"دولة الـ67".. كيف تغيّرت قناعات حماس بالحدود؟

كان مؤسس حماس أحمد ياسين ناشطا دعويا ومؤسسا للجمعية الخيرية الدينية في غزة فترة أواخر السبعينيات، وهي التي كانت فرعا لجماعة الإخوان المسلمين.

بعد تأسيس حماس أعلنت أنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين، وقالت إنها تريد "تأسيس دولة إسلامية في فلسطين" على حد بيان إعلانها آنذاك.

مع الوقت أسست حماس جناحها المسلح الذي يعمل على "مقاومة المحتل في كل فلسطين" على حد وصفها، ولم تعترف الحركة بإسرائيل كدولة، وتعتبر وجودها غير شرعي في كل فتراتها.

في وثيقة المبادئ والسياسات العامة لحماس، تعتبر الحركة "مقاومة إسرائيل واجبا دينيا ووطنيا"، وأن كل الأمور الآتية باطلة:

• وعد بلفور الصادر عام 1917، الذي وعد اليهود بإقامة "وطن قومي" لهم في فلسطين.

• قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة عام 1947، الذي نص على تقسيم أراضي فلسطين إلى دولة عربية وأخرى لليهود.

• تأسيس إسرائيل عام 1948، الذي جاء إبان النكبة الفلسطينية.

في 1991 أسست حماس ذراعها العسكرية "كتائب القسام"، لكن أعضاء الحركة كانوا نشيطين عسكريا قبل ذلك، إذ سبق أن أسس القيادي صلاح شحادة مجموعة "المجاهدون الفلسطينيون" قبل تأسيس حماس أصلا في 1984.

في 1993 وقّعت منظمة التحرير الفلسطينية اتفاقا، وبموجبه اعترفت القيادة في فلسطين وعلى رأسها ياسر عرفات بحق إسرائيل كدولة في الوجود، وبالمقابل اعترفت تل أبيب بمنظمة التحرير ممثلا شرعيا ووحيدا للشعب الفلسطيني.

في وثيقة مبادئها تؤكد حماس أن "اتفاقات أوسلو وملحقاتها تخالف قواعد القانون الدولي الآمرة، من حيث إنها رتبت التزامات تخالف حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، ولذلك فإن الحركة ترفض هذه الاتفاقات، وما ترتّب عليها من التزامات تضر بمصالح شعبنا، خاصة التنسيق (التعاون) الأمني"، حسبما ورد في الوثيقة.

في تلك الفترة ظهر الخلاف بين السلطة الفلسطينية التي تأسست في 1994 بعد اتفاق أوسلو وبين حركة حماس التي ظلت تعتبر حدود فلسطين "من البحر إلى النهر".

كانت حماس تقول في ميثاقها، إنها "جناح من أجنحة الإخوان المسلمين في فلسطين"، لكن في 2017 حُذفت هذه المادة من الميثاق، وأعلنت حماس أنها ليست جزءا منها. وقال خالد مشعل وقتها، إن الحركة "تنتمي فكريا للمدرسة الإخوانية لكنها تنظيم فلسطيني مستقل بذاته".

في السنة ذاتها قالت حماس، إنها تعتبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس، على حدود 1967 مع عودة اللاجئين والنازحين إلى منازلهم التي أُخرجوا منها، هي صيغة توافقية وطنية مشتركة، لكن لم تتبناها كرؤية للحركة.

وفي 25 أبريل 2024 تبنى الحية في تصريحاته عدم ممانعة حل الدولتين، وأبدى استعداد الحركة للتخلي عن سلاحها مقابل إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.