وثائق لبلينكس تكشف محاولة داعش "النصب" على سعوديين

ﺣﺬرت ﺗﻘﺎرﯾﺮ ﺳﻌﻮدﯾﺔ، في أكثر من مناسبة، ﻣﻦ ﺧﻄﻮرة ﻋﻤﻠﯿﺎت اﻻﺣﺘﯿﺎل اﻟﺘﻲ ﺗﮭﺪف إلى سرقة اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ واﺧﺘﺮاق اﻟﺤﺴﺎﺑﺎت. وذﻛﺮت من بينها اﻟﺮﺳﺎﺋﻞ اﻟﻨﺼﯿﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺤﻞ ﺻﻔﺔ اﻟﺒﻨﻚ واﻟﺘﻲ ﺗﻄﻠﺐ ﺑﯿﺎﻧﺎت ﻣﺤﺪدة، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إلى ﺮﺳﺎﺋﻞ "WhatsApp" اﻷﻛﺜﺮ ﺷﯿﻮﻋﺎ بوصفها طﺮﯾﻘﺔ ﻏﯿﺮ ﻣﻜﻠﻔﺔ.

وﺗﺰاﯾﺪت ﺣﺎﻻت اﻻﺣﺘﯿﺎل ﺑﺄﺳﺎﻟﯿﺐ ﻣﻘﻨﻌﺔ ﻻﺳﺘﺪراج اﻟﻀﺤﯿﺔ ﺗﺤﺖ أي ذرﯾﻌﺔ، وﻋﺒﺮ رواﺑﻂ ﻣﺰﯾﻔﺔ ﻟﻺﻓﺼﺎح ﻋﻦ ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺷﺨﺼﯿﺔ أو ﻣﺼﺮﻓﯿﺔ ﺗﺴﺘﮭﺪف اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ أﻣﻮال اﻟﻀﺤﯿﺔ، وﻓﻘﺎ ﻟﺘﻘﺎرﯾﺮ ﺳﻌﻮدﯾﺔ.

وﻓﻲ ﻋﺎم 2022 اﺗﺨﺬت اﻟﺒﻨﻮك اﻟﺴﻌﻮدﯾﺔ ﺳﻠﺴﻠﺔ إجراءات ﺑﺎﻟﺘﺰاﻣﻦ ﻣﻊ اﻧﺘﺸﺎر ظﺎھﺮة اﻻﺣﺘﯿﺎل اﻟﻤﺎﻟﻲ ﺑﻌﺪة طﺮق وأﺷﻜﺎل، ﺧﺼﻮﺻﺎ ﺳﺮﻗﺔ اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻟﻤﺼﺮﻓﯿﺔ واﻟﻤﺎﻟﯿﺔ، وﺗﺮﻛﯿﺰھﺎ ﻋﻠﻰ اﺳﺘﮭﺪاف اﻟﺒﯿﺎﻧﺎت اﻟﺸﺨﺼﯿﺔ ﻟﻠﻤﺴﺘﺨﺪﻣﯿﻦ.

وأطلقت ﻋﺪة ﺟﮭﺎت ﺑﻨﻜﯿﺔ وﺗﻘﻨﯿﺔ وأﻣﻨﯿﺔ ﺳﻌﻮدﯾﺔ ﺣﻤﻠﺔ، ﻟﺘﻮﻋﯿﺔ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﯿﻦ ﻋﺒﺮ ﻋﺪد ﻣﻦ اﻟﺤﻤﻼت اﻟﻤﺠﺘﻤﻌﯿّﺔ واﻟﻤﺒﺎدرات، ﺑﻀﺮورة اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺼﻮﺻﯿﺔ ﺑﯿﺎﻧﺎﺗﮭﻢ ﺑﺎﺳﻢ ﻣﺒﺎدرة "ﺧﻠﻚ ﺣﺮﯾﺺ".

