سياسة

كيف تستغل إسرائيل "مجاعة غزة" لتجنيد العملاء؟

نشر

في نوفمبر 2018، حاولت قوة إسرائيلية خاصة التسلل لقطاع غزة، وتنكّر أفرادها في هيئة فلسطينيين لزرع أجهزة تنصت واختراق، لكن سرعان ما كشف مسلحو حماس أمرهم واشتبكوا معهم وقتلوا الضابط قائد المجموعة، ففر العناصر في اللحظات الأخيرة.

دخول غزة كان أمرا شديد الخطورة والصعوبة على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية حتى 7 أكتوبر 2023.

لكن مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، تستغل الأجهزة الأمنية غطاء الحرب لتتيح تسلسل عناصرها المتنكرين لمختلف أنحاء القطاع والاختلاط بالفلسطينيين لجمع المعلومات ومحاولة تجنيد مخبرين على الأرض مستغلين الجوع والقتل العشوائي، بحسب صحيفة معاريف.

يأتي تقرير معاريف وسط اتهام منظمات دولية لإسرائيل باستخدام التجويع في غزة كسلاح ضد الفلسطينيين لتحقيق مكاسب عسكرية ميدانية، وهو ما يعتبر جريمة حرب تحت القانون الدولي.

فما الذي يحدث؟ وكيف يتمكن العملاء الإسرائيليون من دخول غزة؟ وكيف يحاول الإسرائيليون تجنيد عملاء داخل القطاع؟

اعرف أكثر

في 11 نوفمبر 2018، دخل عناصر من قوة النخبة الخاصة "سيريات متكال" لقطاع غزة منتحلين صفة فلسطينيين من عائلات معروفة، وكانوا يحملون بطاقات هوية فلسطينية لأشخاص حقيقيين من القطاع من نفس العائلة ويتقنون اللهجة العامية لأهالي غزة بطلاقة.

عناصر القوة تجولوا في مركبة فولكس فاغن زرقاء تحت غطاء العمل في منظمة خيرية عالمية لتقديم مساعدات طبية، وكانوا يرتدون ملابس فلسطينية تقليدية وبينهم اثنتان تنكرتا بزي نساء محجبات.

كان هدف القوة زرع أجهزة تنصت واختراق متطورة على شبكة الاتصالات السلكية لكتائب القسام تحت الأرض، والتي يستحيل اختراقها إلا بالوصول إليها بشكل مباشر.

لكن بعد نحو ساعتين فقط، لمح قيادي في القسام، يدعى نور بركة، المجموعة في خان يونس وقام بإيقافهم للاستجواب لمدة 40 دقيقة، وازداد شكه فيهم عندما رأى أن امرأة من الفريق كانت تجلس في المركبة بين رجلين في مخالفة للعادات المحلية.

هذا بالإضافة لكون لكناتهم المحلية تخالف المناطق التي زعموا أنهم قدموا منها وادعائهم أنهم قدموا لزيارة سيدة لا تسكن في تلك المنطقة.

مسلحو القسام قرروا احتجاز الطاقم الإسرائيلي للمزيد من الاستجواب وهنا ارتبك عناصر الوحدة وبدأوا بالصراخ وقام قائدهم بإطلاق النار صوب نور بركة ونائبه محمد القرا فقتلهما.

ورد عناصر القسام بإطلاق النار صوب قائد المجموعة فقتلوه أيضاً وأصابوا نائبه. وبدأت مطاردة القسام للفريق الإسرائيلي الذي هرع للفرار نحو الحدود.

هنا فتحت الطائرات الإسرائيلية والدبابات النار بكثافة شديدة في المنطقة لتوفير غطاء لهروب الفريق الذي فر من المركبة باتجاه بستان زيتون كانت تنتظرهم فيه مروحية عسكرية إسرائيلية من وحدة النخبة 669.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية المركبة التي كان يستخدمها الفريق لطمس أثر العملية، لكن نجح عناصر القسام في استخراج بعض المعدات من المركبة المدمرة وتحليل محتوياتها والكشف عن كامل أركان العملية.

منذ ذلك الحين، لم يرد أن حاولت إسرائيل التسلل لغزة مرة أخرى حتى اندلاع الحرب الحالية.

"دخول غزة يحمل مخاطرات كبيرة للقوات الإسرائيلية الخاصة في حال انكشاف أمرهم مثل حادث عام 2018. لكن الحرب الإسرائيلية على القطاع مثّلت فرصة ذهبية لأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية للتسلسل لمناطق مختلفة داخل غزة"، بحسب صحيفة معاريف.

الصحيفة تنقل عن مصدر في الجيش أن هناك فريقا كاملا من العملاء السريين الإسرائيليين المدربين على الاندماج في المجتمع الفلسطيني يعملون الآن داخل مواقع رئيسية في غزة وأصبح الوصول لهم أسهل.

وجود الجيش الإسرائيلي على الأرض يعني 3 أمور:

الأول هو سيطرته على المنافذ الحدودية والشريط الفاصل الذي يقسم غزة لنصفين وانخفاض تواجد عناصر الرصد والاستطلاع على الحدود لمراقبة تحركات الجيش بدقة.

الأمر الثاني هو قدرة الجيش على استخدام أغطية نارية كثيفة من القصف المدفعي والجوي من دون إثارة الشكوك حول سبب ذلك القصف لتوفير غطاء لتسلسل عناصره لعمق غزة.