بعد وفاة رئيسي.. سباق "خلافة خامنئي" يشتعل

رئيسي كان يتمتع بدعم قوي من خامنئي الذي كان يشغل منصب الرئيس قبل أن يصبح المرشد الإيراني عام 1989 بعد وفاة مؤسس الجمهورية الخميني.

ويتمتع المرشد الإيراني بسلطة مطلقة في شؤون البلاد، فهو القائد الأعلى للقوات المسلحة وهو من يقرر اتجاه السياسة الخارجية التي تتشكل معالمها إلى حد كبير بالمواجهة مع الولايات المتحدة وإسرائيل.

ولم يدعم خامنئي تأييد خليفة معين لكن مراقبين للشأن الإيراني يقولون إن رئيسي كان أحد اسمين تردد ذكرهما كثيرا. والثاني هو الابن الثاني لخامنئي، مجتبى، الذي يعتقد على نطاق واسع أنه يتمتع بنفوذ في أروقة السياسة الإيرانية ودهاليزها الخلفية.

قال مصدران لرويترز من داخل النظام الإيراني إن آراء رئيسي كانت ترديدا لآراء خامنئي في كل مسألة محورية، وإنه نفذ سياسات المرشد الإيراني التي تستهدف ترسيخ سلطة رجال الدين، وقمع المعارضين، وتبنى نهجا متشددا في قضايا السياسة الخارجية مثل المحادثات النووية مع واشنطن.

وتطفو شكوك حول احتمال ترشيح مجتبى، وهو رجل دين يدرّس علوم الدين في معهد ديني بمدينة قم التي تحظى بمكانة بارزة بين الإيرانيين المؤيدين لنظام والده.

قال مصدر إيراني مقرب من مكتب خامنئي إن المرشد أبدى معارضته لترشيح ابنه لأنه لا يريد أن يرى أي عودة إلى نظام الحكم الوراثي في بلد أطاحت فيه الثورة الإيرانية في عالم 1979 بالنظام الملكي.

وقال مصدر إقليمي مطلع لرويترز إن معارضة خامنئي للحكم الوراثي ستقضي على فرص كل من مجتبى وعلي الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية المقيم في النجف بالعراق.

وقال مسؤول إيراني سابق إن من المتوقع الآن أن تكثف الجهات صاحبة النفوذ، مثل الحرس الثوري ورجال الدين المؤثرين في قم، جهودها لتشكيل العملية التي يتم من خلالها اختيار المرشد الإيراني المقبل.

لم يكن خامنئي هو المرشح الأوفر حظا لهذا الدور في عام 1989، ولم يظهر إلى الواجهة إلا بعد صفقات في الدهاليز بين النخبة الدينية، بحسب أسوشيتد برس.

وبموجب الدستور الإيراني، يُعيّن المرشد الإيراني بقرار من مجلس الخبراء، وهو هيئة دينية مؤلفة من 88 عضوا تراقب المرشد الإيراني ويمكنها نظريا إقالته.

ويجري اختيار أعضاء المجلس عن طريق الانتخابات، لكن هناك هيئة رقابية متشددة أخرى تضم رجال دين ورجال قانون متحالفين مع خامنئي تتمتع بسلطة الاعتراض على القوانين وتحديد من بوسعه الترشح.

وتنقل وكالة رويترز عن مصدرين مطلعين أن مجلس الخبراء رفع اسم رئيسي من قائمة الخلفاء المحتملين لخامنئي قبل نحو 6 أشهر بسبب تراجع شعبيته نتيجة للصعوبات الاقتصادية الناجمة عن العقوبات الأميركية وسوء الإدارة.

وقال أحد المصادر إن رجال دين مؤثرين مؤيدين لرئيسي ضغطوا بشدة لإعادة اسمه.

مدير برنامج إيران في معهد الشرق الأوسط في واشنطن، أليكس فاتانكا، قال إن كثيرين اعتبروا دور خامنئي في دعم رئيسي علامة على أنه يريده خلفا له، وقد تؤدي إلى تناحر داخل النظام لم نشهد له مثيلا منذ أوائل الثمانينيات".