كيف غيّرت احتجاجات الطلاب الرأي العام الغربي بشأن فلسطين؟

بالإضافة إلى احتجاجات جامعة كولومبيا التي وفرت لطلّاب الدكتور جوريدي فرصة تعليمية فريدة، امتدت المظاهرات إلى السوربون العريقة، ومعهد باريس للدراسات السياسية المرموق.

يقول طالب في جامعة السوربون يدعى لويس مازير "نصبنا الخيام، مثلما حدث في العديد من الجامعات الأميركية، ونبذل ما في وسعنا كي نرفع مستوى الوعي بشأن ما يحدث في فلسطين والإبادة الجماعية المستمرة في غزة"، وفقا لرويترز.

وأغلقت السوربون، وهي إحدى أقدم الجامعات في العالم، مبانيها طوال يوم الإثنين، 29 أبريل، بسبب الاحتجاجات الطلابية.

ومن معهد باريس للدراسات السياسية، يروي هشام، 22 عاما، طالب الماجستير في حقوق الإنسان والدراسات الإنسانية لوكالة رويترز: "حين نرى ما يحدث في الولايات المتحدة والآن في أستراليا نأمل حقا أن ينتشر ذلك هنا في فرنسا فالعالم الأكاديمي لديه دورا ليلعبه".

من جهتها، تشرح زوي طالبة الماجستير في الإدارة العامة، 20 عاما: "نأمل أن ينتشر ذلك إلى كل الجامعات وخارجها، لن نستسلم حتى تنتهي الإبادة الجماعية في غزة".

وبسبب احتدام الاشتباكات بين الشرطة والطلاب، دعا العديد من السياسيين الفرنسيين، منهم ماتيلد بانو رئيسة الكتلة النيابية لحزب "فرنسا الأبية" في الجمعية الوطنية، أنصارهم للانضمام إلى احتجاجات السوربون.

يرى أستاذ التاريخ والدراسات الاجتماعية بجامعة نيويورك، روبرت كوهين، أن الاحتجاجات الطلابية التي تشهدها الولايات المتحدة بمثابة وسيلة تعكس مدى انزعاج الطلاب من الحرب الإسرائيلية على غزة.

أما بالنسبة للمعلق السياسي مات ليتل، فإنه يرى أن الاحتجاجات والإضرابات المدرسية كانت دائما "حافزا للتغيير"، سواء من أجل قضايا سياسية أو اجتماعية أو مناخية، حسب ما نقلت عنه صحيفة هيرالد تايمز.

بالرجوع إلى التاريخ وتقييم مدى نجاعة الاحتجاجات في إحداث التغيير، يوضح ستيفن مينتز، أستاذ التاريخ بجامعة تكساس، أن "التظاهرات الطلابية قد لا تحدث تغييرا مباشرا، لكنها قد تمهد له بطرق أخرى".

واستدل مينتز باحتجاجات الطلاب الأميركيين خلال حرب فيتنام التي لم تنهِ الحرب أو التجنيد الإجباري بشكل مباشر، لكنها ساعدت في تغيير الرأي العام الذي وافق على نفس المطالب بعد فترة.

فيما يلي بعض أبرز الاحتجاجات الطلابية في التاريخ الأميركي:

جامعة كاليفورنيا بيركلي

في عام 1964، احتج طلاب جامعة كاليفورنيا بيركلي على القيود التي فرضتها الجامعة على الأنشطة السياسية وحرية التعبير في الحرم الجامعي، وفقا لموقع الجامعة الرسمي. وبعد اعتصامات ومظاهرات صغيرة تصاعدت إلى احتجاجات أوسع نطاقا، ألغت الجامعة السياسات التي من شأنها تقييد محتوى حرية التعبير.

جامعة كينت

خلال حرب فيتنام، شهدت العديد من الجامعات الأميركية احتجاجات كان أهمها بجامعة كينت بولاية أوهايو. بعد يومين من التظاهر، أطلق الحرس الوطني النار على المتظاهرين المناهضين للحرب والمارة أسفر عن مقتل 4 شبان وإصابة آخرين بسبب أعمال العنف التي ارتكبوها.

كلية ولاية جاكسون

بعد أيام من إطلاق النار في جامعة كينت، فتحت الشرطة النار على سكن جامعي في كلية ولاية جاكسون بولاية ميسيسيبي، وهي مدرسة تضم أغلبية من الطلاب السود.

كان الطلاب السود يحتجون على نظام التفرقة العنصري، بما في ذلك الطريقة التي يعاملون بها من قبل السائقين البيض الذين يقودون سياراتهم بسرعة في الحرم الجامعي، وفقا للجامعة. وصلت الشرطة إلى مكان الحادث وأطلقت مئات الرصاصات على بناية أسفرت عن مقتل طالبين، وإصابة 12 آخرين.

جامعة كولومبيا

في الثمانينيات من القرن الماضي، أراد الطلاب في جميع أنحاء الولايات المتحدة أن تقطع كلياتهم علاقاتها مع الجماعات التي تدعم نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا.

كانت جامعة كولومبيا في مركز الحركة حيث حاصر الطلاب المتظاهرون المبنى الإداري للجامعة، مما أدى إلى سحب الجامعة لاستثماراتها التجارية مع جنوب أفريقيا.

وبعد ذلك، حذت 155 جامعة حذو جامعة كولومبيا وأصدر الكونغرس الأميركي القانون الشامل لمكافحة الفصل العنصري في عام 1986، والذي يهدف إلى منع التجارة والاستثمارات الجديدة بين البلاد وجنوب أفريقيا.