كيف شكلت كوريا الشمالية قوة صواريخ إيران؟

يعتمد صاروخ شهاب 3 الإيراني على تكنولوجيا صواريخ "رودونغ" الكورية الشمالية الباليستية متوسطة المدى، واستطاعت طهران تطويره، ليكون الدعامة الأساسية لقوة الصواريخ الباليستية متوسطة المدى لديها.

شهاب 3 أصبحت لديه القدرة على الطيران لمسافة تصل إلى 2000 كيلومتر، بحسب تقرير الاستخبارات العسكرية الأميركية عام 2019.

وصاروخ خرمشهر هو أيضا معتمد على تصميم تكنولوجيا صاروخ موسودان الكوري الشمالي المعروف أيضا باسم "هواسونغ 10"، بحسب التقرير نفسه.

ويستطيع صاروخ خرمشهر -أُطلق اسمه نسبة إلى مدينة إيرانية- التحليق لمسافة تتراوح بين ألفين و3 آلاف كيلومتر، بحسب تقديرات مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS.

وقد كشفت وثائق ويكيليكس في تسريب لها عن أن إيران حصلت على 19 صاروخا من كوريا الشمالية تعطيها القدرة على ضرب عواصم في أوروبا الغربية، بحسب تقرير لنيويورك تايمز عام 2010، نقلا عن تقديرات المخابرات الأميركية.

وبينما كانت كوريا الشمالية تجري مفاوضات مع الولايات المتحدة عام 2018 كانت تتعاون مع إيران لتطوير التقنيات النووية والصاروخية.

وربما تبادلت طهران وبيونغ يانغ البيانات الفنية للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية العابرة للقارات، بحسب جون جون بارك، كبير الباحثين، والخبير في شؤون شبه الجزيرة الكورية في كلية كينيدي بجامعة هارفارد لصحيفة جوسون إلبو عام 2019.

رغم أن العلاقات الدبلوماسية بين إيران وكوريا الشمالية تعود إلى عام 1973، فإنها توطدت من الناحية العسكرية خلال ثمانينيات القرن العشرين خلال الحرب العراقية الإيرانية (1980-1988).

كوريا الشمالية أمدت إيران بالسلاح، ليس هذا فحسب، وإنما بنت قواعد للصواريخ بأيادي كوريين شماليين أرسلوا للحرب وقُتل منهم الكثير نتيجة لهجوم بالغاز السام شنته القوات العراقية، بحسب رواية منشق كوري شمالي لمجلة جوسون الشهرية عام 2006.

وقد أرسل المنشق عام 1986 إلى إيران وعمل 6 أشهر هناك، إذ كان أحد الضباط الكبار الذين أُرسلوا بعدما أمر رئيس كوريا الشمالية حينها كيم إل سونغ بمساعدة طهران.

وقد اعترف القائد العام للحرس الثوري الإيراني عام 2006 بحصول بلاده على صواريخ من طرازي "سكود-بي" و"سكود-سي" من بيونغ يانغ خلال هذه الحرب الطويلة، وأشار حينها إلى أن بلاده لم تعد بحاجة إلى مساعدة كوريا الشمالية، بحسب يونهاب.

يرتبط اسم رئيس منظمة البحث والتطوير التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية وكبير العلماء النوويين فخري زاده، الذي اغتيل في طهران قبل نحو 3 سنوات، بحضوره التجربة النووية الثالثة لكوريا الشمالية عام 2013.

أوضحت المؤشرات الاستخبارية أن هذه التجربة لم تكن من أجل بيونغ يانغ، بل مُولت وكانت مخصصة لإيران، لأنها "المستخدم الأخير"، بحسب ما أشارت حينها صحيفة كوريا تايمز الجنوبية، التي كشفت وفق تقارير إعلامية عن أنها كانت لاستعراض سلاح نووي بإنتاج مشترك بين الدولتين.

أما فضائيا فكانت بعض الأحاديث تقول إن هناك ملحقا سريا في مذكرة تفاهم بين البلدين في المجالَين العلمي والتقني موقعة عام 2012، لا سيما أنها وُقّعت في حضور وزير الدفاع الإيراني حينها أحمد وحيدي، بحسب موقع نورث 38 المعني بشؤون كوريا الشمالية عام 2014.