نتنياهو يقع في فخ "رد حماس"

وجد نتنياهو نفسه عالقا في فخ نصبه لحماس بحسب صحيفة هآرتس عندما توقع أن ترفض مقترح الصفقة لتعطيه مبررا لدخول رفح وإدامة الحرب.

صحيفة أكسيوس قالت إن مسؤولي الحكومة الإسرائيلية مصابون بخيبة الأمل من رد حماس المفاجئ ويتهمون الولايات المتحدة بوضعهم أمام الأمر الواقع.

بينما خرج مئات الإسرائيليين للشوارع، ليل الإثنين، للضغط على الحكومة ومطالبتها بقبول المقترح المصري، وأصدر ديوان عائلات الرهائن بيانا رحب فيه بقبول حماس بالصفقة.

رد حماس جاء بالتزامن مع إحياء إسرائيل ذكرى الهولوكوست، وهو ما دفع عائلات الأسرى لرفع شعار Never Again أو "يجب ألا يحدث ذلك مرة أخرى" في إشارة لضرورة حماية اليهود من أي اضطهاد أو هجمات جديدة.

العائلات هدفها من العبارة هو الضغط على الحكومة لإعادة الأسرى بأي ثمن لأنها فشلت في منع اختطافهم في المقام الأول.

وسد أهالي الأسرى طريق يعالون السريع شمالي تل أبيب، وأحرقوا ساعة رملية ضخمة، مساء الاثنين، احتجاجا على إضاعة نتنياهو وحكومته الوقت لإتمام الصفقة، بحسب صحيفة يديعوت أحرونوت.

شارون شرابي، شقيق الأسير يوسي شرابي، الذي قتل في قصف إسرائيلي على غزة، خاطب الحكومة قائلا "لا تفوتوا فرصة تاريخية"، في إشارة لرد حماس الإيجابي.

وأضاف شارون "لا يتمتع أي زعيم في إسرائيل وفي العالم برفاهية تفويت هذا الأمر. فرصة تاريخية، تنفيذ الاتفاق لا يدل على الاستسلام، بل يدل على قوة القيادة الملتزمة بالسلام لجميع مواطنيها".

وأصدر ديوان عائلات المختطفين بيانا رسميا قالوا فيه "نرحب بإعلان حماس التقدم باتجاه وقف إطلاق النار، والذي يشجع على عودة 132 مختطفا تحتجزهم حماس منذ 7 أشهر. الآن هو الوقت المناسب للتحرك الإسرائيلي".

وأبدت عائلات الرهائن خوفها من أن قيام إسرائيل بعملية عسكرية في رفح سيعرض حياة الأسرى للخطر، وأنه يعتبر تخلي عن المختطفين بشكل كامل بحسب يديعوت.

زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد أبدى استعداده للانضمام للحكومة ومنع انهيارها في حال قبولها بصفقة تبادل الأسرى وانسحاب الوزراء المتطرفين منها احتجاجا على ذلك.

وقال لابيد "أعود لأقدم عرضا للحكومة بتوفير شبكة أمان كاملة لأية صفقة. سنوفر الأصوات اللازمة لصفقة تعيد أبناءنا وبناتنا إلى الوطن".

كذلك قال منصور عباس رئيس حزب القائمة العربية الموحدة إن لديه الاستعداد للانضمام لتحالف نتنياهو لإتمام صفقة التبادل.

وقال عباس إنه "سيوفر شبكة أمان لأي شخص يأتي باتفاق ووقف لإطلاق النار. هذا هو أمر الساعة، وهو واجب أخلاقي".

انتقد النائب الليكودي المقرب من نتنياهو، موشيه سعادة، تفاؤل يائير لابيد، وقال: "لم يكن هناك قط زعيم معارضة غير شرعي مثل لابيد".

كذلك انضم وزير الأمن المتطرف، إيتمار بن غفير، لمن هاجموا رد حماس وقال "مناورات وألاعيب حماس ليس لها إلا إجابة واحدة: الأمر الفوري باحتلال رفح! زيادة الضغط العسكري، واستمرار هزيمة حماس الكاملة، حتى هزيمتها بشكل كامل".

الحكومة الإسرائيلية بموقفها الرسمي حاولت تشويه الصورة وتقليل الإيجابية تجاه فرص التوصل لاتفاق. وقالت حكومة نتنياهو إن رد حماس لا يرقى للمطالب والشروط الإسرائيلية وأن هناك "فروقاً واسعة" بين الطرفين".

زعم المستوى السياسي في إسرائيل أن المصريين والأميركيين توصلوا إلى تفاهم مع حماس من وراء ظهر إسرائيل وقاموا بتحديث الاقتراح المصري الذي ردت عليه إسرائيل بشكل إيجابي قبل نحو أسبوعين، وهو ما ينفيه الأميركيون.

في ذات الوقت أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه سيرسل وفدا رفيع المستوى لمصر لدراسة إمكانية التوصل لاتفاق. لكن صحيفة هآرتس نقلت عن مصدر دبلوماسي قوله إن إطار التهدئة الذي قبلته حماس ليلة الاثنين هو في جوهره نفس الاقتراح المصري الذي وافقت عليه إسرائيل بالفعل. ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي آخر قوله إن "الكرة الآن في ملعب نتنياهو".

لذلك، تهكم زعيم المعارضة لابيد على رد فعل الحكومة واتهمها بالكذب والتضليل وقال "بالأمس، بعد إعلان حماس، كانت هناك 3 تصريحات حكومية مختلفة، كل منها قال شيئا مختلفا، وهذا في كابينت مكون من 5 أشخاص". ووصف لابيد رد حكومة نتنياهو بـ"العار الوطني".

المحلل الأمني في صحيفة هآرتس عاموس هارئيل قال إن ردة فعل حكومة نتنياهو على قبول حماس بإطار الصفقة من حيث التشكيك والتضليل ومهاجمة شرق رفح تعتبر إشارات أولى منها بشأن نيتها رفض الاقتراح.

"والآن، يبدو أن نتنياهو سيعطي إجابة سلبية مرة أخرى. وسيتم تبرير هذه الخطوة بالعديد من الحجج حول الحاجة لضمان هزيمة حماس لكن عمليا هناك سبب رئيسي واحد وراء ذلك: خوف نتنياهو من تفكك ائتلافه وخسارة قاعدة اليمين".

بعد رد حماس الإيجابي على مقترح الصفقة، سارع نتنياهو لإقناع مجلس الحرب بضرورة استكمال الهجوم شرقي رفح بحجة توفير ضغط ضروري على حماس لتقديم المزيد من التنازلات.

رئيس الوزراء الإسرائيلي ربما يرى في رفح مخرجا من ورطة صفقة التبادل، حيث قام الجيش الإسرائيلي بالاستيلاء على معبر رفح ومحور فيلاديلفيا، وهو ما ينذر بتعقيد محادثات التهدئة وربما إفشالها.