داوود) بالتعامل مع الصواريخ البالستية متوسطة وقصيرة المدى، وكان نظام السهم الأكثر حسما بتدميره 120 صاروخا باليستيا.
• يعمل نظام القبة الحديدية عبر عدة مراحل، تبدأ استكشاف الصاروخ المقبل، وإرسال إشارة بشأنه إلى غرفة التحكم.

• تحدد غرفة التحكم سرعته ومداه ومكان سقوطه المحتمل قبل إرسال أوامر لغرفة الإطلاق لتدميره، وتحتوى كل غرفة إطلاق على 3 ـ 4 قاذفات و20 صاروخا.

تمكنت الولايات المتحدة، بدعم من مدمرات أوروبية، من تدمير "أكثر من 80" مسيّرة و"ستة صواريخ بالستية على الأقل مخصصة لضرب إسرائيل انطلاقا من إيران واليمن"، وفق ما أعلنت الأحد القيادة المركزية للقوات الأميركية (سنتكوم).

وخلال الهجوم الإيراني دمرت سفينتان أميركيتان موجودتان في المنطقة، هما "يو إس إس أرلي بيرك" و"يو إس إس كارني"، ستة صواريخ، قبل أن تتدخل طائرات وتُدمّر بدورها أكثر من 70 مسيّرة إيرانية.

وأسقطت بطارية صواريخ باتريوت صاروخَ كروز في مكان ليس بعيدا عن مدينة أربيل العراقية في كردستان.

ودمرت القوات الأميركية أيضا "صاروخا بالستيا على مركبة الإطلاق، كما دُمِّرت سبع مسيّرات على الأرض قبل إطلاقها في مناطق باليمن يسيطر عليها الحوثيون المدعومون من إيران"، وفق سنتكوم.

رغم استفادتها من الانفجار التكنولوجي ما بعد الألفية فإن دخول إيران لإنتاج المسيرات الحربية قديم نسبيا.

وبحسب مركز حرمون للدراسات المعاصرة، فإن صناعة المسيرات في إيران مرت بمرحلتين قبل الثورة، وبعدها، لكن المرحلة الأهم كانت إبان الحرب الإيرانية ـ العراقية، إذ استخدمت إيران طائرة مسيّرة في مهمات استطلاعية، وتصوير وجمع المعلومات، قبل أن يتم التقنين لصناعاتها في وزارة الدفاع الإيرانية والجامعات.

وتعد "تلاش 1" هي أول مسيرة حربية تُصنّع، وتستخدم كهدف لاختبار قدرة سلاح قوات الدفاع الإيرانية.

لكن أهم طائرة مسيرة إبان تلك الحرب، كانت هي "مهاجر1" والتي اُنتجت في 1984، ولديها عائلة الآن بأرقام متسلسلة.

واستمر التطور الإيراني في إنتاج الطائرات حتى وصلت إلى شاهد وعائلتها بنسختها الأحدث "غزة".

لم يتوقف إنتاج إيران للمسيرات منذ ذلك الوقت، وباتت بالفعل لديها الكثير منها كل بخصائصه ومزاياه المختلفة.

ونستعرض تاليا أبرز المسيرات الإيرانية القتالية الحالية وأكثرها شهرة، بحسب منظمة الأمن القومي.

• شاهد 126: تعد أكثر المسيرات الإيرانية قوة، ويمكنها حمل 4 صواريخ وتصل حمولتها إلى 400 كيلوغرام.

• شاهد 136: يمكنها حمل 50 كيلوغراما من المتفجرات وقطع 2000 كيلومتر، والتحليق لمدة 35 ساعة متواصلة.

• شاهد 149: تعرف أيضا باسم "غزة"، وهي مسيرة قتالية يمكنها حمل 13 قنبلة وتصل سرعتها 350 كيلومترا، والتحليق لمدة 24 ساعة متواصلة.

• كمان 22: تحمل أي نوع من الذخيرة وتحلق لمدة 24 ساعة، ويمكنها حمل 300 كيلوغرام من المتفجرات والمعدات الخاصة.

• مهاجر 6: تعرف باسم "قدس" وتحمل 4 ذخائر دقيقة التوجيه بوزن 100 كيلوغرام ويمكنها قطع مسافة 200 كلم في الساعة.

• كرار: مسيرة ثقيلة يصل مداها الأقصى إلى 2000 كلم، وسرعتها القصوى 900 كيلومتر في الساعة، وتحلق على ارتفاع 12000 متر.

الآن، بعد انتهاء الردّ الإيراني على قصف القنصلية والاحتفاء الإسرائيلي بعدم تجرع أي خسائر من ليلة الهجوم، تثور شكوك حول فعالية أداء المسيرات الإيرانية.

والسبب هو سقوط جميع المسيرات الإيرانية في مصيدة الدفاعات الإسرائيلية وحلفائها، إذ أنه وحتى الخسائر القليلة التي تجرعتها إسرائيل كانت جراء تجاوز صاروخ بالسيتي للدفاعات، وليس مسيرة واحدة من 170 أطلقت، ليلحق أضرارا بقاعدة نفاتيم الجوية الإسرائيلية، ويتسبب في إصابة فتاة.