لقاءات وعلاقات.. ماذا يجمع بين ماليزيا وحماس؟

حين شنت حماس هجومها على مستوطنات غلاف غزة في الـ7 من أكتوبر، وبدأت إسرائيل حربها المستمرة على القطاع، خرج أنور إبراهيم ليتحدث أمام برلمان ماليزيا ليرفض "الضغوط الغربية" لإدانة الحركة.

وقال أنور: "قلت إننا كسياسة لدينا علاقة مع حماس من قبل وهذا سيستمر".

وأضاف: "على هذا النحو، نحن لا نتفق مع موقفهم الضاغط، حيث فازت حماس أيضا في غزة بحرية من خلال الانتخابات واختارهم سكان غزة للقيادة"، بحسب رويترز.

عاد إبراهيم في نهاية أكتوبر ٢٠٢٣ ليتحدث أمام البرلمان ويعلن رفض "كل أشكال الإرهاب"، ويدين قتل الأبرياء واختطاف النساء والأطفال وكذلك إدانة "قصف المدنيين والمنازل والمستشفيات وما يترتب على ذلك من مذبحة لأرواح الأبرياء والأطفال والنساء والرجال" التي ترتكبها إسرائيل.

وفي الدوحة بعد شهور من هذه الجلسة البرلمانية، كان اللقاء بين أنور إبراهيم وإسماعيل هنية، وكذلك خالد مشعل ليعرب عن تقدير ماليزيا "استعداد حماس لإطلاق سراح الأسرى، وقبول خطة السلام التي طرحها العالم العربي ومنظمة المؤتمر الإسلامي والمجتمع الدولي".

وبحسب ما نشره على مواقع التواصل الاجتماعي قال إبراهيم إن ماليزيا حثت إسرائيل على وقف المذبحة ضد الفلسطينيين، وإطلاق سراح جميع السجناء الفلسطينيين، والموافقة على خطة السلام.

رغم ذلك فإن قضية فلسطين تشغل حيزا من تفكير رئيس الوزراء الماليزي، حتى قبل وصوله لمنصب رئيس الوزراء من أيام دراسته الجامعية، بحسب جيمس تشين، أستاذ الدراسات الآسيوية بجامعة تسمانيا، لموقع نيكيه آسيا الياباني.

إضافة إلى ذلك، فمسألة فلسطين، إحدى جوانب التنافس بين ائتلاف أنور إبراهيم الحاكم "باكاتان هارابان" (PH) وحزب "بيريكاتان ناسيونال" المعارض (PN)، الذي يرتكز على الحزب الإسلامي الماليزي الإسلامي (PAS) أكبر حزب منفرد في البرلمان بحسب محللين للموقع ذاته.

في عام ٢٠١٨، كان المهندس والأكاديمي سامي البطش يسير في شوارع ماليزيا قبل أن يطلق النار عليه شخصان على دراجة بخارية، وتتهم حماس المخابرات الإسرائيلية بالضلوع في هذا الاغتيال.

البطش لم يكن شخصا عاديا، فيقول الإسرائيليون، الذين أنكروا قتله، أنه خبير في تطوير صواريخ القسام بحسب تايمز أوف إسرائيل.

وبعد اغتيال البطش قال محمد شداد قريب المهندس لفرانس برس إن "فادي كان عضوا في حماس ويعرف كيف يصنع صواريخ. لذا، كانت اسرائيل تعتبره خطيرا".

وفي عام ٢٠١٤، زعم الجيش الإسرائيلي أن حركة حماس ترسل بعضا من أعضائها إلى ماليزيا للتدريب على اختراق إسرائيل جوا والقيام بهجمات.

وفي مارس الماضي، ألقت ماليزيا القبض على إسرائيلي بجواز سفر فرنسي، إذ تمنع ماليزيا دخول الإسرائيليين، مع اثنين آخرين لما قيل إنه التخطيط لعملية اغتيال بحسب جيروزاليم بوست.

وقد ألقي القبض على الرجل بحوزته ستة بنادق و200 رصاصة، وقيل إن خلفية محاولة الاغتيال هي نزاع عائلي بحسب الصحيفة الإسرائيلية.

في أكتوبر ٢٠٢٣، بعد أيام قليلة من اندلاع حرب غزة، جمدت هيئة مكافحة الفساد الماليزية ما يصل إلى 41 حسابًا مصرفيًا لمنظمة أمان فلسطين بيرهاد الخيرية، والتي كانت تحتوي على ما يقرب من 15 مليون دولار، بسبب سوء استخدام التبرعات العامة.

ولكن التخوف الرئيسي لم يكن من العلاقات مع حماس لكن إمكانية أن تكون على صلة بمنظمة إيكاتان مسلمين ماليزيا، وهي منظمة تدعم فرض الشريعة الإسلامية في البلاد، بحسب بلومبرغ.

وفي فبراير الماضي، وجهت المحكمة الماليزية 161 تهمة لاثنين من قيادات المنظمة تتعلق بانتهاك الأمانة والغش وغسل أموال تصل إلى 40 مليون رينجيت ماليزي، بحسب صحيفة مالاي ميل المحلية الناطقة بالإنكليزية.

أشار مسؤول كبير بوزارة الخزانة الأميركية، في وقت سابق، إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى منع ماليزيا من أن تصبح منطقة يمكن لحركة حماس الفلسطينية جمع الأموال فيها ونقلها.

في هذا السياق، ترى جماعات الضغط في الولايات المتحدة أن ماليزيا "تلعب لعبة خطيرة"، وفقًا لجوناثان شانزر، نائب الرئيس الأول للأبحاث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، بحسب ساوث تشاينا مورنينغ بوست.

ويشير جوناثان إلى أن احتضان الحكومة الماليزية لحماس علنا لم يؤد فقط إلى اغتيال العديد من نشطاء الحركة على أراضيها بل قد يؤدي إلى فرض إجراءات عقابية ضدها.