"نقتل الأطفال؟".. تساؤل جنود إسرائيليين في وثائقي لـ"بلينكس"

يتربى الأطفال الإسرائيليون على "مأساة الهولوكوست"، وفي فيلم البراءة، تشرح المعلمة للأطفال كيف تم طردهم من أوروبا وقتل 6 ملايين يهودي في ألمانيا، قبل وصولهم إلى هنا، وبداية كراهية العرب لهم.

وكي لا تتكرر مأساة الهولوكوست يجب على هؤلاء الأطفال أن يتجندوا في الجيش الإسرائيلي "ويحموا البلاد من الإرهابيين".

هكذا يكبر الأطفال الإسرائيليون وعلى هذا النهج يعيشون فترة طفولتهم في رياض الأطفال وفي المدرسة، بحسب الفيلم الوثائقي.

ويتجند الإسرائيليون بعد سن الـ18، ذكورا وإناثا، لكن البنات لا يقاتلن على الجبهات وإنما تظل المجندات في وحدات تحتاج العمل من القواعد العسكرية وفي إدارة البيانات.

الوثائقي الذي صنعه مخرج إسرائيلي ومنع عرضه في إسرائيل، يعرض مقاطع حقيقية من حياة الجنود الذين فقدوا حياتهم، وهم صغار في المدرسة والحضانة يعيشون هذه التجربة ويتشبعون بتلك الأفكار.

في المرحلة الإعدادية والثانوية من المدرسة تبدأ إدارة المدارس بتنظيم رحلات مدرسية إلى القواعد العسكرية، ويوثق الفيلم أطفالا تحت سن العاشرة وهم يحملون بنادق ويلعبون فوق الدبابات.

لكن المستهدف من هذه الرحلات ليس هؤلاء الأطفال فقط، بقدر ما تستهدف المراهقين الذين يناقشون جنودا بزيّهم العسكري.

"هذه المرحلة العمرية يُشحن فيها الإسرائيلي بروح القتال ويتعطش ليدافع عن بلاده"، حسب ما ورد في الفيلم. لكن مراهقا يقول بصوته دون أن يظهر بوجهه "لماذا أحتاج هذا كله؟" وتساءل عن أخلاقية القتال بهذه الطريقة وهو يسمع ما يحدث للفلسطينيين.

بدا هذا الشاب مختلفا عن باقي أبطال الفيلم، ويوجد غيره الكثير في إسرائيل ممن انفتحوا على العالم الخارجي وقتلوا الأفكار التي تربوا عليها صغارا، لكن إسرائيل، وبحسب مخرج الفيلم، تمنع قصصهم من الانتشار.

قواعد عسكرية وطعام وفعاليات وتعليم للانضباط وإرضاء للكبرياء الداخلي مع بندقية إم-16 على الكتف، كل ذلك لم يعجب رون الشاب الإسرائيلي الذي أنهى حياته فيما بعد لأنه لا يجد منطقية فيما يفعل، وفيما يحدث هناك بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

يظهر في الفيلم مجموعة من الشباب، يبدو عليهم أنهم تخرجوا من مدرستهم لتوهم وهم يتظاهرون للمطالبة بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي غلعاد شاليط الذي أسر في غزة سنة 2006 وخرج بصفقة تبادل سنة 2011.

وسط النقاش يقول أحد المراهقين الذي يردد ما تربى عليه من الصغر "كلهم يجب أن يموتوا، إن لم نقتلهم سيقتلوننا"، يرد عليه مخرج الفيلم "ألم تر كم شخصا مات اليوم في غزة".

يبدأ الشاب في التساؤل "أمام أصدقائه المتظاهرين لماذا نحتل أراضيهم؟ ما نفعله في غزة يجعلهم يقتلوننا؟".

عدة جنود إسرائيليين أنهوا حياتهم "نتيجة لانعدام المنطقية التي رأوها ويصفوها في قتال الجيش الإسرائيلي"، اعترافات ومذكرات سجلوها عن تلذذ الجنود بقتل الأطفال والنساء الأبرياء. أحدهم كتب على ورقة قبل أن ينتحر "لماذا نفعل كل هذا" وآخر كتب "لا أفهم لماذا أنا هنا"، بحسب الفيلم.

خلال الفيلم يطرح هؤلاء الشبان الذين قدم أجدادهم من بولندا أو ألمانيا أو روسيا فكرة إجبارهم على الاعتقاد بما يعتقده الإسرائيليون كلهم. تمنى أحدهم أن تكون له صديقة كي يقول لها ما يفكر فيه ولا يستطيع الإفصاح عنه في القاعدة العسكرية، لكن إنهاء الحياة كان الخيار الأقرب له.

يُعرض هذا الفيلم على تطبيق وموقع بلينكس في وقت تشن فيه إسرائيل حربا واسعة النطاق في قطاع غزة، راح ضحيتها أكثر من 34 ألف فلسطيني وأصيب قرابة الـ80 ألفا.

وخلال أيام الحرب التي تجاوزت الـ210 أيام، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الفيديوهات التي التقطها ونشرها جنود إسرائيليون وهم يلهون بألعاب الأطفال ويفرحون بتفجير المباني وعرض الملابس الداخلية للنساء.