إلكترونيا وواقعيا.. أخطار تحيط بدورة باريس الأولمبية

تعرض حساب وزيرة الرياضة الفرنسية، إميلي أوديا كاستيرا، الرسمي، على إكس، للاختراق، لتتغير صورته ويرسل رسائل خاصة تحذر من انتهاك سياسات إكس وتعرض حسابه للاختراق ما لم ينقر على رابط للطعن في هذا القرار.

استعيد الحساب، وقالت وكالة الأمن السيبراني الفرنسي المعروفة باسم ANSSI، من دون إعلان أي تفاصيل عمن يقف وراء الاختراق، لكن الأمر فتح التساؤل حول تعرض فرنسا لهجمات مشابهة لتلك التي تعرضت لها روي دي جانيرو مع أولمبياد 2016، والنسخة الشتوية في بيونغ تشانغ بكوريا الجنوبية عام ٢٠١٨ بحسب واشنطن بوست.

في الأولمبياد الماضية التي حملت اسم العاصمة اليابانية طوكيو سجلت أكثر من ٤٥٠ مليون محاولة اختراق إلكتروني، أما في باريس فيتوقع المحللون أن تضاعف هذه المحاولات ما بين ٨ إلى ١٠ مرات بحسب واشنطن بوست.

يتوقع بعض المحللين أن يكون عدد المحاولات ما بين 8 إلى 10 أضعاف ما كان عليه الحال في أولمبياد طوكيو قبل ثلاث سنوات، عندما تم تسجيل 450 مليون محاولة.

تواجه فرنسا بعض المخاطر المحتملة من الهجمات الإلكترونية يختصرها موقع ستراتفور على الشكل الآتي:

• التصيد الاحتيالي: عبر الرسائل النصية القصيرة ووسائل التواصل الاجتماعي ليتم خداع الرياضيين أو الموظفين أو المتفرجين للكشف عن معلومات شخصية أو مالية من خلال رسائل البريد الإلكتروني أو الرسائل المخادعة أو مواقع الويب.
• برامج الفدية: تستهدف مختلف أصحاب المصلحة في الألعاب الأولمبية، قد تؤدي أهمية الحدث والضغط على المنظمين للتأكد من سير الألعاب بسلاسة إلى زيادة استعداد الضحايا لدفع طلبات الفدية، وبالتالي تحفيز حملات برامج الفدية واسعة النطاق.

• هجمات DDoS وتشويه مواقع الويب: تهدف هذه الهجمات إلى إرباك أو تخريب مواقع الويب الخاصة بالألعاب أو الجهات الراعية لها، مما يجعلها غير متاحة للمستخدمين وربما تعطيل أنشطة التسجيل عبر الإنترنت.
• حملات التضليل: نشر معلومات مضللة تهدف إلى تعطيل الألعاب.
• التجسس الإلكتروني والمراقبة: سيحضر الحدث وفود من أفراد رفيعي المستوى يمكن أن يكونوا هدفا محتملا لأجهزة المخابرات الأجنبية.
• الهجمات الإلكترونية على البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات: تعد أنظمة تكنولوجيا المعلومات الخاصة بالألعاب، بما في ذلك تلك التي تتعامل مع التذاكر والعمليات الصحفية وضوابط دخول الاستاد وبث الأحداث، أهدافا محتملة.

لمواجهة ذلك، يؤدي المهندسون المتخصصون تدريبات مثل تلك التي يؤديها الملاكمون عبر البحث عن شركاء نزال، فقد لجأوا "لقراصنة إلكترونيين" ودودين يمكن من خلالهم دراسة نقاط القوة والضعف والتكتيكات التي يمكن تنفيذها.

وأبدت شركة الأمن السيبراني Outpost24، ومقرها السويد، إعجابها الكبير باستعدادات باريس، لكنها قالت إن أبحاثها لا تزال تجد ثغرات في البنية التحتية للألعاب عبر الإنترنت، بحسب أسوشيتد برس.

على خلاف أسلافها من الدورات الأولمبية، ستتفتح أولمبياد باريس خارج الملعب، فتمر وفود الدول المشاركة في قوارب رياضية على طول نهر السين لمسافة 4 أميال تقريبا، ما يجعلها أخطر جانب من الحدث الرياضي.

الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، وعد بالاستعداد بسيناريوهات لمواجهة التهديدات، ملمحا لوجود خطة بديلة حال وجود مخاطر جديدة.

ومن أجل ذلك اتخذت إجراءات خفضت بسببها عدد الجمهور الموجود على ضفاف السين من ٦٠٠ ألف إلى ٣٠٠ ألف شخص، وبدلا من استخدام ١٦٠ قاربا للرياضيين سيستخدم ٩٤ قاربا فقط بحسب مارك غيوم، محافظ منطقة باريس، في جلسة استماع في أوائل مارس ٢٠٢٤.

الخطة الباريسية لمواجهة المخاطر في الافتتاح ستجعل من الصعوبة بمكان حضور السياح للحفل، وتتوقع السلطات الآن السماح لـ222 ألف متفرج بالمشاهدة مجانا من السدود العليا المطلة على نهر السين، حسب ما قال وزير الداخلية الفرنسي، جيرالد دارمانين، بحسب البايس الإسبانية.

وبدلا من أن يكون الوصول مفتوحا عبر التسجيل إلكترونيا، ستحصل كل بلدة تستضيف الأحداث الأولمبية على حصة معينة، إضافة إلى آخرين يختارهم المنظمون أو شركاؤهم بحسب مصادر للبايس في مارس الماضي.

ووصف المسؤلون ذلك بأنه "الخطة البديلة" بعد أشهر من المناقشات حول كيفية تنفيذ الحفل بأمان، مشيرين إلى أنه سيساعد على "تنويع" الحضور مع تسهيل الأمر على الحكومة لضمان الأمن.

وقال دارمانين إنه من المتوقع أن يشاهد 104 آلاف شخص آخرين احتفالات النهر من السدود السفلية بتذاكر مدفوعة.

يمكن تلخيص المخاطر الأخرى إلى جانب الهجمات السيبرانية، تفجيرات وهجمات من أشخاص ومسيرات.

أما الأشخاص الذين يتوقع أن يقوموا بهجمات فيمكن أن تكون انتماءاتهم بحسب وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين كالآتي:

• الجماعات المتطرفة
• نشطاء البيئة الذين يعتمدون العنف
• الجماعات اليمينية المتطرفة

وتتخوف السلطات أيضا من المسيرات التي تسمح لمدبري الهجمات باختراق نقاط التفتيش والحواجز وفقا لواشنطن بوست.