واشنطن تغري إسرائيل.. السنوار ورفاقه مقابل رفح

تقول صحيفة واشنطن بوست الأميركية، إن إدارة الرئيس بايدن تعرض على إسرائيل تقديم "معلومات استخباراتية قيمة" في حال تراجعها عن القيام بعملية واسعة في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة.

وبحسب مسؤولين تحدثوا شريطة عدم كشف هويتهم، تتضمن المعلومات المقصودة، مواقع محددة لقادة حماس، بالإضافة إلى مواقع أنفاق حركة حماس المخفية.

تلك الصفقة التي تتضمن معلومات مقابل التراجع عن عملية رفح، كان قد ألمح إليها مستشار مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، في تصريحات الأسبوع الماضي، إذ قال إن واشنطن قدمت معلومات استخباراتية عن قادة حماس بغية "تقديم بديل" لعملية برية شاملة في رفح.

وأضاف كيربي: "يمكننا أيضا مساعدتهم في استهداف قادة مثل السنوار، وهو ما نفعله بصراحة مع الإسرائيليين طوال الوقت".

وقال مسؤول أميركي، بحسب واشنطن بوست، إن تل أبيب بالرغم من اقترابها الملحوظ من تنفيذ عمليتها في رفح، إلا أنها تأخد التحذيرات الأميركية "على محمل الجد" وتؤكد في المحادثات الثنائية أن جنودها لن يتوغلوا في المدينة قبل إجلاء نحو 800 ألف فلسطيني من المدينة.

بالنسبة لإسرائيل، الهدف من الحرب هو القضاء على حماس، ويتمثل جزء من هذا الهدف بالقضاء على يحيى السنوار نفسه، زعيم الحركة في قطاع غزة.

إلا أن بعض المسؤولين الإسرائيليين أكدوا لصحيفة تايمز أوف إسرائيل الجمعة أن السنوار ليس في رفح من الأساس، وهي المدينة التي توشك القوات الإسرائيلية على اجتياحها.

وفيما أكد مسؤول أن السنوار ما يزال في غزة، قال مسؤولان آخران إن موقع السنوار "غير محدد بدقة"، إلا أن التقييمات الاستخباراتية تشير إلى أنه داخل أنفاق منطقة خان يونس، التي اجتاحتها القوات الإسرائيلية من قبل، وغادرتها بعد قرابة ٤ أشهر.

المشكلة هي أن واشنطن تنظر إلى عملية الإجلاء كأمر معقد، وقد أخبر مسؤولون في الإدارة الأميركية تل أبيب أن الإجلاء الآمن لمئات الآلاف من سكان غزة، سيتطلب عدة أشهر، كما لا يمكن نقل الفلسطينيين ببساطة إلى مناطق قاحلة أو تتعرض للقصف، كما يجب على إسرائيل توفير البنية التحتية الأساسية لإقامة هؤلاء النازحين من مأوى وغذاء ومياه ودواء.

لكن الحكومة الإسرائيلية تختلف مع تلك الرؤية.

إلا أن اعتراض واشنطن على النهج الإسرائيلي لا يأتي منفردا، بل تعززه مشوره يقدمها خبراء من الحكومة الأميركية لمساعدة إسرائيل على تنفيذ خطة إجلاء إنسانية، تتضمن كافة التفاصيل، وصولا لعدد الخيام المطلوب وكمية المياه الواجب توافرها.

إسرائيل تواصل ضغوطها على سكان رفح للرحيل، بينما تستعد لاجتياحها المرتقب، حيث دعا الجيش سكان رفح لإخلاء بعض من أحيائها الشرقية قبل دخولها بأيام، واستمر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، في مثل تلك الدعوات، إذ حث السكان على مغادرة مناطق وصفها بأنها "تشهد أنشطة إرهابية"، من بينها مخيميْ رفح والشابورة وأحياء الإداري والجنينة وخربة العدس.

وفقا لأدرعي، على سكان تلك المناطق التوجه إلى المواصي.

لكن الأمم المتحدة حذرت بدورها من أن المواصي، والمفترض أنها المنطقة الإنسانية، تعاني أصلا من الاكتظاظ وغير قادرة على استقبال أعداد إضافية من النازحين، وليست فيها بنى تحتية وليس سهلا الحصول فيها على مياه الشرب.

مع تلك الضغوط، بدأ بعض من سكان غزة في المغادرة بالفعل، إذ قدرت الأمم المتحدة يوم الجمعة الموافق 10 مايو أن عدد النازحين من رفح تخطى 100 ألف شخص، مؤكدة أن 30 ألف شخص يغادر المدينة كل يوم.

أما الجيش الإسرائيلي فأعلن أن نحو 300 ألف شخص نزحوا إلى المواصي.

الإجابة على تلك الفرضية بيد الإدارة الأميركية. فالأسبوع الماضي، واجه الرئيس الأميركي، جو بايدن، حليفته إسرائيل بوجه آخر أكثر حزما، إذ أعلن في مقابلة مع شبكة سي إن إن، أنه في حال وقوع غزو كبير لرفح، فأنه سيتوقف عن إمداد إسرائيل بالأسلحة.

وبالفعل بعد مراجعة عمليات تسليم الأسلحة لإسرائيل، أوقفت واشنطن إرسال شحنة مكونة من 1800 قنبلة تزن كل منها 907 كيلوجرامات، و1700 قنبلة تزن الواحدة منها نحو 227 كيلوجراما.

وعندما سُئل بايدن عن بعض من تلك القنابل، قال: "لقد قُتل مدنيون في غزة نتيجة لتلك القنابل وغيرها من الطرق التي يستهدفون بها المراكز السكانية".

بالرغم من ذلك، ما يزال الرئيس الأميركي يشير إلى أن إسرائيل "لم تتجاوز الخط الأحمر بعد".