سياسة
.
فور إطلاق إيران ليلة السبت نحو 350 طائرة مسيًرة وصاروخ باليستي تجاه إسرائيل للمرة الأولى في الصراع، كان التوجه المباشر في مجلس الحرب الإسرائيلي المصغّر، هو استغلال زخم اللحظة وتوجيه هجوم مضاد فوري في عمق إيران.
وزيرا الحرب بيني غانتس وغادي أيزنكوت المحسوبان على معسكر المعارضة كانا مع هذا الرأي، وجادلا بأنه كلما انتظرت إسرائيل أكثر، كلما تضاءلت الشرعية الدولية لردها على إيران، وبالتالي ازداد الضغط العالمي على إسرائيل لضبط النفس.
لكن بعد مكالمة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، مع الرئيس الأميركي، جو بايدن، الذي طالبه بعدم الرد والتفكير بشكل استراتيجي في مخاطر تصعيّد إقليمي، كان رأي نتنياهو الانتظار لرؤية نتائج الهجوم الإيراني أولاً لتحديد طبيعة وحجم الرد.
الغالبية العظمى من الصواريخ الإيرانية اعتُرضت بنجاح بمساعدة من أميركا وبريطانيا وفرنسا ونصفها تعطلت في الطريق أو فشلت في الانطلاق.
والدمار الذي حدث نتيجة إصابة بضعة صواريخ لقاعدة نفاطيم الجوية كان ضئيلاً، واقتصر على إحداث أضرار لطائرة واحدة ومدرج طيران غير مستخدم ومخزن فارغ. وقالت إيران إن ردها انتهى، لكنها ستعاود الرد إذا هاجمتها إسرائيل.
هذا الأمر أدى لانقسام في الشارع الإسرائيلي والحكومة بين مطالبين بالرد والانتقام الفوري، واستغلال اللحظة لمهاجمة أهداف استراتيجية في إيران، وآخرين يرون بتأجيل الرد واستغلال اللحظة لتحقيق مكاسب استراتيجية من المجتمع الدولي نظير ضبط النفس.
فما الذي يحدث؟ ولأي الفريقين الغلبة؟ وما هي الأثمان التي ممكن أن تطالب فيها إسرائيل لقاء صمتها؟
© 2024 blinx. جميع الحقوق محفوظة