مساعدات أميركا المليارية.. مَن المستفيد؟

"شراكتنا الاستراتيجية لا تنكسر"، كان هذا تعليق وزير الخارجية الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، على موافقة الكونغرس الأميركي على الحزمة المقدمة إلى تل أبيب، في منشور على إكس يشكر فيه عضوي مجلس الشيوخ تشاك تشومر، وميتش ماكونيل زعيمي الأغلبية والأقلية في الغرفة الثانية.

ورغم أن الحزمة تتضمن ٢٦ مليار دولار، فإن ١٧ مليار دولار منها فقط سيذهب إسرائيل، ومن هذا المبلغ 4 مليارات دولار مخصصة لتجديد أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية.

وفي وقت تتحدث وسائل إعلام أميركية، مثل أسوشيتد برس عن ٩ مليارات دولار ستذهب للمساعدات الإنسانية في غزة فإن الأمر لا يبدو كذلك.

فحينما طلب الرئيس الأميركي، جو بايدن، للمرة الأولى هذه المساعدات في أكتوبر ٢٠٢٣ خصص أكثر من 14 مليار دولار من التمويل المتعلق بإسرائيل، وأكثر من 9 مليارات دولار من المساعدات الإنسانية العالمية.

وعادت الإدارة الأميركية في فبراير لتقول إنها تتوقع تقديم 1.4 مليار دولار من هذا التمويل لغزة، بحسب تقرير مركز أبحاث الكونغرس الأميركي في ١٦ أبريل ٢٠٢٤.

وفي تعليقه على الموافقة، قال بايدن إن المساعدات "للاجئين والمتضررين من الصراعات والكوارث الطبيعية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك في غزة والسودان وهايتي" بحسب سي إن إن.

في الوقت نفسه، يحظر مشروع القانون توجيه أي من أمواله الإنسانية إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، الأونروا، بحسب واشنطن بوست.

المساعدة القادمة لإسرائيل تأتي في وقت تتحدث فيه وسائل إعلام إسرائيلية عن أن اقتحام رفح بات قريبا جدا، لا سيما مع تعثر مفاوضات وقف إطلاق النار بحسب ما نقلت رويترز.

ستحصل أوكرانيا على ٦١ مليار دولار من الدعم العسكري والاقتصادي من الولايات المتحدة في خطوة عبر عنها الرئيس، فولوديمير زيلينيسكي، بالامتنان.

سيذهب قرابة ١٤ مليار دولار لمبيعات السلاح إلى أوكرانيا، فيما ستتلقى كييف أكثر من 9 مليارات دولار من المساعدات الاقتصادية في شكل "قروض قابلة للإعفاء"، بحسب أسوشيتد برس.

من مبيعات السلاح، بدأت الولايات المتحدة الأميركية تجهيز حزمة من مليار دولار لتكون الدفعة الأولى من أجل مساعدة أوكرانيا التي تواجه حربا منذ أكثر من عامين ضد روسيا، بحسب مسؤولين لرويترز.

هذه المساعدات تشمل الآتي:

• مركبات وذخائر دفاع جوي من طراز ستينغر.
• ذخائر إضافية لأنظمة صواريخ مدفعية عالية الحركة.
• ذخيرة مدفعية عيار 155 ملليمتر.
• ذخائر مضادة للدبابات من نوع تاو وجافلين.

لكن أهم ما في المساعدات هو صواريخ ATACM-300 متوسطة المدى التي وصلت حديثا، حيث ستسمح بضرب عمق الأراضي الأوكرانية التي تضمها روسيا، وستضعف الخدمات اللوجستية الروسية داخل أوكرانيا على المدى القريب.

في الوقت نفسه، يحذر المحللون الروس من زيادة الضغط العسكري على موسكو مع زيادة القدرات الدفاعية والهجومية لكييف، بحسب ما نقل ديفيد إغناشيوس في مقاله بواشنطن بوست.

على الجانب الآخر، تتحرك روسيا بسرعة على الأرض من أجل السيطرة على ثاني أكبر مدن أوكرانيا "خاركيف"، فتكثف من ضرباتها الجوية على المدينة التي تبعد ساعة بالسيارة عن حدودها.

ويشكل حصار خاركيف أحد المحاور الرئيسية للعملية العسكرية الروسية، التي استغلت تضاؤل إمدادات المدفعية والدفاع الجوي في أوكرانيا، فضلا عن النقص في القوى البشرية، بحسب بلومبرغ.

ضمن بند "مواجهة الصين الشيوعية" في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، جاءت 8.12 مليارات دولار يخصص جزء لتايوان التي تعدها بكين جزء لا يتجزأ من أراضيها.

وتنقسم المليارات الثمانية بحسب أسوشيتد برس كالآتي:

• ٣.٣ مليارات دولار للبنية التحتية المرتبطة بالغواصات وتطويرها.
• ١.٩ مليار دولار لتجديد الأسلحة المقدمة لتايوان وحلفائها في المنطقة.
• مليارا دولار لبرنامج التمويل العسكري الأجنبي لتايوان والحلفاء الأميركيين في المنطقة (وكالة أنباء تايوان).

وفي انتقاد واضح، قال مكتب شؤون تايوان التابع للصين إنها تعارض "المحتوى المرتبط بتايوان" في مشروعات القوانين الأميركية، ليحثّ واشنطن على الوفاء بالتزامها بعدم دعم "استقلال تايوان" بإجراءات ملموسة، والتوقف عن تسليحها بأي شكل من الأشكال.

وفي مكتبها الذي تودعه قريبا، أعربت رئيسة تايوان تساي إنغ وين عن سعادتها بهذه المساعدات، ويتصادف الأمر مع حضور عدد من المشرعين الأميركيين الذين ذهبوا إلى تايبيه لدعمها، بحسب رويترز.

وقال دان كيلدي عضو الكونغرس الذي يزور تايوان إن هذه "دليل ملموس على أنه عندما يتعلق الأمر بحاجة تايوان للدفاع عن نفسها ضد أي عدوان، فإن الولايات المتحدة ستكون حاضرة"، بحسب وكالة أنباء تايوان.