"الهدنة الأولمبية".. هل تضيء شعلة الألعاب ظلام غزة؟

تعود الهدنة الأولمبية "إيكيتشيريا" إلى القرن الثامن قبل الميلاد، وهو تقليد يوناني متبع يصاحب الدورات الأولمبية، مثل الشعلة الأولمبية الشهيرة، وتقضي بوقف النزاعات المسلحة واستقبال العالم للحدث الرياضي الضخم في أمن وسلام.

وتنص الهدنة الأولمبية على أن تتوقف الحروب قبل سبعة أيام من انطلاق الدورة، وتستمر حتى اليوم السابع من حفل الختام، حتى تنجح كل الوفود في جميع أنحاء العالم من الذهاب إلى الدولة المستضيفة ثم العودة إلى بلادهم.

وجاء التقليد اليوناني القديم ليرسخ البيئة السلمية لكل الرياضيين والجماهير التي تتنقل من كل بلاد العالم إلى المدينة المستضيفة للحدث، وبدأ تطبيق الفكرة من خلال إملاءات العرافة "دفلي" لإنهاء الحروب التي دمرت "بيلوبونيز" في ذلك الوقت، لتتحقق بعد ذلك أطول اتفاقية سلام في التاريخ.

وأعادت الأمم المتحدة إحياء الهدنة الأولمبية في عام 1992 بتوجيه دعوة إلى سائر البلاد لمراعاة الهدنة، وجُدد الإعلان ضمن خطة التنمية المستدامة 2030 التي اعتمدت من زعماء العالم في 2015.

تبنت الأمم المتحدة فكرة الهدنة الأولمبية من أجل استخدام الرياضة في إنهاء النزاعات المسلحة، ومنح فرصة تصل إلى نحو شهر ونصف من أجل التوصل إلى اتفاقات سلام.

وابتداء من عام 1994، شرع رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في توجيه نداء رسمي لتطبيق الهدنة خلال الألعاب الأولمبية، وذلك قبل الدورة الصيفية، ونظيرتها الشتوية، ليصبح نداء الهدنة تقليدا متبعا كل عامين.

ويعود آخر نداء من الأمم المتحدة للهدنة الأولمبية إلى 20 يناير 2022، عندما دعا رئيس الجمعية العامة إلى الالتزام بالهدنة قبل دورة بكين التي تم تأجيلها بسبب تداعيات جائحة كوفيد 19 العالمية.

قبل ما يزيد قليلا عن 100 يوما من حفل افتتاح أولمبياد باريس الصيفية، دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لعقد هدنة أولمبية بتوافق عالمي في كل المناطق التي تشهد نزاعات مسلحة.

وفي مقابلة متلفزة، قال ماكرون إن بلاده ستبذل أقصى جهد لديها من أجل التوصل إلى هدنة أولمبية ناجحة، مشيرا إلى بدء العمل بالفعل لتطبيقها.

وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن الدورة الأولمبية الصيفية جاءت لتمنح العالم فرصة جديدة للسلام، وهي أيضا فرصة مناسبة لكي تلعب الدبلوماسية دورها في إيقاف الحروب.

الرد على الدعوة الفرنسية جاء سريعا من روسيا، إذ أعرب الكرملين عن مخاوفه في أن تسفر الهدنة الأولمبية حال تطبيقها عن قيام أوكرانيا بإعادة تجميع صفوفها وتكثيف عمليات التسليح للعودة إلى الحرب بشكل أقوى.

وقال المتحدث باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن الجيش الروسي والرئيس فلاديمير بوتين، يدركان أن أوكرانيا تستخدم مثل هذه الأنواع من الفرص لتحسين قدراتها العسكرية.