هل أنقذت الضربة الإيرانية "نتنياهو المحظوظ"؟

في الانتخابات الأخيرة، حصد حزب الليكود الذي يقوده نتنياهو على 32 مقعدا برلمانيا. لكن على مدار الأشهر الست الماضية، أظهرت استطلاعات الرأي أن الليكود لن يحصل سوى على نحو 16-20 مقعد.

وكان من المتوقع أن تحصل كتلة المعارضة على نحو 74 مقعد مقابل 46 للتحالف الحاكم.

لكن فور وقوع الهجوم الإيراني ليلة السبت، قام شلومو فيلبر وزورييل شارون من شركة Direct Falls Ltd بإجراء استطلاع رأي يوم الأحد للقناة 14 على عينة من 816 ناخب من مختلف أنحاء إسرائيل ووجدت أن نتنياهو وحزبه قفزت شعبيتهم ويمكنهم الحصول على 26 مقعدا.

حزب الوحدة الوطنية المعارض بزعامة بيني غانتس كان من المتوقع أن يحصد ما بين 30-40 مقعدا بعد حصوله على 8 مقاعد فقط في الانتخابات الماضية. لكن بعد الهجوم الإيراني، تنبأ استطلاع رأي القناة 14 بأن يحصد فقط 22 مقعدا.

أيضاً، حزب يش عتيد بزعامة رئيس الوزراء السابق يائير لابيد كان قد حصد 24 مقعدا في الانتخابات الأخيرة، لكن استطلاع رأي يوم الأحد منحه 11 مقعداً فقط.

حزب "إسرائيل بيتنا" اليميني بزعامة وزير الدفاع السابق أفيغدور ليبرمان كان قد حصد 6 مقاعد في انتخابات نهاية عام 2022، لكنه قد يحصد الآن 11 مقعد بعد هجوم ليلة السبت.

من الأحزاب الصاعدة أيضاً حزب القوة اليهودية "عوتسما يهوديت" المتطرف بزعامة وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الذي حصد 6 مقاعد في آخر انتخابات وارتفعت حظوظه الآن لـ9 مقاعد.

أما الأحزاب العربية، فاستطلاع الرأي تنبأ أن يحصل حزب القائمة العربية الموحدة لمنصور عباس على 6 مقاعد وحزب ‎حداش–جبهة بقيادة أيمن عودة على 4 مقاعد، بينما لن يتجاوز حزب التجمع الوطني الديمقراطي "بلد" العتبة اللازمة لدخول البرلمان المحددة عند 3,25%.

الأحزاب اليسارية ميريتس والعمل سيحصل كلاهما على 4 مقاعد أيضاً، بينما سيحصل حزب شاس الألترا أرثوذكس على 10 مقاعد وحزب الصهيونية الدينية المتطرف لبتسلائيل سموتريش على 5 مقاعد.

بهذا الشكل، سيكون مع أحزاب التحالف الحاكم 58 مقعدا في الكنيست، بينما ستحصد المعارضة الصهيونية على 52 مقعدا وستحصل الأحزاب العربية على 10 مقاعد.

هذا يعني أن نتنياهو في حاجة فقط لاستمالة 3 أشخاص من المعارضة التي تضم في وسطها أحزاب يمينية ليتمكن من التشبث بمقعد السلطة وتشكيل الحكومة القادمة.

في شهر يناير كانت نسبة من أيدوا بقاء نتنياهو في منصبه 15% فقط من الإسرائيليين، وفي شهر إبريل قال 71% من الإسرائيليين بأن على نتنياهو الاستقالة من منصبه حالاً أو فور انتهاء الحرب.

لكن بعد الهجوم الإيراني، ارتفعت نسبة من يرون بأن نتنياهو هو الأنسب لرئاسة الوزراء بحسب استطلاع رأي القناة 14.

الاستطلاع وجد أن 44% يؤيدون بقاءه في كرسيه مقابل 28% ممن يفضلون زعيم المعارضة يائير لابيد بينما قال 28% بأنهم لا يريدون أياً منهما في هذا المنصب.

وفي حال كانت المنافسة بين نتنياهو وبيني غانتس، فإن 42% أبدوا تفضيلاً لرئيس الوزراء الليكودي الحالي مقابل 36% ممن فضلوا غانتس.

الحديث في إسرائيل طيلة الشهور الست الماضية كان يدور حول فقدان قدرة الردع وانهيار صورة إسرائيل الأمنية كحصن منيع وأنها أصبحت مطمعا للأعداء بعد فشل حكومة نتنياهو والجيش في صد هجوم 7 أكتوبر.

لكن عندما أطلقت إيران نحو 350 طائرة مسيرة وصاروخ باليستي تجاه إسرائيل ونجح الجيش الإسرائيلي في صد الهجوم بمساعدة كبيرة من أميركا وبريطانيا وفرنسا، استهلت حكومة نتنياهو ومعسكر اليمين باستعادة صورة إسرائيل "المتفوقة عسكرياً" والتي "لا تقهر".

نتنياهو أيضاً حصد بعض الشعبية لأن عزلة إسرائيل دولياً تراجعت بعد الهجوم الإيراني حيث تهافتت الدول الغربية على إدانة الهجوم والتعبير عن دعمهم لإسرائيل.

تهافت قادة الدول الغربية في التعبير عن الوقوف لجانب إسرائيل زاد من غرور نتنياهو ومكانته لدرجة أنه رفض استقبال مكالمة بعض أولئك القادة.

علاوة على ذلك، هنأت شركات الأسلحة الإسرائيلية الجيش على نجاح صد الصواريخ لأن ذلك يعتبر دفعة كبيرة للتسويق للأسلحة الإسرائيلية عالمياً.

لذلك اعتبر الصحفي الإسرائيلي اليميني الشهير عاميت سيجال بأن الهجوم الإيراني كان "تطورا إيجابيا".

نتنياهو يستفيد أيضاً من عناده للإدارة الأميركية في الرفع من شعبيته محلياً وإظهار نفسه بمظهر القوة والسيادة.

فعلى الرغم من أن جو بايدن ودول مجموعة G7 والاتحاد الأوروبي يضغطون على إسرائيل لمنعها من مهاجمة إيران وإشعال حرب إقليمية محتملة، إلا أن نتنياهو يصر على الرد ليقول للإسرائيليين بأنه الوحيد القادر على الوقوف في وجه العالم بأكمله من أجل المحافظة على أمانهم.