خطة فرنسية خجولة لإيقاف حرب أوكرانيا بـ"زيارة شي"

تنوي فرنسا الضغط على جين بينغ خلال جولته الأوروبية، لاستخدام نفوذه على روسيا في سبيل إيجاد حلّ للحرب في أوكرانيا، ولكن من دون أمل كبير بإحراز تقدّم، وفق ما قاله محلّلون لفرانس برس.

لذلك، سيكون الملف الروسي-الأوكراني من أولويات هذه الزيارة، بالنسبة لفرنسا، إذ إن موقف الصين من أوكرانيا سيحدّد موقف الاتحاد الأوروبي منها، حسب الوكالة.

بناءً على ذلك، شدّد ماكرون على أن مصلحة الصين تصبّ في استقرار روسيا، وبالتالي يجب بناء السلام مع الصين، وفقاً لما قاله لمجلة "ذي إيكونوميست".

ويعتزم الرئيس الفرنسي تعزيز الحوار مع الدولة التي تحتل المركز الثاني في الاقتصاد حول العالم، لمناقشة الكثير من القضايا التي تتعلّق بالأزمات الدولية والتحديات التجارية والمناخية وحتى التبادل الثقافي.

توطّدت العلاقة بين روسيا والصين بعدما شهد التبادل التجاري بين البلدين نموًا غير مسبوق بين 2022 و2023، إذ ارتفعت نسبة هذا التبادل بينهما إلى 30%، وفقاً لأليس إيكمان من معهد الاتحاد الأوروبي للدراسات الأمنية (IESIE).

كما أصبحت موسكو المورد الرئيسي للنفط إلى الصين، إذ قفزت واردات بكين من النفط الروسي إلى 55% من 2021 وحتى العام التالي، حسب الأرقام التي نشرتها الجمارك الصينية.

ويبدو أن العلاقة الثنائية بين الصين وروسيا تزداد تفوّقاً، لأن الطرفين يرغبان في مواجهة الغرب، كما قال الأستاذ في المعهد الكاثوليكي في باريس، إيمانويل لينكو.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر بكين موسكو شريكا أساسيا في معارضتها للولايات المتحدة، وفي وضع الخطوط العريضة لنظام عالمي جديد لما بعد الغرب، استناداً إلى عدد من الخبراء.

نتيجة الاتجاهات المعاكسة بين الصين وأوروبا عموماً، والصين وفرنسا خصوصا، فقد تكون العلاقة الصينية-الفرنسية صعبة، خاصّة أن جين بينغ يركّز في خطاباته على تراجع الديمقراطيات والانقسامات المرغوبة بين الولايات المتحدة وأوروبا، وفقاً للمستشار في الشؤون الآسيوية في معهد مونتين، فرنسوا غودمان.

في المقابل، أثنى غودمان على أن العلاقة الفرنسية-الصينية ضرورية، نظرا إلى أهمية هذا الحوار في حل الأزمات، لافتا إلى أنه "من الجنون أن نلعب بورقة المواجهة كما يفعل الأميركيون، لأنّنا لا نلعب في الملعب ذاته، وليست لدينا الوسائل نفسها على الإطلاق".

لا بد من الإشارة إلى أنها لم تكن المرّة الأولى التي يحاول فيها ماكرون إقناع الصين بالتوسّط مع روسيا، فخلال زيارته السابقة لبكين كانت هذه أولويته المعلنة، لكن الأمر كان محكوماً عليه بالفشل، حسبما أفاد مدير مركز آسيا في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، مارك جوليان، لوكالة فرانس برس.

على الرغم من ذلك سيعمد ماكرون إلى تناول "مخاوف" قائمة بشأن "نشاط بعض الشركات في ووهان التي قد تكون مشاركة بصورة مباشرة أو تسهم بصفة كبيرة في المجهود الحربي الروسي"، حسبما ينقل عنه مقرّبون منه.

وبعد باريس، يتوجّه الرئيس الصيني إلى صربيا التي لم تفرض أيّ عقوبات على روسيا وتحتفظ بعلاقات ودية إلى حدّ ما مع الأخيرة. ثمّ ينتقل بعد ذلك إلى المجر التي جعلت صوتها المعارض لسياسة الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا مسموعاً خلال مناسبات عدّة.