الضربة الإيرانية.. win-win لطهران وتل أبيب؟

تزامن الهجوم الإيراني مع تراجع التعاطف العالمي لإسرائيل والتوتر المتزايد في العلاقة بين بايدن ونتنياهو، بحسب المحلل في أتلانتيك كاونسل كارميل أربيت.

ويشير أربيت في حديث لمجلة بوليتيكو إلى أن الالتزام المشترك بمعالجة التهديد الذي تشكّله إيران، "أعمق بكثير من أي خلافات قد تكون بين البلدين فيما يتعلق بمستقبل الأراضي الفلسطينية".

في سياق متصل، أعرب مسؤولون إسرائيليون عن قناعتهم أن هذا الهجوم الإيراني سيسهم في قلب الطاولة بعد الانتقادات الدولية جراء تصرفات تل أبيب في غزّة، ما يكسبهم التعاطف كونهم ضحية لطهران ونظامها الذي لا يحظى بشعبية، بحسب واشنطن بوست.

ويرجّح مجلس العلاقات الدولية أن أصدقاء إسرائيل في الكونغرس سيحاولون بجدية مجدداً تمرير حزمة مساعدات أمنية لها انطلاقاً من أن الصراع مع طهران أمر مختلف تماماً عن غزّة، ما يجعل هذه الحزمة وشيكة.

مع صد إسرائيل، بالتعاون مع أميركا والحلفاء الغربيين، 99% من المسيّرات والصواريخ التي وصل عددها إلى 350 بحسب الجيش الإسرائيلي، تمكنت من اختبار نظام الدفاع الجوي الخاص بها بنجاح.

وقد أتى ذلك في وقت أعقب هجوم حماس على مستوطنات غلاف غزّة في الـ 7 من أكتوبر، ما تسبّب في هزيمة مؤلمة على يد حركة أقل تجهيزاً من الجيش الإسرائيلي، ما مثّل ضربة قوية لصورته كقوة عسكرية إقليمية بحسب أسوشيتد برس.

وتشير الوكالة إلى أن الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني ربما يكون هو ما يُعيد الثقة في المؤسسة العسكرية للبلاد، لا سيما مع تعثر قواتها في غزّة، بعد أكثر من 6 أشهر من الحرب.

بعد قصف قنصليتها في دمشق، اعتقد النظام في طهران أن ما حدث "لن يؤدي إلا إلى تشجيع المزيد من التهديدات الإسرائيلية وتصوير إيران على أنها ضعيفة"، وفقاً لتصريحات مطلعين على الأمور داخل النظام الإيراني، لفاينانشيال تايمز.

وقد سمح هجوم إيران بأن تظهر لمواطنيها أنها لن تقف مكتوفة الأيدي عندما تتعرض أصولها لهجوم، وأنها كانت جادة عندما هددت بالانتقام، وبالتالي تمكنّت من استعراض قوتها وبث الخوف في نفوس الإسرائيليين مع تعطيل حياة الكثيرين من خلال إلغاء المدارس، بحسب أسوشيتد برس.

على جانب آخر، فتح الهجوم الإيراني فصلاً جديداً في سياسة إيران الدفاعية، حيث مثلت "نقلة نوعية من الصبر الاستراتيجي إلى الدفاع متعدد الطبقات"، بحسب أحمد دستمالشيان، سفير إيران السابق في لبنان، لفاينانشيال تايمز.

وقد أحدثت إيران سابقة جديدة بالهجوم المباشر من أراضيها على إسرائيل، وأجرت تجربة جديدة لعمل وتقييم الرد من جانب خصومها الذين إن كانت استجابتهم ضئيلة، فإنها سترسّخ تصرفاتها باعتبارها "الوضع الطبيعي الجديد"، بحسب أتلانتيك كاونسل.