ﻓﻲ وﺛﯿﻘﺔ أﺧﺮى ﺣﺼﻠﺖ ﻋﻠﯿﮭﺎ "ﺑﻠﯿﻨﻜﺲ" ﯾﺘﺤﺪث ﺗﻨﻈﯿﻢ داﻋﺶ ﻋﻦ طﺮﯾﻘﺔ أﺧﺬ اﻷﻣﻮال ﻣﻦ اﻟﺘﺠﺎر، ورﺟﺎل اﻷﻋﻤﺎل ﻟﺪﻋﻢ ﻧﺸﺎطه ﻓﻲ اﻟﺒﻼد.

وﺗﺬﻛﺮ اﻟﻮﺛﯿﻘﺔ اﻟﻤﻮﺟﮭﺔ إلى زﻋﯿﻢ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﻓﻲ اﻟﯿﻤﻦ واﻟﻤﺆرﺧﺔ ﻓﻲ ﻓﺒﺮاﯾﺮ 2018، أن اﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻊ اﻟﻀﺤﺎﯾﺎ ﯾﻜﻮن ﺑﺎﻻﺗﺼﺎل ﺣﺼﺮا، ﺑﻌﺪ ﺟﻤﻊ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻨﮭﻢ، ﻣﺎ ﯾﺴﻤﺢ ﺑﺎﺳﺘﮭﺪاﻓﮭﻢ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺮﻓﺾ.

ﯾﺤﺮص اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﻋﻠﻰ أن ﯾﻜﻮن اﻟﮭﺎﺗﻒ اﻟﻤﺴﺘﺨﺪم ﻟﻼﺗﺼﺎل ﺑﺎﻟﺘﺠﺎر ﻣﻦ ﻧﻮع ﻧﻮﻛﯿﺎ "اﻟﻘﺪﯾﻢ"، ﻟﺨﻠﻮه ﻣﻦ ﻣﯿﺰات "GPS" و"Wifi"، ﻛﻤﺎ ﯾﺸﺪد ﻋﻠﻰ ﺿﺮورة إﺧﺮاج اﻟﺸﺮﯾﺤﺔ واﻟﺒﻄﺎرﯾﺔ ﻣﻦ اﻟﮭﺎﺗﻒ ﻋﻘﺐ اﻻﺗﺼﺎل ﻣﻨﻌﺎ ﻟﻠﺘﺘﺒﻊ.

وﺗﺆﻛﺪ اﻟﻮﺛﯿﻘﺔ تسلم اﻷﻣﻮال ﺑﺎﻟﺪوﻻر وﻓﻲ أﻣﺎﻛﻦ ﻋﺎﻣﺔ ﺗﺴﮭﻞ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ اﻟﻀﺤﯿﺔ وﻣﻌﺮﻓﺔ إن ﻛﺎﻧﺖ اﻟﻌﻤﻠﯿﺔ ﻛﻤﯿﻨﺎ ﻟﻠﺘﻨﻈﯿﻢ ﻣﻦ ﻋﺪمه.

ﺗﺴﺮد اﻟﻮﺛﯿﻘﺔ ﻋﺪة ﻧﻘﺎط، ﺑﮭﺪف اﻟﺤﻔﺎظ ﻋﻠﻰ "هيبة اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ"، ﻓﻤﺜﻼ ﺗﻤﻨﻊ اﻟﻤﺘﺼﻞ ﻣﻦ اﻟﺘﻠﻔﻆ ﺑﺄﻟﻔﺎظ ﻧﺎﺑﯿﺔ وﺑﺬﯾﺌﺔ، ﻛﻤﺎ ﺗﺤﺮص ﻋﻠﻰ ﻋﺪم اﻻﺗﺼﺎل ﺑﺄي ﺷﺨﺺ ﻻ ﯾﻤﻜﻦ ردعه أو ﻗﺘﻠه ﻓﻲ ﺣﺎل ﺗﻮاﺻﻠه ﻣﻊ اﻷﺟﮭﺰة اﻷﻣﻨﯿﺔ.

