مايكل كوهين.. محامي ترمب الذي انقلب عليه في قاعة المحكمة

حسنا، فلنبدأ من قصة الرصاصة.

للغرابة، جاء تصريح مايكل كوهين أنه على استعداد أن يتلقى رصاصة بدلا من ترمب لصحيفة فانتي فير في العام 2017، أي بعد أن انتهت قصة ستورمي دانييلز، أو بدت على الأقل أنها انتهت.

بدأت علاقة ترمب بكوهين حينما عمل الأخير كمسؤول تنفيذي كبير في شركة ترمب العقارية بحسب وكالة رويترز.

لاحقا، أصبح كوهين محامي ترمب الخاص، تولى كوهين حينها دفع دانييلز وقصصها المثيرة عن صحيفة الرئيس المُقبل الانتخابية.

بحسب شهادة كوهين أمام المحكمة في نيويورك، كان ترمب قلقا من الأثر الذي قد تخلفه قصة نجمة الأفلام الإباحية على الناخبات على وجه التحديد، حتى أنه لم يكن معني برد فعل زوجته بالقدر ذاته، قال ترمب بحسب ما نقلت صحيفة واشنطن بوست عن شهادة كوهين: "ستكرهني النساء".

أضاف ترمب لمحاميه: "أعتني بهذا الأمر".

علاقة الثقة تلك تبددت في غضون عامين لا أكثر من واقعة دانييلز، والسبب مداهمة عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي غرفة كوهين الفندقية ومكتبه في أبريل عام 2018 بحثا عن أدلة على الاحتيال المصرفي ودفع أموال مقابل شراء صمت دانييلز.

وفقا لتعبير كوهين، قال ترمب له في حينها: "لا تقلق، كل شيء سيكون على ما يرام، أنا رئيس الولايات المتحدة".

لكن الرئيس لم يتمكن من فعل شيء، وأقر كوهين بالذنب أمام المحكمة في العام ذاته، في تهم بعضها متعلق بانتهاك قوانين تمويل الحملات الانتخابية وبعضها متعلق بالكذب على الكونغرس والتهرب الضريبي، بالإضافة إلى تهم أخرى، وفقا لوكالة أسوشيتد برس.

أمضي كوهين خلف القضبان 13 شهرا، بالإضافة إلى عام ونصف العام من المكوث تحت الإقامة الجبرية.

عندما أنهى كوهين عقوبته، كان على استعداد أن يُنهي الثأر القديم مع ترمب، فكتب كتابه الشهير عن تجربة العمل مع ترمب بعنوان "غير مخلص".

يعد كوهين شاهد الادعاء الرئيسي في محاكمة ترمب الجنائية الأولى، وسعى محامو ترمب خلال الاستجواب إلى التشكيك بأقوال كوهين، لكن محامي ترمب السابق أكد خلال استجواب الدفاع والادعاء أنه يتحمل "المسؤولية" عن أعماله وواجه العواقب.

أمام المحكمة قال كوهين أنه دفع لنجمة الأفلام الإباحية أموالا لشراء صمتها، بعد مناقشات مع المدير المالي لمنظمة ترمب، آلان ويسلبيرغ الذي يقبع في السجن حاليا.

ولتأمين الأموال، استخدم كوهين حد ائتماني كي لا تلاحظ زوجته أن الأموال سُحبت من حسابه المصرفي، وتم تحويل الأموال إلى محامي النجمة في هذا الوقت، كيث ديفيدسون.

ورصد كوهين على منصة الشهادة تفاصيل اجتماع آخر، حضره ويسلبيرغ أيضا، ووافق خلاله ترمب على تعويض محاميه عما دفع من أموال، مع اعتبار تلك الأموال "مصروفات قانونية".

إلا أن دفاع ترمب لم يترك صورة كوهين صافية أمام هيئة المحلفين، بل دفعه يوم الإثنين 20 مايو الذي وافق آخر أيام شهادته، للاعتراف بأنه، سرق مبلغ 30 ألف دولار من منظمة ترمب، بحسب تقرير أعدته صحيفة نيويورك تايمز، وعاد كوهين ليوضح أن تصرفه جاء مدفوعا بالغضب من خفض مكافأته بالمؤسسة.

أعطى رئيس المحكمة القاضي، خوان ميرتشان، توجيهاته لطرفي القضية بالتحضير للإدلاء بالمرافعات الختامية اعتبارا من الثلاثاء، على أن يتم تعليق المحاكمة الأربعاء والجمعة.

وبعد المرافعات الختامية لفريقي الدفاع والادعاء، سيعطي القاضي ميرتشان توصياته غير العلنية الى الأعضاء الـ12 في هيئة المحلفين.

وستلقى على عاتق هؤلاء المهمة الصعبة لاتخاذ القرار بشأن ما إذا كان ترمب مذنبا بتهمة تزوير 34 مستندا محاسبيا لإخفاء أثر مبلغ مالي دفع لدانييلز أم لا.

وتحتاج إدانة المتهم إلى قرار بالاجماع من هيئة المحلفين، وفي حال حصول ذلك، يعود الى القاضي تحديد العقوبة التي قد تصل إلى السجن.

وستشكل إدانة ترمب في قضية جنائية، الأولى من هذا النوع لرئيس أميركي سابق، ويتوقع أن تتسبب بزلزال سياسي في خضم الحملة لانتخابات هذه السنة.