صورة من الجو تكشف "مخطط إسرائيل" لما بعد الحرب

على مدار الأشهر الماضية، لم تشق إسرائيل محور نتساريم فقط بين المنازل والمناطق المزروعة في قطاع غزة، بل هدمت المنازل على جانبي الطريق، وأقامت القواعد العسكرية، فميا ينظر إليه محللون على أنه جهد مبذول من أجل مشروع أكبر لترسيخ الوجود العسكري الإسرائيلي في القطاع المحاصر، وذلك وفقا لتقرير حديث نشرته صحيفة واشنطن بوست الأميركية.

فمنذ شهر مارس الماضي، تم بالفعل إنشاء ٣ قواعد عملياتية على طول المحور الذي يمتد من شرق غزة إلى غربها وصولا لساحل المتوسط، ذلك بالإضافة إلى إنشاء المناطق العازلة.

ويشير تحليل الصحيفة إلى تدمير ما لا يقل عن 750 مبنى على جانبي الطريق، فيما يعتقد أنه محاولة لإنشاء منطقة عازلة تمتد على جانبي الطريق.

وفيما يقسم الطريق العرضي شمال غزة وجنوبها، عبر طريق صلاح الدين في الوسط وطريق الرشيد على الساحل، بدأ الجيش الإسرائيلي بناء قواعد عمليات في تلك النقاط منذ أوائل مارس الماضي.

وبعد أن كان المحور في البداية محض مسار للدبابات الإسرائيلية، أصبحت القواعد المقامة حوله تضم مناطق للنوم والاستحمام وملاجئ، فيما يشبه ثكنات عسكرية ثابتة.

ويعتقد خبراء عسكريون أن تلك الخطوات تأتي في سياق علمية أكبر، لإعادة تشكيل جغرافيا القطاع، بحسب الصحيفة.

سُمي محور نتساريم الذي يمر بمنتصف قطاع غزة، ودشنته القوات الإسرائيلية بعد اجتياح القطاع أكتوبر الماضي، بنفس اسم مستوطنة "نتساريم" التي كانت موجودة في القطاع قبل العام 2005، واقتصر دخولها على المستوطنين الإسرائيليين، بحسب تقرير أعدته شبكة سي إن إن.

ويصل طول المحور حوالي 6.5 كيلو متر، هي عرض قطاع غزة، وتقول القوات الإسرائيلية أن المحور يتيح مرور القوات كما يتيح مرور المعدات اللوجستية، كما تقول إنه يسهل على الجيش الإسرائيلي شن هجماته على كلا من شمال وجنوب القطاع.

ومن المفترض أن المحور الجديد يتيح الانتقال من كيبوتس بئيري على حدود غزة، وحتى ساحل البحر المتوسط خلال ٧ دقائق، ويضم ٣ مسارات، أولها للحركة السريعة وثانيها للدبابات والمدرعات وثالثها للمركبات الخفيفة.

المشكلة هي أن إسرائيل باتت تعاني من انقسامات داخلية بشأن ما الذي قد يحل بقطاع غزة بعد انتهاء الحرب الممتدة منذ أكتوبر الماضي.

ففي أحد المقابلات الصحفية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه ربما توجد حاجة إلى وجود قوات إسرائيلية داخل فطاع غزة، لضمان "تجريد حماس" من السلاح، بالإضافة إلى شن غارات مستقبلية على القطاع من الخارج.

إلا أن نتنياهو لا يُفصح عن خطط واضحه لمستقبل غزة بعد الحرب، ما يثير غضب جنرالاته والولايات المتحدة حليفته، في الوقت نفسه.

بعض من غضب المسؤولين الإسرائيليين ظهر للسطح أمس السبت، على لسان الوزير في حكومة الحرب، بيني غانتس، الذي هدد بالاستقالة ما لم يضع نتنياهو خطة لما بعد الحرب في قطاع غزة، بحسب وكالة فرانس برس.

وقال غانتس: "يجب على حكومة الحرب صياغة والموافقة بحلول 8 يونيو على خطة عمل تؤدي إلى تحقيق ستة أهداف استراتيجية ذات أهمية وطنية أو سنضطر إلى الاستقالة من الحكومة".

وسارع نتانياهو للرد على غانتس معتبرا أن مطالبه "معناها واضح: نهاية الحرب وهزيمة إسرائيل، والتخلي عن معظم الرهائن، وترك حماس سليمة وإقامة دولة فلسطينية".

أما وزير الدفاع، يوآف غالانت، فقد وجه بدوره انتقادات لنتانياهو لعدم استبعاده تشكيل حكومة إسرائيلية في غزة بعد الحرب، ودعى غالانت نتنياهو الأسبوع الماضي إلى إعلان أن إسرائيل "لن تفرض سيطرة مدنية" على قطاع غزة.