"قروش" التحويلات تختفي من غزة

منذ 7 أكتوبر، بدأت الأسعار في الارتفاع بشكل جنوني في غزة، بعضها تضاعف مرتين وآخر 4 مرات ومنها من وصل لـ50 ضعف، البندورة أصبحت بـ8 شيكل (2 دولار ونصف)، بعد أن كانت بشيكلين (أقل من دولار)، أما سجائر الرويال المصري التي كانت بـ5 شيكل (دولار ونصف) للعلبة الواحدة أصبحت اليوم بـ328 شيكل (94 دولارا).

هذه الأرقام أوردتها وكالة الأنباء الفلسطينية، وفا في تقرير لها قالت فيه إن هذه الأسعار فاقمت أزمة سكان غزة الذين انخفضت قوتهم الشرائية لأكثر من 60٪.

لكن شابة موجودة في غزة، وتعول أسرتها قالت لبلينكس إن "تجار الحرب" يحتكرون البضاعة أيضا مما يزيد في سعرها بشكل جنوني، ويفاقم مشكلة الحصول على الأموال والبضائع.

"تجار الحرب" ليسوا السبب الوحيد في انقطاع السيولة من غزة، لأن إسرائيل قصفت معظم الصرافات الآلية وفروع المصارف البنكية في القطاع، حسبما ذكرت سلطة النقد الفلسطينية في بيان لها في 24 مارس الماضي. موضحة أن "عددا من فروع المصارف ومقراتها تعرض للتدمير نتيجة للقصف المستمر في كلّ أنحاء قطاع غزة".

وأشارت إلى تعذر "فتح ما تبقى من فروع للقيام بعمليات السحب والإيداع في محافظات القطاع كافة". وهو ما اعتبرته الحكومة الفلسطينية السبب الرئيس في "الأزمة غير المسبوقة في وفرة السيولة النقدية بين أيدي المواطنين وفي الأسواق" على حد وصف البيان.

الشابة التي تواصلت معها بلينكس رفضت أن يذكر اسمها في التقرير لأنها استقبلت حوالات بنكية من الخارج في الشهر الرابع من الحرب، وعللت ذلك بأن إسرائيل تستهدف كل شخص يستقبل حوالات بنكية وتتهمه بـ"تمويل الإرهاب".

تشرح الشابة أن الحوالات وصلتها من أقاربها المغتربين دعما لها وعائلتها، لكن صرف الحوالة يحتاج خطوات كثيرة، فالسيولة غير متوفرة في ماكينات الصرافة الآلية.

هنا ظهر تجار الصرافة الذين يستقبلون الحوالات ويحولونها إلى "كاش" ويأخذون 15٪ عمولة حسب ما قالت الشابة.

وهو ما أكده بيان سلطة النقد الذي قال إن السلطة "تتابع عمليات ابتزاز يقوم بها أشخاص وتجار وبعض أصحاب محلات الصرافة، باستخدام أجهزة الخصم المباشر في نقاط البيع، أو التحويلات المالية على التطبيقات البنكية، ويتقاضون نسبة تصل إلى 15% على أي مبلغ يتم سحبه من حساب المواطن بواسطة البطاقات أو الحوالة، مقابل تسليمه الجزء المتبقي نقدا".

تقول الشابة إن تجار العملة "أشخاص محظوظون" لأنهم في الغالب كانوا مغتربين وفي إجازة في غزة قبل 7 أكتوبر ووقعت الحرب وهم داخل القطاع.

فمثلا إذا كان هذا الشخص مغتربا في ألمانيا، أصبح معروفا في منطقته في غزة أنه يستقبل حوالات ألمانية. فتذهب إليه العائلة الغزاوية وتقول له مثلا: "ابني في ألمانيا يريد أن يحول لنا ألف دولار".

تتم العملية بتحويل الابن إلى حساب البنك الألماني للشاب الذي كان مسافرا قبل الحرب، بعدها يسحب "تاجر الصرافة" الأموال من حسابه الألماني من داخل غزة.

مع فرق العملة تقول الشابة إن الحوالة تصل "كاش" 900 دولار تقريبا فيأخد الشاب حصته وهي 15٪ أي 150 دولار من الـ1000 دولار. ويصل العائلة 750 دولارا من الـ1000.

هذه الطريقة الملتوية تحدث لأن التحويل على حساب بنكي فلسطيني يعتبر "خطرا للغاية" حسب ما تقول الشابة.