ﺗﻮﺿﺢ وﺛﯿﻘﺔ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ حاجته اﻟﻤﺎﺳﺔ إلى الأموال ﺑﻌﺪ اﻧﺤﺴﺎر وجوده ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﺳﻮرﯾﺎ وفقدانه ﻟﻤﺼﺎدر اﻟﺘﻤﻮﯾﻞ ﻻ ﺳﯿﻤﺎ آﺑﺎر اﻟﻨﻔﻂ واﻟﻀﺮاﺋﺐ اﻟﺘﻲ ﺑﻘﻲ جزء ﻣﻨﮭﺎ ﻣﻔﺮوضا ﻋﻠﻰ ﺳﻜﺎن ﺑﻌﺾ اﻟﻤﻨﺎطﻖ ﺷﺮﻗﻲ ﺳﻮرﯾﺎ.

وﻛﺎﻧﺖ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﯾﺪﯾﺮ آﺑﺎر اﻟﻨﻔﻂ ﺷﺮﻗﻲ ﺳﻮرﯾﺎ وﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﻣﻨﺎطﻖ اﻟﻌﺮاق، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إلى حصوله على اﻷﻣﻮال ﻋﻦ طﺮﯾﻖ ﺿﺮاﺋﺐ ﺗُﻔﺮض ﺑﺎﺳﻢ "اﻟﺰﻛﺎة"، هذا ﻓﻀﻼ ﻋﻦ إدارته ﻤﺌﺎت اﻟﻜﯿﻠﻮﻣﺘﺮات ﻣﻦ اﻟﻤﺰارع واﻟﻌﺸﺮات ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﻧﻊ واﻟﻤﺴﺘﺸﻔﯿﺎت واﻟﺠﺎﻣﻌﺎت واﻟﺪواﺋﺮ اﻟﺨﺪﻣﯿﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق وﺳﻮرﯾﺎ.

وﺗﺬﻛﺮ ﺗﻘﺎرﯾﺮ اﺳﺘﺨﺒﺎرﯾﺔ أن اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﻛﺎن ﯾﺸﺮف ﻋﻠﻰ إمبراطورية ﻣﺎﻟﯿﺔ، ﺗﺒﺪأ ﻣﻦ اﻟﻤﻮﺻﻞ واﻟﺮﻗﺔ وﻻ ﺗﻨﺘﮭﻲ ﺑﺘﺮﻛﯿﺎ وأدﻏﺎل أﻓﺮﯾﻘﯿﺎ، إذ ﺗﺘﺤﺮك اﻷﻣﻮال ﻋﺒﺮ ﺷﺮﻛﺎت يديرها اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ بأسماء وهمية، ﺳﺒﻖ أن ﻛﺸﻒ اﻟﻌﺪﯾﺪ ﻣﻨﮭﺎ.

وﻓﻘﺪ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﻛﻞ هذه اﻟﻤﻮارد، ﻣﺎ جعله ﯾﻠﺠﺄ إلى مثل هذه اﻟﻌﻤﻠﯿﺎت اﻟﺒﺴﯿﻄﺔ وﻏﯿﺮ اﻟﻤﺠﺪﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ ذاته.

وﻋﻠﻰ ﻏﺮار اﻟﻮﺿﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺮاق ﻗﺒﯿﻞ ﺳﯿﻄﺮة اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﺻﻞ ﺻﯿﻒ 2014، ﯾﻔﺮض اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﺷﺮق ﺳﻮرﯾﺎ إﺗﺎوات ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺮﻛﺎت ﻻ ﺳﯿﻤﺎ ﻣﺰودي ﺧﺪﻣﺔ اﻹﻧﺘﺮﻧﺖ واﻻﺗﺼﺎﻻت واﻟﻜﮭﺮﺑﺎء، ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﻣﺒﺎﻟﻎ ﻣﺎﻟﯿﺔ ﺗُﻔﺮض ﻋﻠﻰ اﻟﺸﺎﺣﻨﺎت، وھﺬا ﺗﻄﻮر ﻻﺣﻘﺎ ﻋﻘﺐ ﺳﯿﻄﺮة اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎطﻖ واﺳﻌﺔ ﻓﻲ اﻟﺒﻠﺪﯾﻦ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺣﻮاﺟﺰه ﺗﺄﺧﺬ اﻷﻣﻮال ﻣﻦ ﺷﺎﺣﻨﺎت اﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺑﻤﺎ يشبه الرﺳﻮم الجمركية.