"راريت" ليست الأخيرة.. ماذا يحدث في "الخارجية الأميركية"؟

كشف هالة راريت في حوارها للصحيفة الأميركية أنها ليست الوحيدة المعترضة على السياسة الأميركية تجاه حرب غزة، وأن الدبلوماسيين داخل الوزارة يخشون التعبير عن وجهات نظر تتعارض مع السياسة الرسمية، إذ يخشون "استهدافهم أو تأديبهم وظيفيا" بسبب التعبير عن آراء تتعارض مع السياسة الرسمية.

وعن كواليس مناقشات الأنشطة الأميركية تجاه حرب غزة، قال راريت إن المحاور "كانت استفزازية"، موضّحة: "تجاهلوا في كثير من الأحيان مناقشة أوضاع الفلسطينيين تماما".

تشرح الدبلوماسية الأميركية المستقيلة: "نعم؛ لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، ولكن لم يكن هناك أي ذكر لمحنة الفلسطينيين. أنا، بضمير مرتاح، لم أتمكن من الظهور على شاشات التلفزيونات العربية لترديد هذا الموقف".

ولم تكتف راريت عند هذا الحد بل أكدت أن موظفي الخارجية أرسلوا العديد من البرقيات عبر "قناة اعتراض داخلية" تابعة لوزارة الخارجية، وهي طريقة تسمح للدبلوماسيين تسجيل الاعتراضات على السياسة الرسمية، بشكل داخلي.

وزير الخارجية أنتوني بلينكن، التقى بالفعل بعض المعترضين على سياسة وزارته وقال إنه يرحّب بتنوع وجهات النظر، بحسب راريت.

بدلاً من إجراء مقابلات حول السياسة الأميركية في غزة، قالت راريت إنها تلقت تعليمات بالتركيز على جوانب أخرى من وظيفتها، بما في ذلك مراقبة وسائل الإعلام الناطقة باللغة العربية، وتقديم تقارير عن تغطيتها للصراع والسياسة الأميركية.

تشرح راريت: "كنت أشاهد يوميا الصور المنشورة في العالم العربي للقتلى من الأطفال الفلسطينيين، كيف لا يصل هذا إليكِ كإنسانة، كأم؟"، تضيف: "كان من المدمر معرفة أن قنابلنا هي التي قتلت هؤلاء الأطفال، على الأرجح".

الأمر الأكثر تدميراً، بحسب المتحدثة السابقة باسم الوزارة، هو معرفة أنه على الرغم من مقتل هؤلاء الأطفال، أن الإدارة الأميركية تستمر في إرسال المزيد من الأسلحة لأنها تعتقد، بطريقة ما، أن هذا هو الحل. تضيف: "نحتاج الدبلوماسية، وليس الأسلحة".

عن أجواء العمل في الوزارة، بالنسبة لدبلوماسية من أصول عربية، تقول راريت إن هذه الأصول ظلت تلاحقها حتى بعد أن أصبحت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، مؤكدة أنها شعرت بـ"معاملة مختلفة" من زملائها بسبب كونها منحدرة من عائلة عربية، وأوضحت للصحيفة أن تراثها المغربي لا علاقة له بتوصياتها كصانعة سياسة أميركية.

استقال موظفان آخران من موظفي وزارة الخارجية احتجاجًا على سياسة الإدارة من الحرب في غزة. البداية كانت مع جوش بول، وهو موظف حكومي عمل في مجال المساعدات العسكرية الخارجية.

وبعدها، جاءت استقالة أنيل شيلين، التي عملت لمدة عام كمسؤولة للشؤون الخارجية في مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان.

بول فسر سبب استقالته بمقابلة خاصة، في ديسمبر 2023، مع شبكة سي إن إن قائلا: "لا توجد طريقة لإنجاح السياسة الإسرائيلية في حرب غزة. المعاناة التي نشهدها على الأرض تعكس ذلك، لا أتذكّر أنني رأيت مثل هذا التباين بين قيمنا وأفعالنا، أو بين وجهات نظر قيادتنا السياسية والحقائق على الأرض".

في ذات السياق، كشفت شيلين عن بعض من كواليس الخارجية الأميركية إذ قالت في مارس الماضي: "كنت سأستقيل في البداية بهدوء، ولم أرغب في أن أكون جزءًا من هذه الحكومة، ولكن عندما بدأت في إخبار زملائي، قالوا لي: "تحدّثي نيابة عنّا من فضلك، استخدمي صوتك".

تضيف شيلين: "العديد من هؤلاء الزملاء لا يستطيعون الاستقالة وما زالوا يقومون بعمل مهم للغاية داخل وزارة الخارجية، ولذلك قررت أنني سوف أمضي قدمًا وأعلن عن ذلك".