التنين الصيني يتمرد على أميركا المنهكة

في مقاله بصحيفة واشنطن بوست استند، ديفيد اغناطيوس، إلى تقرير راند الذي أكد أن التعافي من التدهور الوطني الكبير طويل الأمد أمر نادر ويصعب اكتشافه في السجل التاريخي"، كما حدث في روما، أو إسبانيا هابسبورغ، أو الإمبراطوريتين العثمانية والنمساوية المجرية، أو الاتحاد السوفييتي، مؤكدين أنه عندما تنزلق القوى العظمى من موقع التفوق أو القيادة بسبب عوامل داخلية، فإنها نادرا ما تقدر على مقاومته.

محللو راند أرجعوا انهيار الإمبراطورية العظمى إلى عوامل عدة، وهي:

• الإدمان على الترف والانحطاط.
• الفشل في مواكبة المتطلبات التكنولوجية.
• البيروقراطية المتحجرة.
• فقدان الفضيلة المدنية.
• التمدد العسكري المفرط.
• النخب الأنانية والمتحاربة.
• الممارسات البيئية غير المستدامة.

ويطرح المحللون سؤالا في نهاية التقرير بعنوان: "هل يبدو هذا مثل أي بلد تعرفه؟".

طرح تقرير راند سؤالا جوهريا قام عليه التحليل، وهو، ما الذي أدى إلى التراجع النسبي في مكانة الولايات المتحدة؟

الفصل الافتتاحي شرح مشكلة الولايات المتحدة ولخصها في تهديدات من الداخل تتمثل في الآتي:

• تباطؤ نمو الإنتاجية.
• الشيخوخة السكانية.
• النظام السياسي المستقطب.
• وبيئة المعلومات الفاسدة على نحو متزايد.

وتهديدات من الخارج تتمثل في الآتي:

• ارتفاع حجم الاستثمارات المباشرة.
• التحدي الذي تمثله الصين.
• تراجع احترام العشرات من الدول النامية لقوة الولايات المتحدة.

التخوف الملحوظ في آراء المحللين الأميركيين يرتبط ارتباطا وثيقا بنجاح الصين وظهورها كقوة عظمى تهدد العرش الأميركي.

مجلة فورن بولسي الأميركية الشهيرة لفتت إلى قوة الصين التي تواجه العديد من التحديات خلال السنوات الأخيرة، بما في ذلك ركود سوق الإسكان، والقيود التي تفرضها الولايات المتحدة على القدرة على الوصول إلى بعض التكنولوجيات المتقدمة، وتقلص عدد السكان في سن العمل، لكن الصين تغلبت على تحديات أكبر عندما بدأت السير على طريق الإصلاح الاقتصادي في أواخر السبعينيات، ورغم تباطؤ نموها في السنوات الأخيرة، فمن المرجح أن تتوسع الصين بمعدل ضعف معدل الولايات المتحدة في السنوات المقبلة.

المجلة الشهيرة استندت إلى معلومات تشير إلى أنه بحلول عام 2023، كان الناتج المحلي الإجمالي للصين أكبر بنسبة 20% مما كان عليه في عام 2019، عشية الوباء العالمي، في حين كان الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة أكبر بنسبة 8% فقط.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ترتفع الأسعار الصينية هذا العام، وهو ما من شأنه أن يعزز الناتج المحلي الإجمالي الصيني. ويكاد يكون من المؤكد أن ناتجها المحلي الإجمالي مقاسا بالدولار الأميركي سوف يستأنف التقارب نحو نظيره في الولايات المتحدة هذا العام، ومن المرجح أن يتجاوزه في غضون عقد من الزمان تقريبا.