"أزمة القميص".. ماذا يقول الخبراء عن "تصنيف الخريطة"؟

ينص البند 5 من المادة 4 من قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم في نسخته لعام 2023-2024 على ما يلي:

"يجب ألا تحتوي المعدات الرياضية على أي شعارات أو تصريحات أو صور سياسية أو دينية أو شخصية. يجب على اللاعبين ألا يكشفوا عن ملابس داخلية تظهر شعارات أو تصريحات أو صور أو إعلانات سياسية أو دينية أو شخصية، باستثناء شعار الشركة المُصنّعة (...)".

قانون الفيفا، لا يعتبر الخرائط رموزا سياسية ينبغي حظرها، لكن البعض قد يعتبر أنّ الخرائط تنضوي ضمن مسمى "الشعارات" أو "الصور" أو ربما حتى "الإعلانات".

هذه التفسيرات المتباينة تعزز ما يذهب إليه قانون الفيفا نفسه، وهو صعوبة تحديد ما هو سياسي. يقول قانون الفيفا:

"بينما يمكن تعريف ما هو "ديني" و"شخصي" بسهولة نسبيا، يعتبر مصطلح "سياسي" أقل وضوحا.

لكن لا يُسمح بالشعارات أو البيانات أو الصور المتعلقة بـ:

• أي شخص، أو أشخاص، سواء كان حيا أو ميتا.
• أي حزب أو منظمة أو مجموعة سياسية محلية أو إقليمية أو وطنية أو دولية.
• أي حكومة محلية أو إقليمية أو وطنية أو أي من إداراتها أو مكاتبها أو وظائفها.
• أي منظمة تمييزية، أي منظمة قد تسيء أهدافها أو أنشطتها إلى عدد ملحوظ من الأشخاص، أو أي نشاط سياسي محدد.

يعتبر الخبير الرياضي المغربي، الدكتور منصف اليازغي، في مقابلة مع بلينكس أنه بغض النظر عن التفسير الممكن لقانون الفيفا، فإن القانون نفسه لا ينطبق سوى على المنافسات التي تجري تحت إشراف الفيفا والتصفيات الخاصة بها، وأن البحث في الخلافات الأخرى يبقى من صلاحيات الاتحادات القارية لكرة القدم.

يقول اليازغي إنّ "الفيفا تعمدت ترك المجال للاتحادات القارية في المنافسات مثل كأس أفريقيا، كأس عصبة الأبطال الأفريقية وكأس الكاف. هذه المنافسات لا تدخل تحت إطار هذا البند. وهذا الأمر محسوم ونفس الأمر ينطبق على أوروبا".

ويشير اليازغي إلى أن الفيفا والاتحادات القارية لا تعتبر الخرائط رموزا سياسية لأنها مرتبطة بجانب "هوياتي، فيه اعتزاز بالبلد. هناك دول حظيت باعتراف الفيفا قبل أن تحظى باعتراف الأمم المتحدة"، مثل فلسطين، التي اعترفت بها "الفيفا" في العام 1998 رغم أنها لا تزال غير معترف بها من قبل الأمم المتحدة.

هناك "دول" أخرى غير عضوة في الأمم المتحدة لكنها في الفيفا ولديها منتخبات وطنية مثل: كوسوفو، اسكتلندا، ويلز، إنكلترا، جزر كايمان، بورتوريكو، إيرلندا الشمالية، وغيرها.

في المقابل، يشير الدكتور ألكس كانت، أستاذ علم الخرائط والجغرافيا في جامعة كانتربري البريطانية، إلى أنّ الخرائط تعتبر رموزا سياسية وينبغي على الفيفا تحييدها في الرياضة.

ويقول، ألكس كانت، في تصريحات لـبينكس، إنّ "جميع الخرائط عبارة عن رموز، فهي تمثيلات انتقائية، رغم أن خرائط الخطوط العريضة الوطنية هي رموز للهوية الوطنية، إلا أنها تحمل أيضا دلالات سياسية".

وأضاف قائلا "وجهة نظري الخاصة، هي أنه إذا كان الهدف هو إبقاء كرة القدم محايدة سياسيا، فلا مكان للخرائط على معدات كرة القدم إلا إذا كانت تشكل جزءا لا يتجزأ من شارة المنتخب الوطني أو العلم الرسمي للبلاد".

• غضب روسيا من خريطة "القرم" في قميص أوكرانيا

قبل انطلاق بطولة أمم أوروبا 2020، كشفت أوكرانيا عن قميص منتخبها لكرة القدم يحمل خريطة تشمل شبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا عام 2014، وعلى ظهر القميص عبارة "المجد لأوكرانيا. المجد للأبطال"، وهي عبارة سياسية يرددها الأوكرانيون المعادون لروسيا.

أثار الشعار والخريطة حفيظة روسيا، التي تقدمت بشكوى لدى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، اليويفا، التي أصدرت قرارا يأمر أوكرانيا بإزالة الشعار والإبقاء على الخريطة.

• غضب رومانيا من خريطة "المجر العظمى"

في مارس، ذكرت وسائل إعلام مجرية أن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم سمح للمجر بإظهار خرائط "المجر العظمى" في الملاعب، ما أثار غضب رومانيا، حيث أنّ تلك الخريطة تضم أراضي رومانيا ودول أخرى من بينها النمسا وسلوفاكيا وكرواتيا، ومناطق في صربيا وأوكرانيا.

• غضب أرجنتيني من إخفاء خريطة جرز "الفوكلاند"

خلال إحدى مباريات "كأس العالم تحت 20" الذي أقيم في الأرجنتين عام 2023، قامت الفيفا بوضع شعارها على خريطة لجزر الفوكلاند في الملعب بغرض إخفائها.

غير أنّ الأرجنتين كانت حريصة على إظهار خريطة الجزر المتنازع عليها مع بريطانيا، وقدّمت احتجاجا لدى الفيفا، التي تجاوبت بسرعة وأزالت شعارها. لكن ذلك أثار غضب السلطات البريطانية في الجزر.