خطة إسرائيلية من 4 محاور لمنع الاعتراف بـ"دولة فلسطين"

إسرائيل تعتقد أن اعتراف الدول الأوروبية بفلسطين يمكن تقديمه كانتصار معنوي في صراعها مع حركة حماس، وأن يقوي ذلك الاعتراف إصرار الفلسطينيين على الحصول على دولتهم المستقلة.

وتخشى إسرائيل أيضا اتساع رقعة الدول التي تعترف بفلسطين لتضم أيضا النرويج، ولوكسمبورغ، والبرتغال وغيرها من الدول الأوروبية ما قد يصل في نهاية المطاف لاعتراف الولايات المتحدة، نفسها، بفلسطين.

موقع أكسيوس كشف في يناير الماضي أن وزارة الخارجية الأميركية تنظر في خيارات مختلفة للاعتراف بدولة فلسطين بعد انتهاء الحرب.

لذلك، تعد إسرائيل خطة من أربعة محاور لإفساد مسار الاعتراف بفلسطين قبل نضوجه بينما يستمر رئيس الوزراء الإسباني في مساعيه لإقناع دول أوروبية أخرى بالانضمام له في ذلك الاعتراف.

• الخطوة الأولى.. تكثيف الاتصالات

فتح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير الخارجية، إسرائيل كاتس، والوزراء رون، ديرمر، ويوآف غالانت، خطوط اتصال مع نظرائهم في عدد من الدول الأوروبية لوأد خطوات الاعتراف، بحسب القناة 12.

وهنا ينصبّ تركيز إسرائيل على دول مركزية في الاتحاد مثل ألمانيا، وإيطاليا، وفرنسا، وهولندا، والنمسا، والمجر من أجل منع موقف أوروبي موحّد للاعتراف بفلسطين.

• الخطوة الثانية.. جماعات الضغط

تقول القناة في تقريرها إن رئيس الحكومة يستخدم طريقة المناشدات مع إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، والكونغرس، لممارسة الضغط على الدول التي تنوي الاعتراف بفلسطين.

وتمتلك إسرائيل نفوذا كبيرا في الكونغرس الأميركي، يفوق نفوذها على إدارة الرئيس بايدن، وذلك عبر جماعات ضغط مختلفة أبرزها AIPAC التي تقدم دعما لمرشحي الحزبين الديمقراطي والجمهوري المناصرين لإسرائيل.

لذلك يمكن للحكومة الإسرائيلية إقناع الكونغرس باستهداف دول أوروبية بعينها وتهديدها والضغط عليها، لكن التحدي أمام هذا السيناريو يكمن في اعتراف مجموعة كبيرة من الدول الأوروبية، بفلسطين في نفس الوقت، الأمر الذي قد يُعقّد محاولة الكونغرس.

• الخطوة الثالثة.. الضغط الأميركي

تكشف القناة أن جزءا من استراتيجية نتنياهو يعتمد على حث الرئيس بايدن على إصدار بيان رسمي يرفض فيه خطوة الاعتراف بفلسطين، خاصة بعد قيام الولايات المتحدة باستخدام حق الفيتو ضد طلب فلسطين لمجلس الأمن بأن تصبح عضوا كاملا في الأمم المتحدة.

• الخطوة الرابعة.. قائمة سوداء

أما الخطوة الأخيرة والأهم فهي إعداد الحكومة الإسرائيلية قائمة بالدول "المشاكسة" لتحرض عليها منظمات يهودية في الخارج وشركات الـ"هاي تيك" الإسرائيلية والأميركية وكبار رجال الأعمال المناصرين لإسرائيل حول العالم، حسب ما كشف تقرير القناة الإسرائيلية.

بمجرد تسريب خبر عن دراسة وزارة الخارجية الأميركية الاعتراف بفلسطين، حتى سارعت الحكومة الإسرائيلية بأكملها لشن هجوم واسع على تلك الفكرة ووصفها بأنها خطوة لـ"دعم ومكافأة الإرهاب بعد عملية 7 أكتوبر".

نتنياهو لم يكتفِ بتلك الخطوة، بل توجه للكنيست الإسرائيلي لسنّ قانون رمزي يعارض اعتراف الدول الغربية بدولة فلسطينية.

جميع الأحزاب اليمينية في الكنيست صوتت بالإيجاب على القانون بواقع 99 عضوا. وبجانب قوى اليمين؛ صوتت كذلك أحزاب المعارضة من يمين الوسط واليسار، رغم معارضتها نتنياهو ودعوتها سابقا لحل الدولتين.

في المقابل، أعلن 9 أعضاء فقط معارضتهم للقانون، وجميعهم أعضاء في الأحزاب العربية، مثل القائمة العربية الموحدة بقيادة منصور عباس، والحركة العربية للتغيير "تعال" بقيادة الدكتور أحمد الطيبي، والجبهة العربية "هاداش" بقيادة أيمن عودة.

بعد رفض حكومة نتنياهو بشكل رسمي التنازل عن الأراضي المحتلة عام 1967 لصالح إقامة دولة فلسطينية، بقي في إسرائيل رئيس الوزراء السابق يائير لابيد، خليفة نتنياهو المحتمل، السياسي الوحيد الذي أعلن تأييده "سابقا" لحل الدولتين.

لكن لابيد نشر مقالا يوم 28 أبريل في صحيفة هآرتس قال فيه إن إسرائيل يجب أن "توافق بشكل رمزي" على خيار حل الدولتين، لكنها لن تقبل بإنهاء الاحتلال لعقود طويلة مقبلة.

وأضاف لابيد أن إسرائيل لن "تتنازل عن ذرة واحدة من ترابها" وأن إنهاء الانسحاب يجب أن يسبقه تحوّل الفلسطينيين بشكل جوهري لإثبات أنهم أصبحوا "مطيعين مثل السويسريين، ومحبّين للسلام مثل الهولنديين، وهادئين مثل الأستراليين".

خطة لابيد التي أعلنها في مقاله، تتشابه مع خطة سابقة لرئيس الوزراء الأسبق آرئيل شارون، طرحها في العام 2004 عند تقديم خطة الانفصال أحادي الجانب عن غزة.

كبير مستشاري شارون في ذلك الوقت، دوف ويسغلاس، صرح بشكل رسمي، في العام 2004، أن هدف خطة الانسحاب هو "تجميد عملية السلام" ومنع إقامة الدولة الفلسطينية بشكل كامل، وعودة اللاجئين الفلسطينيين.

الخطة الإسرائيلية آنذاك، اعتمدت على انسحاب الجيش من داخل غزة ليفرض عليها حصارا مشددا من خارجها يعزلها عن العالم، ويقطع العمال الفلسطينيين في القطاع عن وظائفهم داخل إسرائيل والضفة الغربية وهو ما تسبب في "أسوأ كساد اقتصادي في التاريخ الحديث" بحسب دراسة للاقتصادية البارزة سارة روي.

وقتها، اعتقدت إسرائيل أن الفلسطينيين إذا نجحوا في تحويل غزة إلى سنغافورة مزدهرة على البحر المتوسط وأثبتوا أنهم محبون للسلام وإسرائيل، على الرغم من الحصار، فإن إسرائيل ستنظر حينها في إنهاء الاحتلال في الضفة.