المستوطنون يورّطون إسرائيل بـ"الجبهة الثالثة"

قال الجيش الإسرائيلي، إنه أرسل مؤخرا عدة كتائب إلى أجزاء من الضفة الغربية لاستعادة النظام، وسط موجة عنف شديدة في أعقاب اختفاء مراهق إسرائيلي يبلغ من العمر 14 عاما منتصف أبريل، وعُثر عليه ميتا في وقت لاحق.

ويستنزف هذا الجهد الموارد العسكرية، المنهكة أصلا بسبب الحرب في غزة والمواجهة على الحدود مع لبنان، والمشاحنات المستمرة مع إيران ووكلائها، حسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.

حماية الجيش للمستوطنين في الضفة الغربية "مهما فعلوا" أمر اعتاد عليه فلسطينيو الضفة الغربية، لكن الجديد أنها باتت تسهم في إضعاف جبهات أخرى تقاتل إسرائيل فيها عن طريق توزيع القوى.

يؤكد هذه الفكرة محلل شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة تشاتام هاوس البحثية في لندن الباحث يوسي ميكيلبيرغ، الذي قال إن الجيش الإسرائيلي "اختار تجاهل عنف المستوطنين في الماضي، لكنه في الوقت الحالي لا يستطيع تحمل انفجار الضفة الغربية وحرب متعددة الجبهات"، وفق ما أوردته وول ستريت جورنال.

وأضاف أن قدرة الجيش محدودة. في حين يرى الجيش نفسه أنه مستعد في جميع الساحات ويعزز قواته.

مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين هاجموا أكثر من 17 قرية فلسطينية خلال شهر أبريل. وأفادت السلطات الفلسطينية بأن المهاجمين دمروا عددا من السيارات والمنازل، ما أسفر عن وفاة 5 فلسطينيين على الأقل، وتشريد وإصابة العشرات من الآخرين.

وفي حادث منفصل، قُتل مسعف فلسطيني، السبت الماضي، برصاص المستوطنين في أثناء تقديمه الإسعافات إلى المصابين.

تروي الفتاة الفلسطينية سارة الوادي، البالغة من العمر 23 عامًا، التي تسكن في قرية قصرة بنابلس، تفاصيل الهجوم الذي شهدته، إذ فتحت نافذة منزلها لتجد مجموعة من المسلحين يتجهون نحوها.

وتعبر سارة عن لحظة رعبها عندما شاهدتهم يتسلقون جدار منزلها، إذ قررت الفرار وركبت سيارتها. وعندما عادت بعد ساعات، واجهت مشهدا مروعا، إذ وجدت منزلها محترقا تماما.

اضطر الجيش الإسرائيلي إلى استدعاء كتائب إضافية إلى الضفة مع تصاعد عنف المستوطنين. وفي علامة على نقص القوى العاملة، مدد الجيش الإسرائيلي الخدمة العسكرية الإلزامية للجنود إلى 36 شهرا بدلا من 32.

ويعتمد الجيش بصورة كبيرة على جنود الاحتياط خلال الحرب، وقال العديد منهم، إنهم كانوا في الخدمة لأكثر من 110 أيام منذ 7 أكتوبر. وتم منح بعضهم فترات راحة، قبل استدعائهم مرة أخرى بعد مدة وجيزة، للقيام بمهام جديدة في مناطق مختلفة، حسبما ذكرت الصحيفة.