"الروب والقبعة" معلقان.. غزة تربك حفلات التخرج بجامعات أميركا

قالت جامعة كولومبيا، في البيان الذي أعلنت فيه إلغاء حفل التخرج: "سنركز مواردنا على هذه الاحتفالات في الجامعة وعلى إبقائها آمنة وتحترم الجميع وتجري بسلاسة".

تُعد حفلات التخرج حدثا بالغ الأهمية في الحياة الجامعية في الولايات المتحدة، ومع مصادفة توقيتها مع الحرب على غزة، أصبحت محطة جديدة للمتظاهرين المؤيدين لفلسطين بعدما أزالت الشرطة بالقوة العديد من ساحات الاعتصام التي أقاموها في حرم الجامعات.

والسبت الماضي، عطّل عشرات المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين الذي ارتدوا زي التخرّج والكوفيات، حفل تخرّج في جامعة ميشيغان لمدة وجيزة. إذ رفع بعضهم أعلاما فلسطينية وساروا باتّجاه المسرح وهم يهتفون "أنتم تموّلون الإبادة"، قبل أن توقفهم الشرطة.

على الجهة الأخرى، رفع بعض الحضور الأعلام الإسرائيلية في حين شُوهدت طائرة تحلّق فوق المكان وهي تحمل لافتة كتب عليها "نقف إلى جانب إسرائيل. حياة اليهود مهمة".

أما جامعة جنوب كاليفورنيا فألغت حفل التخرّج الذي كان مقررا في 10 مايو بعد خروج احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعة، مشيرة إلى الحاجة لمزيد من الإجراءات لحماية الحفل الذي يحضره عادة 65 ألف شخص.

هذه الاحتجاجات أجبرت الشرطة الأميركية على اتخاذ إجراءات أكثر تشددا حيال المظاهرات المؤيّدة للفلسطينيين خلال الأسبوع الماضي، إذ طلب بعض رؤساء الجامعات صراحة دعم قوات إنفاذ القانون. وواجهت رئيسة جامعة كولومبيا مينوش شفيق انتقادات لدعوتها الشرطة لتفريق المحتجين الذين تحصّنوا داخل مبنى الجامعة.

وشُوهد بعد ذلك عناصر الشرطة وهم يصطحبون متظاهرين مقيّدين إلى خارج حرم الجامعة باتّجاه حافلات الشرطة.

كانت جامعة كولومبيا التي تعد من بين أعرق الجامعات الأميركية من أولى المؤسسات التعليمية التي تَحرّك طلابها ضد الحرب الإسرائيلية على غزة، قبل أن تتسع رقعة الاحتجاجات في أنحاء الولايات المتحدة مع توقيف الشرطة أكثر من 2000 شخص على مستوى البلاد.

وأظهر تسجيل مصوّر، السبت الماضي، شرطة مكافحة الشغب في أثناء تفكيكها لمخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين في جامعة فرجينيا في شارلوتسفيل، إذ أُوقف 25 شخصا على الأقل.

كما تحرّكت الشرطة يوم الإثنين الماضي، لتفريق مظاهرة في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو. وأظهرت لقطات متلفزة محتجين وهم يواجهون عناصر الشرطة من خلف حواجز فولاذية.

أما جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس UCLA فأعلنت يوم الإثنين الماضي، أنها استأنفت التدريس حضوريا بعدما انتقلت للتعليم عن بعد عبر الإنترنت في أعقاب اجتياح محتجين الحرم بالخيام واللافتات قبل تفريقهم بأيدي الشرطة في إطار مواجهات وقعت نهاية الأسبوع.

تسببت الاحتجاجات بتوتر العلاقات بين الولايات المتحدة وحليفتها الرئيسية إسرائيل. وبسببها أدان الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ الاحتجاجات، قائلا الخميس 2 مايو، إن الجامعات الأميركية "ملوثة بالكراهية ومعاداة السامية".

واتّهم منافس بايدن في انتخابات نوفمبر الرئاسية دونالد ترمب الرئيس بالفشل في إدانة المحتجين المؤيدين للفلسطينيين.

وأشار ترمب إلى المتظاهرين في جامعة كولومبيا على أنهم "مجانين في حالة سعار ومتعاطفون مع حماس"، داعيا رؤساء الجامعات إلى "استعادة حرم جامعاتنا".