حرب المسيرات.. كيف تحرق مليارات الدولارات ببضعة آلاف؟

تتنوع الطائرات المسيرة التي تستخدم عسكرياً، فبعضها يُكلف ألفي دولار فقط، وتحمل أسلحة خفيفة، وكاميرات استطلاع، وهناك أيضا البعض الذي تساوي قيمة وزنه ذهبا.

الأجواء الأوكرانية شهدت الكثير من الطائرات الروسية المسيرة خلال الحرب الدائرة بين البلدين، وكانت الطائرة الإيرانية شاهد 136، ضمن أكثر المسيرات التي نفذت عمليات هناك، إذ يمكنها حمل ما بين 20 و40 كيلوغراما من المتفجرات.

وتعتمد روسيا على الطائرات المسيرة الإيرانية التي يجري إنتاجها محليا، بالاستفادة من أحدث التكنولوجيا العالمية، وهو الأمر الذي دفع الولايات المتحدة إلى توقيع عقوبات على طهران للحد من تقدم هذه الصناعة الإيرانية، خاصة بعد الهجوم الأخير على إسرائيل.

ونفذت طائرات "شاهد 101" و"شاهد 131" الإيرانية المسيرة هجمات على مواقع أميركية منذ أسابيع، ويُعتقد أنها ضمن ترسانة أسلحة جماعة حزب الله المدعومة من طهران في الوقت الحالي، وهي رخيصة الثمن، يُقدر سعرها بنحو 20 ألف دولار فقط، ويصل مداها إلى 700 كيلومتر.

أعلنت نائبة وزير الدفاع الأميركي، كاثلين هيكس، خطة تطوير سلاح الطائرات المسيرة في جيش بلادها، وصناعة العديد من الطائرات رخيصة الثمن، والعمل على إعداد تكنولوجيا متطورة من مسيرات عملاقة بتكلفة مرتفعة.

وأصبحت الطائرات الصغيرة التي تكلف فقط 400 دولار قادرة على تنفيذ مهام انتحارية بتدمير دبابات وأهداف ثابتة، بالإضافة إلى المسيرات منخفضة التكلفة المنتشرة بعشرات الآلاف بين روسيا وأوكرانيا، التي تكلف ألفي دولار فقط.

وصنعت أميركا طائرة Skydio 2 منخفضة التكلفة، لكنها شديدة الذكاء، نظرا إلى تزويدها بأحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، ليصل سعرها إلى 999 دولارا فقط، كما تزود أوكرانيا بآلاف المسيرات منخفضة الثمن.

وتصل تكلفة بعض المسيرات المتطورة إلى أكثر من مليوني دولار، ما يساوي وزنها ذهبا خالصا، لكن يجري العمل في الوقت الحالي على خفض التكلفة، لجعلها أكثر قابلية للانتشار.

وأعلنت المملكة المتحدة، برنامجا لتطوير الطائرات العسكرية دون طيار، وخصصت مبلغ 5.7 مليار دولار، لصناعة طائرات مسيرة بتسليح ثقيل وبتكنولوجيا متقدمة.

وتسعى المملكة المتحدة لتكون رائدة صناعة الطائرات المسيرة في العالم، بعد أن شاهد العالم الدور الكبير الذي تقدمه المسيرات في المعارك الحديثة، وتجعلها متعددة الاستخدامات.

وتهدف المملكة المتحدة إلى تطويع الطائرات الجديدة، لإزالة الألغام البحرية دون وجود فرصة لخسائر بشرية، وجعلها مصممة للهجوم العسكري المباشر، ورفع المعدات الثقيلة، والاستطلاع والمراقبة بدقة.

تكبد الطائرات المسيرة منخفضة التكاليف، الأنظمة الدفاعية للدول التي تتعرض لهجمات مليارات الدولارات، في حين تنفق الدول والمنظمات المهاجمة بضعة آلاف فقط.

وفي الهجمات الإيرانية الأخيرة على إسرائيل، استُخدم صاروخ بقيمة 3.5 مليون دولار، من أجل ضرب المسيرات المحملة بالأسلحة والمتفجرات في الهواء.

ووصلت تكلفة التصدي لأكثر من 300 مسيرة إيرانية، نحو مليار دولار أميركي، تكبدتها إسرائيل وحلفاؤها الذين ساعدوا في إحباط الهجمة الإيرانية، السبت الماضي.

ونشر موقع "بوليتيكو" الأميركي تقريرا عن تكلفة الدفاع الجوي الباهظة أمام المسيرات، لتتوصل إلى أن مسيرة ثمنها 2000 دولار، قد تحتاج إلى صاروخ بقيمة مليوني دولار للتصدي لها.

وكشفت البحرية الأميركية، في بيان لها، عن إنفاق مليار دولار أخرى على أنظمة الدفاع في منطقة البحر الأحمر، للتصدي لهجمات الحوثيين خلال الأسابيع الماضية.

وتستخدم البحرية الأميركية صواريخ باهظة الثمن، تصل قيمة بعضها إلى 2.1 مليون دولار، وتُطلق ضد مسيرات الحوثي منخفضة الكُلفة، ما جعل الولايات المتحدة تشعر بقلق إزاء هذه المعادلة الصعبة.

وتحمل المدمرة الأميركية "USS Carney" في البحر الأحمر صاروخ "SM-6" الذي يمكنه استهداف السفن الأخرى والصواريخ الباليستية المرتفعة والطائرات المسيرة، وتبلغ تكلفته 4 ملايين دولار.