معلمة ورجل أعمال و10 Anonymous يقررون مصير ترمب

على منصة المحلفين، يجلس اليوم الثلاثاء 12 شخصا اختيروا بعناية، من أبناء مدينة نيويورك.

ما نعرفه عن هؤلاء الذين سوف يقررون مصير ترمب محدود للغاية، فقد أصدر القاضي خوان ميرشان، قرارا بعدم الكشف عن هويتهم حفاظا على سلامتهم، كما طلب لاحقا من المراسلين التوقف عن مشاركة أوصافهم الجسدية، أو تحديد أماكن عملهم.

لكن ما نعرفه، أن المنصة يوم الإثنين ضمت 7 رجال و5 نساء، اختيروا بعد سلسلة من المقابلات خلال الأسبوع الماضي، مع عشرات المحلفين المحتملين.

أجرى تلك المقابلات المدعون العامون، وكذلك فريق الدفاع، وتضمنت أسئلة بشأن تبرعات المحلفين السياسية وتعليمهم وعاداتهم الإعلامية، وكذلك بالطبع سؤال ما إذا كانوا حضروا من قبل مسيرة مؤيدة أو مناهضة لترمب، بحسب وكالة فرانس برس.

المجموعة التي استقرت على المنصة متنوعة، فمن بينهم شخص يعمل في الدعاية، وآخر محام، ومتخصصة في العلاج الطبيعي، ومتخصصة في التخاطب، بالإضافة إلى معلمة ومصرفي، ورجل أعمال، وأشخاص متقاعدون، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال.

بعض هؤلاء المحلفين أعلنوا بوضوح أنهم سمعوا عن عدد من قضايا الرئيس ترمب الجنائية، وقال أحدهم رغم ذلك، إنه لم يكوّن رأيا بشأنه.

وقال محلف آخر، إن لديه آراء سياسية بشأن فترة ترمب الرئاسية، فقد اتفق مع بعض سياساته واختلف مع الآخر، لكنه أكد في الوقت ذاته أنه لم يكوّن آراء بشأن "شخصية ترمب"، وذلك حسبما ورد في تقرير لصحيفة نيويورك تايمز.

وقالت مُحلفة أخرى، إنها لا تهتم بالأخبار، إلا أنها تعرف أن الرئيس ترمب يقول رأيه بصراحة وأضافت: "أفضّل تلك الخصلة في أحدهم، بدلا من أن يكون الشخص في منصب ولا نعرف ما الذي يفعله في الكواليس".

من وجهة نظر بعض المحلفين المستبعدين، لم تكن عملية الاختيار سهلة على الإطلاق، وإنما تضمنت ممارسة ضغوط عليهم.

وتحدثت صحيفة نيويورك تايمز مع اثنين من المحلفين الذين استبعدوا، وهما رجل وامرأة، عن تجربتهما في قاعة المحكمة إبان فترة اختيار المحلفين، واستجوابهما من قبل فرق الادعاء والدفاع.

فعلى سبيل المثال وصفت المرأة أجواء قاعة المحكمة بأشبه ما يكون بـ"مطاردة ساحرات"، لمحاولة اجتثاث هؤلاء المتعاطفين مع الديمقراطيين.

على الجهة الأخرى بدا وكأن ترمب أكثر أريحية، إذ وقف مع فريقه ولوّح لمجموعة من المحلفين المحتملين، السلوك الذي وصفته المرأة بأقرب ما يكون إلى مرشح في أثناء حملة انتخابية، لا متهم في محكمة.

أما الرجل فقد أدرك خلال فقرة الاختيار أن فريق ترمب يعرف عنه أكثر مما هو متوقع، إذ استدعى الفريق منشورا كان قد شاركه منذ مدة على إحدى منصات التواصل الاجتماعي، وانتقد فيه ترمب.

وبينما اعتقد الرجل أن المنشور تسبب في نجاح فريق ترمب في استبعاده، ظل المحلف المستبعد يعتقد أن آراءه ليس لها تأثير في قدرته في الحكم على الأدلة.

بعد المرافعات الافتتاحية، كان على الرجال والنساء الـ ١٢ الاستماع للشاهد الأول في القضية. وهو مالك صحيفة تابلويد سبعيني، ربطته علاقة وثيقة بترمب في مرحلة من المراحل.

وبعد الإدلاء بالقسم، قال مالك "ذي ناشيونال إنكوايرر" السابق، ديفيد بيكر، أنه أصبح يقابل دونالد ترمب بتواتر أكبر بعد إعلان الأخير الترشح للانتخابات في العام ٢٠١٥، حسبما نقلت وكالة فرانس برس.

وخلال اجتماع بترمب ومحاميه الشخصي في ذلك الوقت مايكل كوهين، في أغسطس من العام ٢٠١٥، سأل الرجلان، بيكر، عما يمكنه فعله لمساعدة حملة ترمب.

وقال الصحفي من على منصة الشهود: "قلت لهما إنني سأنشر مقالات إيجابية عن ترامب ومقالات سلبية عن خصومه".

ووعد بيكر حينها أنه سيكون "عيونا وآذانا" لرصد أي فضيحة على وشك الظهور بخصوص ترمب، وخصوصا من "نساء يحاولن بيع قصتهن".

وشهادة بيكر حاسمة للادعاء الذي يسعى إلى إدانة ترمب بإدراج أموال دُفعت لممثلة إباحية تحت بند "رسوم قانونية".

بعيدا عن الوجه الباسم الذي يلوّح للمحلفين المحتملين، تلك المحاكمة سوف تضع الرئيس السابق دونالد ترمب في أزمة، إذ سيضطر إلى الابتعاد عن حملته الانتخابية 4 أيام في الأسبوع لحضور المحاكمة، لمدة قد تصل إلى 8 أسابيع، في حين يتمتع الرئيس جو بايدن بالحرية الكاملة في أنشطته الانتخابية، بل ومهاجمة ترمب من حين إلى آخر.

وقال المدعي العام السابق، بينيت غيرشمان، لوكالة فرانس برس: "سنستمع يوميا إلى شهادة من شأنها أن تلحق الضرر بترمب".

إلى جانب شهادات الشهود، والوقت المستقطع من حملته الانتخابية، يواجه ترمب مشكلات أخرى بسبب المحاكمة، فمثلا عُقدت الثلاثاء الفائت، جلسة استماع، ليقرر القاضي خوان ميرشان، ما إذا كان ترمب ازدرى المحكمة بطريقة تصرفه في أثناء عملية اختيار أعضاء هيئة المحلفين.

وقد تصل عقوبة ترمب في هذا الصدد إلى السجن، وكان الرئيس السابق قد قال: "لن أتعرض للترهيب من أي من المحلفين في قاعة المحكمة هذه".

وبالرغم من أن القاضي لم يُصدر قراره بشكل فوري، إلا أنه دخل في سجال مع محامي ترمب، تود بلانش، وقال له أنه "يفقد مصداقيته أمام المحكمة"، ولم يقدم أي حقائق، حسب صحيفة نيويورك تايمز.