التشويش على GPS.. خطر يلاحق المدنيين في الجو والبحر والبر

تفيد صحيفة فاينانشال تايمز أنّ الجيوش شوشت وانتحلت على أنظمة تحديد المواقع العالمي بشكل كبير في العقدين الأخيرين.

وخلصت من خلال تحليل معطيات ينشرها موقع فلايت رايدار 24 إلى أن إشارات التشويش استعملت في الشهور الـ6 الماضية بكل من روسيا وإيران وإسرائيل. كما تم رصدها في العاصمة أنقرة، التي توجد بها قواعد جوية للجيش، ومنطقة البحر الأسود وشبه جزيرة سيناء وبالعراق وحدود ميانمار وباكستان وبلبنان.

وتمتد استعمالات التشويش لما هو مدني أيضا، حيث بات سائقو سيارات الأجرة والشاحنات في لندن يضعونه في مركباتهم ليتجاوزا به القانون الذي يحدد ساعات القيادة المسموح بها يوميا، وكذلك لمنع أصحاب العمل من تعقب حركاتهم، وفقا لصحيفة الغارديان.

التشويش أو الانتحال على نظام تحديد المواقع العالمي قد يمنع العملاء من سحب أموالهم من الصراف الآلي، أو استرجاع السيارات المسروقة.

في عام 2007، كانت القوات البحرية الأميركية تجري تدريبا حول كيفية الاستجابة لعمليات تشويش وانتحال نظام جي بي إس قريبا من ميناء سان دييغو. وبسبب فقدان ماكينات الصرافة الآلية بالمدينة لإشارات جي بي إس، لم يتمكن العملاء من سحب أموالهم طوال مدة التدريب، بحسب مجلة نيو ساينتيست.

وفي عام 2010، ذكرت صحيفة الغارديان أن عصابة بريطانية حصلت على أجهزة تشويش مستوردة من الصين لسرقة سيارات فاخرة وشاحنات بحمولات قيمة دون قدرة السلطات تحديد موقعهم.

في مارس 2024، اتهمت بريطانيا روسيا بالتشويش على طائرة تابعة للسلاح الجوي الملكي كانت تحلق فوق أجواء مقاطعة كالينينغراد الروسية وعلى متنها وزير الدفاع غرانت شابس.

ويهدد التشويش وانتحال أنظمة جي بي إس أمن وسلامة الملاحة الجوية والبحرية.

تود همفريز، خبير في الملاحة عبر الأقمار الاصطناعية بجامعة تكساس في أوستن، وصف الوضع بـ "الخطير"، وأضاف أنه "يمكن أن يصبح الطيارون في حيرة من أمرهم بشأن موقعهم، و يضطرون إلى الاتصال بمركز التحكم في الطائرة والسؤال عن الاتجاهات خطوة بخطوة".

وكادت إحدى الطائرات عام 2023 أن تنحرف عن مسارها موشكة على الدخول إلى منطقة إيرانية محظورة تقع بها قواعد إطلاق صواريخ، كما أوشكت رحلة أميركية في عام 2019 أن تصطدم بجبل بولاية أيداهو بعد شوش على نظام جي بي إس الخاص بها، وفقًا لتقرير وكالة ناسا.

على عكس الطائرات، تعتمد السفن بشكل أقل على تحديد المواقع، ومع ذلك يحذر الخبراء من أن الزيادة في عمليات المحاكاة بالبحر قد تؤدي إلى خطر الاصطدامات وحتى تسرب النفط.

يعد تشويش نظام تحديد المواقع العالمي تقنية غير معقدة نسبيًا تتضمن ببساطة إنتاج إشارة ترددات لاسلكية قوية بما يكفي لإغراق عمليات الإرسال من الأقمار الصناعية لنظام جي بي إس.

وتُرصد هجمات تشويش نظام تحديد المواقع العالمي على الفور لأن النظام يفشل في تحديد الموقع الجغرافي.

لكن الانتحال يعتبر أخطر من التشويش لأن الإشارات المزيفة تحاكي شكل عمليات الإرسال من الأقمار الصناعية لنظام جي بي إس بشكل يجعل من المتلقي الاعتقاد أنه يستقبل معلومات حقيقية، وبالتالي يتصرف بناء على هذه المعطيات.

هناك نوع آخر من الانتحال، يسمى انتحال الخداع، والتي يتم من خلالها اختطاف نظام جي بي إس عن طريق إرسال معلومات الموقع الصحيحة في البداية ثم تغييرها تدريجيا بشكل يصعب ملاحظته، مما قد يجعل بعض السفن تدخل المنطقة الرملية وتتعطل أو تخرج عن مسارها إلى مياه هائجة.